أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - { رسالةٌ ........ في الانتظار }














المزيد.....

{ رسالةٌ ........ في الانتظار }


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 18:45
المحور: الادب والفن
    




أجلسُ هناك ... وحيدةً ليس معي إلا أحزاني , تلك التي لا تنفكُ ترافقني أينما ذهبتُ وفي كل اوقاتي

تمرّ كل الذكريات المؤلمة أمام عيني كشريط تسجيل ليس فيه إلا أحداث ومواقف كان الحزن قاسمها المشترك

أشعرُ ان أنفاسي تضيقُ عليّ تدريجياً كلما انغمستُ في استذكار تفاصيل حزني الموغل في أعماقي إلى درجة أني

قد أشعرُ أحياناً أنه وُجدَ قبل ولادتي وحينَ جئتُ إلى هذه الدنيا احتضنني بين يديه كأبٍ حنون وغمرني بمشاعره
التي لا تزالُ آثارها واضحةً على كل تفاصيلي

أستحضرُ العديد من الأشخاص الذين قد ألجأُ إليهم في مثل هذه الحالات

يمرّون على بالي بسرعةٍ مدهشة ولا يعلقُ إلا طيفكَ بحبال ذاكرتي تلك التي أنهكها طولُ الصبر والانتظار
لتواجدك في حياتي من جديد , منذُ أن فارقتني بعد آخر لقاءٍ لنا ... منذُ ذلك الحين وأنا أدّعي أني استطعتُ التخلص
من كل ما قد يُذّكرني بك

كذبتُ على نفسي حين تخيلتُ للحظةٍ واحدة أنكَ قد انتهيتَ من حياتي وأني لن أهتمَ بوجودك بعد الآن

لن أفرحَ إن علمتُ أن شيئاً ما قد أفرحَ قلبك ... ولن أحزنَ إن علمتُ انكَ حزينٌ أو مهموم

ولكني .............. ورغم كل تلك القرارات الصارمة .... استذكرتُك وحملتني أشواقي لطيفكَ الذي لازال
يرافقني ويستوطنُ حجراتِ قلبي السرية .... تلك التي لم يصلها غيرك ولن يتعرفَ إليها سواك

لم يستوجب الأمر أن أعلم أي شيءٍ عن أخبارك وتفاصيل حياتك , فأنا من احتجتُ إليك ... لا أنت
أنا من كنتُ أغالبُ رغبتي الشديدة في الإتصال بك وسماع صوتك .... حين فاجأتني رسالةٌ أتت منك
وأنتَ تسأل عني بعد كل ذلك الغياب !!

فكيف حصل ذلك ....؟؟ .......... ولماذا في هذا اليوم وتلك اللحظة بالذات ؟؟؟

أحاول الهروب منك فأجدكّ أمامي حاضراً وبكل قوةٍ وثبات كما عرفتكَ دائماً وكما أبهرتني ومنذ اللحظة الأولى
لتعارفنا

تلك الشخصيةُ القوية وذلك الحضور الطاغي لا يمكنُ لي أن أغفله أو أن أتغاضى عنهُ أبداً

صُعقتُ وأنا أقرأُ الرسالة قبل أن أعرف حتى من هو المرسل

أكملتها وأنا أتنفسُ بصعوبةٍ بالغة وكأني كنتُ اركضُ لساعاتٍ متواصلة ومن دون توقف هاربةً من شيءٍ
أجهله ولم أحدد كنهه حتى هذه اللحظة

رحتُ أتنقلُ بين سطورك ..... وحين لمحتُ رقم هاتفك .......... في تلك اللحظة بالذات أحسستُ فعلاً
أن يداً خفية قبضت على قلبي وبكل قوة واعتصرتهُ إلى درجة أني استحضرتُ صورته في بالي وهو
ينزفُ دماً لشدة الألم

لن تتصور مدى دهشتي حينها ..... استوقفتني تلك الأرقام التي كانت يوماً ما شيفرةً سريةً لروحي تدخلُ
إلى دهاليزها وممراتها بمجرد تحسسها لها

توقفتُ أمامها لثوانٍ معدودة ليس لأني لم أكن متأكدةً منها بل لأني كنتُ أنظرُ إليها بخليطٍ من المشاعر المتناقضة

لم أكن أعي إن كنتُ فرحةً أم حزينة ... كل ما أدركتهُ حينها أن روحي كانت تعاني حزناً كبيراً , فيوماً ما لم تكن

رسائلكَ تأتيني معنونةً برموزٍ أو أرقام بل كان عليها أسمكَ الذي كانت حروفهُ سبباً في شفائي من الكثير من آلامي ومواجعي

ورغمَ إني عرفتُ أنكَ انتَ من يسألُ عني لأني أحفظُ تلك الأرقام عن ظهر قلب , ولكني تذكرتُ للحظة أنكَ

أصبحتَ فجأة شخصاً غريباً ... لا يُكتبُ اسمه في دفتر ملاحظاتي وبين ارقام الهواتف المهمة في مذكرتي

آلمتني كثيراً تلك الفكرة , ولكن _وكعادتك دائماً كما كنت تبددُ آلامي بفرحةٍ تنسيني كل ما قد يؤذي روحي _ كنتُ
سعيدةً أيضاً حين أدركتُ أن لغة التخاطر ما زالت موجودةً بيننا وبأن روحي أخبرت روحك _ ومن دون أن تخبرني
أنا حتى _ أني أحتاجك في هذه اللحظة ....

أحنُّ إليك .... .. اشتاقُ لصوتك ولنبضات قلبك .. أتمنى أن أجعلَ روحي

تستندُ إليك وهي في عزّ آلامها علّها تجدُ عندك الراحة التي افتقَدتها منذ زمنٍ بعيد كان تاريخهُ المحدد يوم فراقك الذي لم

أستوعبهُ حتى هذه اللحظة لدرجة أن روحي ترفضُ أن تلبسَ ثياب الحداد حزناً على غيابك لأنها لم تتقبل الفكرة من
من الأساس

ولأن كل طقوس الحداد لن تكونَ كافيةً للتعبير عن ثكلها بفقدانك ....... ورحيلكَ عنها





( بقلمي .... حسناء الرشيد )



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )
- { موعدٌ ...... معه }
- { تراتيلٌ ... لدموعٍ لم تجفّ بعد }
- { هواجس ..... قبل الرحيل }
- { سمفونية المطر }


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - { رسالةٌ ........ في الانتظار }