الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا

حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:14
المحور: الصحافة والاعلام
    

من يصدق ان هناك من يحاول ان يطفيء في سماء المحنة العراقية القاتمة نجمتها الوحيدة ... ؟
وفي زمن النفاق والتزلف هناك من يحاول قطع لسان الصدق والأمانة والكلمة الملتزمة ... ؟
وفي زمن اعلام الفرقة والفتنة واثارة البغضاء والتحريض على استباحة الدم العراقي هناك من يحاول خنق صوت الألفة والتسامح والمحبة والسلم الأجتماعي ... ؟
وفي زمن الكذب والنفاق والأسفاف والتشويه هناك من يحاول كم الصوت الصادق المهذب للأساتذة محمد الطائي وهاشم العقابي ... ؟
لا اصدق ايضاً ان يكون هذا الذي لا نرغب ان يكون ’ هو من اشقاءنا في دولة الأمارات العربية اللذين وقفوا الى جانبنا منذ ما يقارب الثلاثة اعوام من محنتنا ’ وشاركونا الهم وخففوا بكل ما يستطيعوا من مآساة واقعنا وتحملوا معنا بعضاً من اعباءنا ’ وفي اعماق قلوبنا نحمل لهم الشكر والأمتنان .
لا اصدق ... واتمنى ان يكون الأمر وهماً او مجرد دعاية مغرضة .
ولا استطيع التصور ايضاً ... كيف ستكون وحشة ايامنا وامسيات عوائلنا بلا فيحاء ... ؟
من يجلب الى غربتنا داخل وخارج الوطن عراق التاريخ والشعر والفن والطرب الأصيل وعذوبة لهجات اهلنا ... ؟
من سيكشف لنا ويعري خفايا ونوايا وخلفيات وهمجية ولا انسانية الملثمين والمفخخين والتكفيريين والأنتحاريين وجميع الزمر الأرهابية ومن يستوردهم ويأويهم ويسهل لهم انجاز جرائمهم البشعة’ ثم يطلق عليهم رصاصة الفكرة والكلمة الشجاعة ... ؟
الرأي والرأي الآخر ... والرأي وما يعاكسه ’ والكثير مما تدعيه الآخريات ’ نجده نقياً غزيراً على الفيحاء من دون ان تحتاج الى استئجار المهرجين والرداحين تحت الطلب ’ انها تكتشف الأمر وتثيره من داخل المتلقي ذاته ’ ليكون صوته حاضراً داخل استوديوهاتها محاوراً مختلفاً مقنعاً مشتركاً في نشاطها الأعلامي الملتزم بديلاً عن اسهالات من ينتحلون صفات المفكر والباحث والأعلامي’ حتى اصبحت بحق ملتقى خيرة الأعلاميين النجباء’ ودورات تدريبية للمقدرة والجراءة لكل من لديه ما يريد قوله’ انها مدرسة للمعارك الوطنية والأنسانية والسلاح الفكري والسياسي والمعرفي وشريان الضخ المعنوي للعراقيين في لحظات ضيقهم ’ لهذا اصبح الزاماً علينا ان نكون بجانبها في لحظات حصارها .
هنا ايضاً نرجو من اشقاءنا الأماراتيين ’ كتاب واعلاميين ومثقفين ان يدركوا الأهمية الأستثنائية لفضائية الفيحاء بالنسبة للحالة العراقية الراهنة ودورها التاريخي وطنياً وانسانياً وتعبوياً ازاء محنة العراقيين ومآساة حصارهم ’ ونطالبهم ان يتضامنوا معنا ويدافعوا عن فيحاءنا العزيزة ويرفعوا عنها مخاطر الأحتمالات غير السارة وعن نفوسنا القلق والحيرة والأرباك حول مصيرها .
نرجوا كذلك من اشقاءنا المسؤولين في دولة الأمارات العربية ان لا يضيفوا الينا جرحاً فلدينا من الجروح ما يكفي وزيادة ’ نطالبهم ونطالب ابناء دولة الأمارات ان يبقوا كما كانوا كرماء في استضافتنا واستضافة قناتنا والتضامن معنا ودعمنا .
انها قناتنا ... نريدها تستمر بمداوات جروحنا التي تفتحها خناجر عهر الفضائيات الأجيرة ’ وتخفف من اوجاعنا التي يثيرها الزمن العاهر .
غاليتنا الفيحاء ’ اعزائنا محمد الطائي وهاشم العقابي والعاملين في الفيحاء ’ كنتم ولا زلتم جزاءً من هجرتنا ... وكما كنا ولا زلنا اربعة ملايين مهاجر وفضائية .. لا زال عراقنا اضيق من ان يستوعبنا ’ ولا زلنا نتسول بضعة امتار في الغربة نتنفس في حدودها هواء الأخرين ونزرع مواهبنا وابداعنا ووطنيتنا وانسانيتنا بعيداً عن خصوبة العراق ’ نبحث عن انتماءنا لوطن النهرين والروافد وبحيرات الذهب الأسود وبساتين النخبل والخيرات وعيون المهى ’ المفقود حتى نستعيده .
عراقنا كريم ’ لكنه مسروق ... واهلنا اوفياء لكنهم يبحثون عن وطن ... صبرنا على زمن الجلادين وسنصبر على زمن المختلسين الأذلاء حتى يستوفوا شروط جشعهم ... وان خسرنا الماضي والكثير من حاضرنا فيجب ان نجعل المستقبل نصيبنا .
اطمأنوا .. وصدقوني ان من يستطيع الوصول الى قلوب الناس ويستقر في ضمائرهم لا خوف عليه اطلاقاً ... وهنيئاً للفيحاء بدفيء قلوب اهلها

#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل