الناصرية .. - مزاجُ أنثى -

حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5546 - 2017 / 6 / 9 - 10:35
المحور: الادب والفن
    

من الرائع حقاً أن تكون لبعض الأماكن خصوصيتها بل ربما هويتها التي تميزها عن غيرها وتجعل من يرتادها يقوم بالمقارنة الآنية حال ذهابه لمحالّ أخرى ..

و ( مزاج ) من الأماكن التي تنطبق عليها الصفات التي ذكرت في بداية حديثي بصورة ملفتة للانتباه فعلاً وذلك للخصوصية الواضحة التي تجعل هذا ( المقهى ) في مدينة الناصرية مختلفاً ..

فللوهلة الأولى لدخولي لهذا المكان أحسستُ بتلك الألفة التي قد تغمر بعض الأماكن لتترك أثرها واضحاً على كل تفاصيله وتحيط الموجودين بأجواءٍ مريحةٍ للنفس تتسربُ رويداً رويداً نحو أرواحهم فتجعلهم يركنون نحو الهدوء بصورةٍ تدريجية وكيف لا وكل مافي هذا المكان مختارٌ بعناية ( أنثى ) تركت آثارها واضحةً على كل شيء ابتداءً بالمسرح المزيّن بطريقةٍ بسيطة بعيدةٍ للغاية عن المبالغة والتكلُف مروراً بالمقاطع الموسيقية المختارة برقةٍ بالغة بل وحتى فناجين القهوة وصحونها التي تتخذ شكل القلب فتجعل من يتناولها يشعر وكأنهُ في موعدٍ غراميٍّ حتى إن كان لوحده أو برفقة صديقٍ أو
رفيق ..
وللجدران في هذا المقهى خصوصيتها ، فهنا جدار الأمنيات الذي قام مرتادوا هذا المكان بوضع أوراقهم الملونة الصغيرة والتي كتبوا فيها أمنياتهم الخاصة عليه ( النجاح ، أن يجمعهم الله بمن يحبون ، أمنياتٌ أخرى كأمنية ذلك الشاب الذي تمنى _من بين تلك الأمنيات المشعة بالأمل_ أن يستشهد ، ليُعكر صفو فرحتي وأنا أقرأ تلك الحروف التي كُتبت بصدقٍ وعفوية فصار الحائطُ مثيراً
للانتباه بألوانه الصفراء ، الزرقاء والوردية كذلك )

وهناك الجدار الزجاجي في الزاوية اليسرى البعيدة للمقهى والذي قام العشاق بكتابة أسمائهم عليه بخطوط أيديهم ..

وللجدران حكاياتها وخصوصيتها كذلك ( كما ذكرتُ قبل قليل ) ، وقد احتلّت المكتبة مكانها الملفت للانتباه في الجدار المقابل للباب تقريباً ، مكتبةٌ أنيقة تُشكل حروف كلمة ( إقرأ ) وكأنها تطالب من ينظر لها بضرورة اقتناء أحد الكتب بغية تصفحه والاطلاع على ذائقة أصحاب المكان المميزة في اختيار الكتب أيضاً ..

ختاماً ، لو لم يقُم أصحابُ ( مزاج ) باختيار هذا الأسم له لوددتُ أن أختارهُ لهم ، فللأسماء آثارها الخاصة التي تميّزها عن غيرها و ( مزاج ) بصمةٌ جديدة بإمكانيات بسيطة تلفت النظر إلى ضرورة الإصرار على تحقيق الحلم رغم كل العوائق والصعوبات .

#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل