أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - ( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )














المزيد.....

( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


هل كانت تبكي فعلاً أم أني كنتُ واهمة ..؟؟

لأولِ مرة أدركُ أن هناكَ أشياءً كثيرةً في هذا العالم يصعب على عقلي فهمها وقد تتجاوز إدراكي بمراحل عديدة
لا مجال حتى للخوض أوالنقاش فيها

أدركُ للوهلة الأولى ما الذي يعنيه أن ينزف القلبُ دماً يتجسدُ بهيئة دموعٍ حارةٍ تحرقُ القلب وتجعل المآقي تنزفُ
بحرقة .... ثم تستمرُ في رحلة عذاباتها المتواصلة فتتخذُ لنفسها طرقاً متعرجة محفورةً بقسوةٍ واضحة على
تلك الوجنات التي كان ينبغي أن لا تلوح إلا آثار السعادة على محيّاها

تماماً كـــ ( قسٍ) مذنبٍ كانت تبكي .... ذلك الذي اعتاد دوماً أن يستمع لاعترافات المذنبين بقلبٍ كبير
وبحنانٍ يتجسدُ في تلك النظرة الرقيقة التي يغمر بها أولئك الخاطئين الذين يرتجفون خوفاً وفرقاً من خشية الله

يصغي بكل اهتمامٍ لهم ثم ما يلبث أن يباركهم ويطمئنهم ببعض العبارات المعتادة في مثل هذه المواقف أوقد يمسح
دموعهم في بعض الأحيان

وإذا به ...... _ وبعد كل ذلك العمر الذي قضاه وهو يؤدي مهمته الإلهية وبلا كلل أو ملل _
إذا به يجد نفسه واقفاً أمام ذلك الكرسي ( كرسي الاعتراف ) ...... يقف أمام آلةٍ صمّاء يبكي ذنوبه الكبيرة
وخطاياه التي يعلم جيداً مقدارها وكيف أن كل أعماله الحسنة قد لا تشفع له فتمحوها أو تخفف إحساسه الكبير
بالذنب ... لن يجد من يكفكف دموعه أو يباركه .... ولن يجد من يطمئن قلبه ويخبره أن ذنوبه قد غُفرت بالاعتراف

فيا لعظم مصيبته

وهكذا كانت ....... فهي تشبه ذلك القس إلى حدٍ بعيد

كانت دموعها حارقةً ومرّة وهذا ما عجز عقلي عن تفسيره فعلاً
فكيف للطعم المالح للدمع ذلك الذي نعرفه جميعاً وقرأنا عنه في الكتب والمناهج المدرسية
كيف له أن يتغير بسبب تلك المرارة التي يُخلّفها وراءهم اولئك الذين يفارقون حياتنا من غير أن يفكروا ولو للحظة في ما الذي سيكون عليه حالنا ببُعدهم عنّا

هل كانت حينها تبكي روحها المخدوعة .... أم قلبها الذي أحبّ شخصاً خائناً وتعلق به لدرجة أنه كان
مستعداً للتضحية بنبضاته إن احتاجها منهُ يوماً ما !!......... أم أنها كانت ترثي لحالها هي ترى مال آل
إليه أمرها بعد أن كانت يوماً ما مثالاً للحيوية والنشاط وحب الحياة

أما هو ..... ذلك الخائنُ الكبير فأنا أجزمُ أنه غير مبالٍ من الأساس بما حصل بينهما
وكأني أراهُ يستمتعُ بحياته لدرجة الثمالة ..... يقضي أوقاتهُ بسعادةٍ واضحة
ينام ........ يأكل ........ يشرب ويمارس كل افعاله الحياتية وبلا أدنى تفكير

وكيف لا .... وهي قد وهبته عمرها ..... وكل احلامها وآمالها .... بل حتى مستقبلها كان رهن يديه
يعيثُ في حياتها كيف شاء وبدون أن يفكر في ما الذي أصبح عليه حالها الآن

كيف تقضي يومها وهو بعيدٌ عنها ...... يهملها ويتجاهلها تلك التي كانت تطلب منه دائماً أن لا يفارقها لأن فراقه يعني موتاً محققاً لها



كان وبكل بساطة ....يترك عمرهُ جانباً كي لا يفسده أو يستهلكه ويعيش بعمرها الذي وهبتهُ له ريثما يقضي عليه ثم ينتقل إلى أيامه وتفاصيل عمره كي يحياها بكل طمأنينة وكأنه لم يسرق منها أحلى لحظات حياتها وكل شبابها
وكأنه لم يستنزف دماءها قطرةً ........ قطرة

وكأنها لم تقطع شرايين قلبها كي تهبهُ الحياة والسعادة والحب الذي كان سيكفيه لآخر العمر لو أنه فقط
اهتمّ بتلك الهبة السماوية والمنحة التي منّ بها الله عليه ولكنه لم يقدرها حق قدرها أبداً بل تكبر وتجبر
أشاح بوجهه عنها وأنكرها
أصبح فجأةً لا يعرفها .... ذلك الذي تركت في كل زاويةٍ من حياته أثراً واضحاً لها
ينكر من كانت يوماً عينه التي يبصر بها
ويده التي يتّقي بها حرّ الشمس التي قد تلفح وجنته وتؤذيها

فيالهُ من خائن ... قبيح الأفعال

ولكن الأمر لن يمرّ بسلام فلكل مخلوق _ مهما صغُر حجمه عن الناس _ مكانةٌ محفوظةٌ ومكرمة
عن رب الأرباب ولن يغفل الله حقها أبداً وربها أرحمُ بحالها

سيلتقيان يوماً ما كي يبّث كلٌ منهما لله ما فعله الآخر به وكي يقضي بينهما بالحق حينها فعند الله
( لا حقٌ ضائعٌ أو مُضيّع ) .... لن تُغفل حينها نبضةُ قلبٍ مرعوبة أو دمعةٌ حارقة أو صرخةٌ مكتومة
كانت تخافُ أن تطلقها كي لا تفضح نفسها أمام الآخرين
و " عند الله تجتمعُ الخصومُ " ..... كما يقول الشاعر

فكن رحيماً بها وبنا ........... يا أرحم الراحمين يا ألله







بقلمي



( حسناء )



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- { موعدٌ ...... معه }
- { تراتيلٌ ... لدموعٍ لم تجفّ بعد }
- { هواجس ..... قبل الرحيل }
- { سمفونية المطر }


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - ( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )