أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة














المزيد.....

ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


كانت هذه هي أولى القصائد التي سمعتها للشاعر ميثم فالح ، أعلمُ جيداً أنها ليست من بداياته ولكنني تعرفتُ إليه من خلالها وما أجمل أن نتعرف إلى الآخر من خلال وصفه لرغبةٍ ربما تكونُ قد تملكت أرواحنا يوماً ما وجاءت حروفه لتصف لنا تلك الرغبة المشروعة بأعذب الكلمات :

أحلم تمرني حلم
بس كون ما أصحه ( حلمٌ في داخل حلم !!)

والليل انحته صنم
واركعله كل العمر
بس لا يطلّ صبحه

وهو هنا يتكلم عن رغبةٍ أخرى أو عن أمنيةٍ لطالما تكلم عنها العشاق ، وهي أن تتوقف الساعة كي تمنحهم أوقاتاً مغمورةً بالسعادة برفقة أحبابهم ( ومن لم يشعر بأن الوقت يعدو بسرعة كلما التقى بحبيبه أو ببعض أحبته أحياناً ) ؟ ..

والملاحظ في هذه القصيدة أنها مليئة بل مُشبعة بالمفردات التي تدعو القارئ للتأمل في ماهيتها ، فالتلاعب بالمفردات والقفز على قيود الزمان والمكان من الأمور التي تدعو للالتفات فعلاً فيها وهذا الأمر لم يُلاحظ فيه أن الشاعر كان يبذل جهداً لإبرازه ، على العكس من هذا فالانسيابية واضحة في الانتقال من الماضي للحاضر وكذلك للمستقبل الذي لم يحدث من الأساس إلا في خيال الشاعر :

من گتلي احبك گبل
فرحة بدليلي ازرعت
ميت إلي اچم سنة
وما ماتت الفرحة ..

وكذلك ..

غمضت عيني چذب
ردتك تمرها حلم
وتكيف بشوفتك 
ولو جاي ويه الحلم
حلمك يرد وحدّه
چا عيني ماهدّتك

وكم جالت الفكرة الأخيرة ببالنا ، فمن منا لم يتمنى أن لايفارق حبيبه أبداً حتى في حال النوم ؟

لكن كل هذه الأمنيات التي نشعر بين الحين والآخر أنها كُتبت بروحٍ تشعُّ بالأمل ، قد نجدها في بعض الأحيان تتحول إلى حزن مشوب بشيءٍ من اليأس وهذا ما قد يؤكد فكرة أن الشعر الشعبي العراقي يُكتب بحزنٍ كبير :

من الأمل صفحة بقت 
وانگلبت الصفحة
و من صبري باقي صرح
بس الصرح من رمل
والروج اجاه چن نسر
وانقض على صرحه
و چفي اللواها الزمن
شجرة وجذعها انكسر 
يا ثمر لتطرحه ..



ثم يسترسل الشاعر بتوضيح بعض أسباب هذا اليأس الذي يتملكه فيقول :

يالساكن بنص قصر
حبك ربه ويه الفقر
وتعتني الك شوغتي
واربط ابابك علگ من هدمتي الملحة

فللحالة الاجتماعية وتلك الفوارق الطبقية دورها الواضح في التفريق بين العشاق وهذا ما لمسناه في العديد من قصص الحب الخالدة عبر العصور ..

ولكن القلب لا يرضيه كل هذا ، فلا قوانين تقنعه ولا حواجز تستطيع الوقوف بوجهه :

گلبي اعله بابك رهم 
ممنون الك فهمه 
و للناس گله لسن ما تتعب تنصحه
و گله الوكت مو الك
و للشايلك بالصدر وك بطل تجرحه
و لو عاندك مارجع غنيله طور الحزن
يتلاشى مثل الحلم بس يسمع البحّه

نعم ، فبعض الألحان الموسيقية قد تغدو عذاباً بلا حدود لمن يستمع إليها وفي نفسه شيءٌ من حبٍ أو اشتياق ..

وللغزل حصته الكبيرة في قصيدة شاعرنا :

اتگطع اثمار الشجر
قوة جذب بالأرض
وانت تگطع الگلب
قوة جذب نظرتك


وكذلك هو يخاطب حبيبته والغيرة تلوح جليةً في مفرداته :

واشتعل كلي واشب
او من تگبل انت عليّ
برد و سلام انگلب
من اوگف بحضرتك
و مرخوص من اشتعل
مد ايدك انت عليّ
نار اللي بروحي قسم
اچويها لو چوتك ( ويالهُ من قَسَم بفعل ملفت للانتباه حقاً )

و ..

گالوا البوسة ذنب
صدّگ وحق النبي
الطفل من قبـَّـلـِـت
چن قبـَّـلِت وجنتك ( وهنا نرى أن للحب وجوه أخرى قد يكون نقاء السريرة من أبرزها وأهمها )


و ..

لجلك الغيرة اكبرت
من ايد الجلالة غرت 
من اصفن وفكرت
وكت الخلق لزمتك ( وهنا تتجسد لنا مشاعر الغيرة الكبيرة بوضوح ملفت للانتباه )

أما في نهاية القصيدة ، فنحن نرى أن المشاعر تفيض بشاعرنا لدرجةٍ لا تُحتمل فيظطر حينها لتحذير حبيبته بقوله :

وحاذر بعد لا تمرّ
عيوني خلصن نظر ( فجمال تلك الحبيبة لا تحدّه العيون )

ومن تمر مرة بعد
ينطنك الي بقه
وحوبتهن برگبتك ..

وكل ما تقدم من عذابات وآهات ، قد يعتبره الشاعر أموراً يستطيع بكل بساطةٍ أن يُضحي بها إن كانت النتيجة الحتمية هي اللقاء بحبيبته :

وعمري الگضيته ركض
الدرب ويه التعب
من الخطوة الاولى
لحد آخر خطاوي الجدم
مأمنهن بذمتك
وماگول فدوه الك لو ضيــَّـعتهن علـَي
نص فدوة يرحن إلك
لا يرحن لنضرتك
او نص فدوه ضمها الي
خاف التقيك بدرب 
شگد اجمع عُمُر
نص فدوة اخسره الك
واربح فقط شوفتك ..

فيا لحبه الكبير لها ، ويا لتميّز تلك الحروف والصور الشعرية والتي كانت تماماً كرسالة حبٍ أرسلها عاشقٌ رقيقُ الروح لحبيبته لأجل أن يخبرها بمكنونات نفسه ومن دون أن يُخفي عليها أمراً .


بقلمي // حسناء الرشيد



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( حسن عاشور بلم شعري على ضفاف كارون ))
- (( إلحاد ))
- (( اللادينية : أسباب - تاريخ ))
- - أيما صباح .. قيثارة الناصرية -
- صالون النواب الثقافي / خطوة في طريق إنجاح الشعر الشعبي
- إلحاد
- مهم للغاية
- (( صرخة ))
- { رسالتي الأخيرة .......إليه }
- { ترانيمٌ حائرة }
- { رسالةٌ ........ في الانتظار }
- ( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )
- { موعدٌ ...... معه }
- { تراتيلٌ ... لدموعٍ لم تجفّ بعد }
- { هواجس ..... قبل الرحيل }
- { سمفونية المطر }


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة