أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسن حاتم المذكور - اشكالية الجالية العراقية في الخارج














المزيد.....

اشكالية الجالية العراقية في الخارج


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 08:09
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اغلب القوى التي تصدرت العملية السياسية في العراق ابتداءً من مجلس الحكم الموقت مروراً بحكومة اياد علاوي وانتهاءً بالحكومة الراهنة اتخذت موقفاً سلبياً من ابناء الجالية العراقية في الخارج والتي كانت معارضة للنظام البعثي السابق ’ وبنفس الوقت انسجم ذلك الموقف مع موقف بقايا حزب البعث في اجهزة الدولة ومؤسساتها .
لذلك الموقف خلفية لا وطنية ولا انسانية ’ فقط لكون اغلب ابناء الخارج من مثقفين وكتاب وادباء واكاديميين واداريين اكتسبوا اضافة الى نقائهم العراقي تقاليد الدول المتحضرة التي انقرضت فيها تقاليد الفساد والأختلاس والرشوة والمحسوبية ومارست التجارب الديموقراطية لعقود طويلة وترسخت فيها مباديء السلم الأجتماعي’ وهنا ينبغي التمييز بين اقلية من ابناء الخارج الذين اشتركوا في وليمة قانون تحرير العراق واكلوا وتكرشوا من سفرتها ودخلوا العراق عفشاً وبراغي ضمن ماكنة الأحتلال الأمريكي’ واغلبية رحبت بأنقاذ العراق ( التغيير) من نظام البعث الدموي لكنها كانت حذرة ورفضت الرشوة او مصافحة من كان شاهداً على موت اهلهم وداعماً للمجازر البعثية التي امتدت لأكثر من اربعة عقود .
ابناء الخارج اغلبهم من مدن عرب الجنوب والوسط والمدن الكردية ’ اي من المدن التي تعرضت للأضطهد والقمع والتنكيل الطائفي والعنصري الشوفيني تاريخياً ’ واغلبهم من كان سجيناً او هارباً من المطاردة تاركاً وظيفته وعمله ودراسته واحضان عائلته ’ واستمروا معارضة نشيطة في الخارج تعرضوا بسبب موقفهم للمطاردة والحرمان والخطف والأغيال ولم يطرقوا ابواب المساومة مع النظام البعثي وقضوا بين عقدين الى اربعة عقود في الغربة عانوا اشكالياتها ومآساتها ودفعوا ضريبة اوجاع الحنين الى الوطن والأهل والأصدقاء وذكريات طفولتهم وشبابهم دون ان يقتربوا من وباء المنظمات البعثية في الخارج ’ ورغم كل طاقاتهم الفكرية والسياسية والأدارية وظروف العوز الخانقة تجنبوا مسالك الأرتزاق على موائد دول الجوار العروبي الأسلامي ’ ورفضوا ايضاً ان يستلموا حصة التبعية والولاء لغير العراق عبر بعض الأطراف السياسية العراقية .
بعد اسقاط النظام البعثي عاد بعضهم الى العراق ليخدموا وطنهم ويعصروا في اناءه كل ما يملكون من طاقات على اصعدة المعرفة والتجربة .
كانت الأبواب موصدة يحرسها بقايا البعث وزمر الحواسم ’ الجميع يخشوا التقرب والتعامل مع ابناء الخارج او العمل بجانبهم لأنهم سيكونون سبباً لتغيير الأجواء غير الصحية للفساد والأختلاس والرشوة والمحسوبية ’ انه حلف مشبوه بين بقايا البعث ومرتزقة موجة التغيير ’ اغلب القوى التي اشتركت في العملية السياسية والتي حكمت لأكثر من عامين ونصف العام كانت حريصة الا تفتح الأبواب امام ابناء الخارج ’ فقط تختار من بينهم ابناء الدائرة الضيقة من الحزب والفئة وابناء العم والخال والنسيب للتغطية على مشاريع عقود الأختلاس وتهريب اموال العراق .
ابناء الخارج عندما غادروا العراق يتذكرون ان بعض المرتشين اقلية من منتسبي الشرطة وبخجل وقد نسوا مظاهر الرشوة واسبابها عبر حياتهم داخل المجتمعات المتحضرة ’ في هذه الحالة لا يمكن لهم ان يتقبلوا او يساوموا حالات الأختلاس والرشوة وسرقة المال العام خاصة على نطاقها الواسع كذلك لا يقبلون ان يكونوا شهوداً ( غير مرغوب فيهم ) على سرقة وتهريب ثروات ابناء وطنهم ولايتحملون ان يروا مديراً عاماً او سكرتيراً لوزير كان في الأمس نصف بعثياً او متفرجاً لا ابالياً في افضل الحالات .
ان محاصرة ابناء الجالية العراقية خارج فضاء الهم الوطني وحرمانهم من حقهم في اغناء العملية السياسية ومنها التجربة الديموقراطية بشكل خاص’ وحرمان الوطن من طاقاتهم وتجاربهم واندفاعهم لخدمة ابناء شعبهم عملية تستند الى خلفية لا وطنية ولا انسانية .
هناك قوى متبقية من النظام السابق الى جانب اخرى فاسدة اجتماعياً لا ترغب بمن لايشاركها لوثتها الأخلاقية’ تشاركها مع الأسف قوى محسوبة على المعارضة انذاك ’ وتحت صيغ غير مقبولة كابناء الخارج وابناء الداخل وادباء وشعراء ومثقفي الخارج ومثلهم في الداخل وبناء حاجزاً نفسياً تفتعله وتكرسه قوى غير نقية او بعثية لا زالت ماسكة بمفاصل المؤسسات الحكومية والأعلامية .
ان هكذا نهج سيترك اضراراً مؤثرة سلباً على الواقع السياسي والمعرفي والأجتماعي للعراق.
من جانب آخر على ابناء الجالية العراقية في الخارج ان يرفعوا راية حقوقهم المشروعة ويفرضوها على واقع العراق الجديد ’ وينتزعون حريتهم في ان يقدوا لوطنهم مايرونه نافعاً ومثمراً من طاقات وامكانيات وتجارب وفعل بناء ’ انه حقهم وواجبهم الوطني عليهم الا يسمحوا بأنتزاعه منهم ويسترجعوه اذا كان منتزعاً .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات انتخابية
- هكذا يسترجع البعث جمهوريته الثالثة
- هكذا تكون المواقف الوطنية
- الأنتخابات القادمة: لن تكون موجة لصعود التآمر البعثي
- البعث : وجهان لعملة الخيانة الوطنية
- ( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 3
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية 2
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية-1
- العراق : الخاسر في لعبة المصالحة
- عودة الى : الأمة العراقية ... لماذا ؟
- اين المصالحة في مؤتمر الوحدة الوطنية ... ؟
- مؤتمر المصالحة: مفخخة سيفجرها عمرو موسى
- نساء المسلمات يتظاهرن في البصرة


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسن حاتم المذكور - اشكالية الجالية العراقية في الخارج