أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة














المزيد.....

من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من بلاد الحزن والنخيل ومصائب النفط الأسود والمقابر الجماعية لأحلام الناس وآمانيهم ... مهد الحضارات وملتقى الغزات ووفرة في رموز الخيانات ’ ويقال عنها ايضاً بلاد الرافدين’ من تلك البلاد الأبعد عنا والأقرب من المهجة الينا ’ استلمت رسالة من سماء محمد ابنة العشرين عاماً ’ انقل لكم مقطعاً منها .
" خالي العزيز .... اود بحق ان اراك واشكي لك حال العراق ’ فلم يبق اي امل ولا حتى حلم ’ لقد كنت من المتفائلين ’ اما الآن فقد ذهب التفائل ’ ولم يعد لي اي حلم .....
ابنتك سماء "

تلك رسالة حزن موجعة استلمتها من جيل فقد من يستحق رسائل حزنه بعد ان ولدت احلامه مقتولة ’ عبثاً يبحث في متحف هياكل السياسيين عن امل يمسك به وفي مخلفات هزائمهم عن سبباً للمآساة الجاهزة لواقعه ’ فأكتفى بأجترار الغاز اوضاعه وتدوين ازمنة احباطاته على جدارية الذات .
ابناء وبنات هذا الجيل مقتنعين ان الحالة العراقية مسيرة بأتجاه مرسوم لها ولا دور للأرادة الوطنية فيه’ صراخ معاناتهم ليس مسموح له مغادرة صدورهم ليتقيء جمرة الرغبة في محاولة التغيير الأفضل.
جيل الحزن الموروث وقف امام مصيره مرتين واحدة امام صناديق انتخابات ممثليه وآخرى امام صناديق الأستفتاء على دستوره ’ فلا الفائزون احترموا ثقته والتزموا بأرادته عبر البرامج والشعارات والأنجاز ’ ولا الدستور مثل واقعه واستوعب مرحلته .
وجوه عجائز السياسة ’ علمانية او اسلامية ’ قومية او يسارية ليبرالية تشبه بعضها وتلغي بعضها والناس ملزمين ان يبسقوا اصواتهم في ثقب الصندوق الأنتخابي ’ هكذا تتطلب اصول لعبة الهروب من ضغوط المفخخات والمتفجرات والعبوات والأحزمة الناسفة واخطار عودة اشباح المراحل البعثية واستسلاماً لحالة الخيارات الصعبة بين السيء والأسواء .
هذا الجيل تعيس الحظ ’ لم يكن سبباً في الهزائم والأنتكاسات والخيانات ’ ولا مسؤولاً او راغباً في التدهور المآساوي للحالة الراهنة ’ لكنه وجد نفسه وسادة لجنازات مراحل السقوط السياسي والأجتمعي ومضطراً لمعايشة بقع قيح دمامل فسادها على وجه مستقبله ’ يبحث بين ازمنته الخائبةعن محطة يغتسل فيها من مخلفات مراحل الأحباط .
وانا اقراء الرسالة ’ اخجلني حزنها من مسؤولية انتمائي لجيل يزرع المآساة ويتصدر الموجة ميتاً .
هل اصبح العراق عاقراً لا ينجب ابناءً وبناتاً مؤهلين لأرتداء هوية العراق لا غير ’ ام ان الولادة يجب ان تكون على يد قابلة مستوردة .
صحيح ان العالم قد تغير ودخل عصر العولمة وسلطة القطب الواحد واصبح واقع العمالة والتبعية مبرراً لا يدعو للخجل ’ لكن هل هناك ثمة مبررات لظاهرة الفساد والأختلاس والرشوة وتهريب ثروات الوطن وسرقة حتى الجوع من افواه اهله .
في العراق بداء يتشكل جيلاً جديداً من السياسيين الوطنيين من الشباب ومتوسطي العمر وكذلك من بين المخضرمين يعملون على تجميع اجزاء الهوية الوطنية التي مزقها الفوران الطائفي القومي والردح المحاصصاتي ’ ثم اعادة خياطتها الى بعضها لتصبح خيمة جاهزة لائقة لجميع ابناء المجتمع العراقي ’ عجائز الأنتكاسة والتجارب البائسة ترفض بعناد بليد الخروج على عجزها وابتلاع كبسولة مسؤوليتها ثم الأستسلام او التنحي على الأقل ’ مصرة على اعادة زراعة الحزن والمآساة في جسد العراق الجديد والأمساك بأرادة اهله ومستحقيه وحصرهم بين جدران مقبرة تجاربهم الميته .
رسالة سماء محمد الحزينة ’ واحدة من رسائل حزن الشارع العراقي المزروع بالملثمين والمفخخين من بقايا مجرمي البعث ’ والمختلسين ومدمني الفرهود والرشوة وسرقة ارزاق الناس من متصدري العملية السياسية الراهنة ’ وكذلك من قسوة غموض المخططات الأمريكية والخوف من خلفيات نواياها ومشاريعها غير المعلنة ’ الى جانب تعدد ومجهولية الجهات والمصادر المسؤولة عن قتل الأمن والأستقرار وتعذيب النفس العراقية .
الشارع العراقي حزين ... هارب الى الأمام ’ مدفوعاً بضغوط اليأس والخيبة واعصار الهيجان الطائفي العنصري ’ يمنح صوته مكرهاً وثقته مستغفلاً لمن لا يمثل ارادته ويحرص على مستقبل اجياله ’ والدستور يسلب خصوصيته ويصادر حريته وكرامته ويتطاول على نسيجه الأجتماعي ’ ورغم مرارة الأحباط واليأس يواصل شد السروج على الكلاب .
عزيزتي سماء : مهجتي عشاً لحزنك ’ انا من الرعيل السابق للضحايا ’ فلا اتمنى لك طريق مآساتنا ’ مرحلتكم اكثر خصوبة لنمو الأمال ’ فلا تترددي عن زراعة احلامك .
اخطائنا : كنا نخلط بين الأنتساب للحزب والعقيدة القومية والمذهب وبين الأنتماء للوطن ’ فلا نحن للوطن ولا الحزب لنا تلك كانت مآساة ضياعنا ’ عواطف معطوبة وارادة معوقة ’ خسرنا زماننا ’ رحل بعضنا وسيكتمل رحيلنا وتدفننا شفاعة معاناتنا في مقابر الضمائر النقية .
ساهمي مع جيلك بزراعة التفائل واكمال نضوج الحلم ’ وارموا اللعنة على من يزرع الحزن في ازمنتكم فالرب يستجيب والحياة ستعاقب .
ولك مودة خالك حسن



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من شك ... ؟
- شكراً للرئيس مام جلال
- الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية
- مرام : قطارٌ للكذب والرصاص
- دعونا نفرح بأنجازاتنا
- هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟
- العراق ينتخب العراق
- الجادرية هلاهل في عرس بعثي
- الرفيق ابو داوّد اهكذا سنمضي الى ما نريد ؟
- اشكالية الجالية العراقية في الخارج
- تفجيرات انتخابية
- هكذا يسترجع البعث جمهوريته الثالثة
- هكذا تكون المواقف الوطنية
- الأنتخابات القادمة: لن تكون موجة لصعود التآمر البعثي
- البعث : وجهان لعملة الخيانة الوطنية
- ( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 3
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية 2
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية-1
- العراق : الخاسر في لعبة المصالحة
- عودة الى : الأمة العراقية ... لماذا ؟


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة