أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - { موعدٌ ...... معه }














المزيد.....

{ موعدٌ ...... معه }


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 04:30
المحور: الادب والفن
    


يستفزني اللونُ الأبيضُ للأوراق ....

ذلك الذي رغم صفائه الشديد ورقته ولكني أجدهُ حيادياً للغاية

فأنا ورغم حياديتي في بعض الأحيان ولكني لا أحبُ الحياد الذي يكونُ لهذه الدرجة

تستثيرُ مشاعري الأشياء الباهتة ... تُحرّضني للتحايل عليها ومحاولة إغراءها بتجديد نشاطها من جديد ...لا أن تظل ساكنةً على الدوام ومن دون إبداء حركة أشبهَ بمريضٍ يشارف

على الموت ملازماً للفراش وكأنهُ سيموتُ فعلاً إن غادره رغم أنه يعلم جيداً أن الموت يحيط به ويملأُ أجواءه أينما التفت ولكنه يصرّ على البقاء بلا حراك منتظراً ذلك الزائر الذي قد يأتي بين لحظةٍ وأخرى وقد يتأخرُ لسنوات ولكنه لا يملّ أبداً ويبقى هناك قابعاً في مكانه ....متناسياً أنه قد يموتُ ايضاً إن هو خرج وتواصل مع الآخرين وهو يجلس في حديقةٍ

عامةٍ مثلاً محاطاً بأنواع الورود بين أناسٍ قد لا يعرفهم أبداً ولكنهم تواجدوا هناك عن طريق الصدفة لا اكثر كي يشهدوا موت أحدهم فيترحموا عليه حينها أو قد يتعظوا بموته
فيغيروا طريقة حياتهم واعتقاداتهم ببعض الأشياء

نعم ... فكل ما يحدث في حياتنا لا بد له من أسباب قد تكون ظاهرةً او باطنه لا فرق في ذلك فهي أسبابٌ على أي حال


كنتُ قد بدأتُ كلامي بالحديث عن تلك الأوراق التي يستثيرني لونها ... تلك التي لا زالت تنتظر بصبرٍ عجيبٍ قدرها المحتوم ...فقد يحدثُ أن أهجمُ عليها في إحدى لحظات تمردي تلك التي لا يمكنُ إلا لتلك الأوراق أن يتحملها

يعجبني منظرُ الدمِ الذي يسيلُ على جنباتها ... يروقُ لي التلذذ بالنظر إليه وتأمله ... ليست ساديةً مني ولكني فعلاً أمقت الرتابة والتكرار

ألتذّ برؤية بعض الأشياء وهي تبدو في زيٍ غير مألوف لها , فقد أجعلُ الشمس تشرق في الليل بخيالاتي حتى لو كان ذلك لبعض دقائق في محاولةٍ مني للخروج عن المألوف ... لا أكثر

أما القمر , فأنا لا أتوقُ إلا لجعله يسكنُ معي


كيفَ ستكون عليه حياتي مثلاً لو نهضتُ صباحاً لأجد أن القمر كان ينام إلى جانبي طوال الليل .. !!

لا أنهضُ من فراشي إلا بعد أن يوقظني بقبلةٍ يطبعها على جبيني ليخبرني حينها أن النهار قد حلّ

يرغبُ في مغادرتي ولكني أتعلقُ بأذياله ... أطالبهُ بعدم الرحيل ... فلا زال لدينا متسعٌ من الوقت نقضيهِ سوياً

لا يصغي لكلامي ويهمُّ بالخروج فأركضُ قبله كي أوصدَ الأبواب وأقفل كل الشبابيك ... أسدلُ الستائركي أجعل أجواء المنزل توحي بأن المساء قد حلّ

تنطلي عليه الحيلة برغبته هو ...... فقد كان دوماً الخبير بأوقات اليوم ولكنهُ يتحججُ بتلك الحيلة كي يوهم نفسه أنه المساءُ فعلاً

نفكّرُ سوياً في نفس الفكرة ..... فكيف سيكون يومنا إن كنّا سنقضيه معاً من الصباح الباكر حتى يوم الغد ......؟؟

ما الذي سنفعله حينها ....؟؟

تتلألأُ عيوننا بفرحٍ طفولي يغمرنا لدرجة أننا نضحكُ بطريقةٍ لم ندركها من قبل وبفرحةٍ تملأ قلبينا لدرجة أنها تنعكسُ على كل تصرفاتنا

أرتمي في أحضانه ........ أتعلقُ برقبته كطفلةٍ مشاكسة وأنا أنظرُ لعينيه ... أتاملهما بكل حب ... وأخبره حينها أني أحبه

تلوحُ لي دمعةٌ هناك ... تغالب نفسها كي لا أراها ... تسقط على خده رغماً عنه ... ولكني أمسحها بيدي عن وجهه الباسم دوماً .. يخبرني حينها أنها دموع الفرح لا أكثر ....ففرحته ببقاءنا معاً جعلت دموعه تنهمر

أمسكُ بيده حينها وأطلبُ منه أن يمنحني وعداً بأن يبقى إلى جانبي طوال العمر

يمسك يدي بكلتا يديه المرتجفتين شوقاً والمليئتين بحب لا يوصف , أتشبثُ بيده .. أشدّ عليها بقوةٍ قليلاً كي أمنحه الشجاعة للكلام ..... يركّز نظره في عيوني ......... ثم يخبرني أنه يحبني قبل أن ينطقها لسانه .......... نقولها سويةً لبعضنا وبدون اتفاق مسبق ... توعز إلينا أرواحنا أن نتكلم في نفس اللحظة ثم نعدّ بعضنا بأن لا يكون للفراق مكان بيننا

أنظر إليه بشغف وأنا أبحر بين شطآن عينيه ... أرى هناك كل ما لم أعرفهُ قبلاً

كل الماضي الذي ذهب ولن يعود يوماً .... بذكريته وأحلامه الجميلة

ولكني رغم هذا أجد أملاً وتفاؤلاً كبيراً ...

كلامه يشجع روحي ويملؤها بالثقة .. فقد أخبرني أن القادم سيكون أفضل بكثير وأن أجمل اللحظات هي تلك التي لم أعشها بعد ...... ولكني وأنا معه سيكون لحياتي معنىً آخر وطعم خاص لم أتذوقه من قبل ....... ولن أفعل

سيكونُ هو بوصلتي ودليلي إلى أجمل أيام عمري تلك التي كان القدر يخبئها لي لا لشيء بل لأحياها مع من دخل حياتي كي يرشّ حبه الذي كان كقطرات المطر التي تحيي الأرض بعد جفافها


يحييني حبه ........ ويبعث في روحي رغبةً شديدة ومشاعر لم أعرفها قبلاً

أحب الحياة من جديد ... وأحب نفسي أيضاً فمنذ أن عرفته وأنا أهتم بها إلى درجة أني قد أنكر اهتمامي الزائد في بعض الأحيان

ولكني معذورةٌ في هذا ... فمن كان لها حبيبٌ مثله . فلها الحق في أن تفعل أي شيء كي تثبت لنفسها وفي كل لحظة أنها لم تكن لتنتظر كل تلك السنين سراباً وأن كل شيء كان مخططٌ له منذ البدء

نعم ........ أحبه ... وسأبقى كذلك

سأعيش بحبه .... أتنفسه .......... وسيشاركني كل طقوسي

نأكل ... نشرب ........... ونفعل كل ما يحلو لنا ... معاً

المهم أن يكون لي نصفٌ آخر لا أحيا إلا به ....... أختنقُ ببعده

ولكني أعيش ......... وأتنفس وكأن لي رئتان في صدري .................. حين يكون معي









( حسناء )



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- { تراتيلٌ ... لدموعٍ لم تجفّ بعد }
- { هواجس ..... قبل الرحيل }
- { سمفونية المطر }


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - { موعدٌ ...... معه }