أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - العراق : الخاسر في لعبة المصالحة














المزيد.....

العراق : الخاسر في لعبة المصالحة


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1360 - 2005 / 10 / 27 - 12:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثر الحديث آخيراً عن موضوع المصالحة الوطنية وبلغ الأسهاب فيه حد اللجاجة مستعيراً من اللغة العربية ما طاب من المفردات المختصة بأثارة العواطف وتخدير الوعي .
المتحدثون عراقيون دم ولحم ’ وكذلك من حيث الأنتماء والشعارات وما ينضح من فورة عاطفية وحماس وافتعال نكران الذات من اجل الشعب والوطن حد التضحية ’ حتى يخيل للمواطن البسيط المستغفل وكأن المتحدثون ينتمون الى حزب واحد و تيار مشترك ’ اذاً ما جدوى وما الحاجة لمثل تلك اللجاجة في الدعوة للمصالحة الوطنية ...؟ واين هي اسباب الخلاف اذا كان الجميع بمفرداتهم وادعاءاتهم يتشابهون من حيث الأهداف والنوايا ... ؟
المواطن الساذج البسيط والمستغفل يرى ان هناك وجهاً آخراً للحقيقة ’ هناك ذئب تحت ابط كل متحدث او حزب او طائفة وقومية ومذهب مسلحاً بأنياب ومخالب ’ مهياءً للعراك حتى ان يدمىَ او يدمي ما تحت ابط الطرف الآخر’ لا يعرف هماً الا ان يكون قاتلاً او مقتولاً حتى اصبح العراق بلد القتل بدم بارد ’ وهناك خلف المفردات والشعارات حالة من الصراع والتشظي وكسر العظم ’ وخارج حلبة الوطن للآخاء والتسامح والتضامن ونكران الذات فعلاً ’ عراك ونطاح ودماء وكل من الفرقاء المتخاصمون يبحث عند الآخر عن موقع للضربة القاضية .
المواطن البسيط المستغفل المحشو الضمير والعاطفة بالبضائع الطائفية والعنصرية الفاسدة مغلفة بالأعلانات التجارية للحرية والوحدة والأشتراكية والأممية والوطنية والعلمانية واللبرالية والعدالة الأجتماعية والديموقراطيو وغيرها اصبح مصاباً بعسر هظم الشعارات وحالات التقيء للوعود والأدعاءات ’ ووجد نفسه مضطراً لأعادة غسل الذات والبحث عن الوجه الآخر للحقيقة وعن ما هو صالحاً ونافعاً لأعادة ترميم العافية .
لم تبقى اللعبة المثيرة للمصالحة الوطنية محصورة في الملعب العراقي وبين لاعبيه ’ لقد دخلوا الساحة لاعبون خطرون من فرق الجوار العروبي ’ ولكي يكون الفريق العراقي خاسراً فقد تقرر نقل اللعبة واللاعبين الى ملعب القاهرة وتقرر ايضاً ان تكون الجامعة العربية الحكم فيها ليفقد المشجع العراق صوته واثره بين ضجيج الأعلاميين الكسبة وغوغاء المشجعين العرب ويخرج اللاعبين العراقيين واحداً بعد الآخر بعصى الكارت الأحمر وتبقى الساحة حكراً ( لمطيره ..... ) .
عمرو موسى الذي لم تكن يداه نظيفة من الدم العراقي المراق جاء حاملاً مبادرته ( المصيدة )والتي وقع بين حبالها مع الأسف بعض النخب السياسية العراقية والمصابة اصلاً بفقر الكرامة وهزال الشخصية عبر مزايداتهم وترحيبهم وحماسهم وتصريحاتهم غير الموزونة متجاوزون الواقع العراقي وموقف ومشاعر العراقيين من التآمر العروبي برمته .
العراقيون لا يحتاجون الى مصالحة بقدر حاجتهم الى حالة من الوئآم والمصارحة وتجاوز الأشكالات التاريخية فيما بينهم ’ جميعهم ينتمون الى وطن مشترك ’ يعيشون فية بسلام ومودة منذ الآف السنين تربطهم مصلحة مشتركة لتحقيق الأمن والأستقرار والأزدهار واعادة بناء الذات والوطن .
العراق مثله مثل جميع شعوب العالم ’ فيه منحرفون ومرضى عقول وعاطفة وساديون مجرمون وخونة ’ ومثل تلك الحثلات يجب معالجتها بطريقة تليق بسفالتهم ومحاصرتهم بالنبذ والأحتقار وسلطة القانون’ ان مجرد التفكير بالمصالحة معهم يعد انتحاراً غبياً وخروجاً عن الثوابت الوطنية وعدم الأحساس بالوجع العراقي .
الوئآم والتصافي يتطلب من الجميع ان يضعوا هوياتهم الثانوية قومية او طائفية مذهبية او حزبية وفئوية جانباً ويرفعون قبل كل شيء هويتهم الرئيسية المشتركة التي تربطهم بالعراق ـ الوطن ـ ويسيرون متضامنون متحدون في الطريق الذي يآخذ بيدهم الى مستقبل العراق وازدهاره وليبقى كل بجانب خصوصيته التي لا يمكن لها ان تتعارض مع سلامة الوطن’ هذا المستوى من الوئآم والتلاحم سيجنب العراق والعراقيين ضريبة الدم والأرواح والثروات التي هدرت ولا زالت تهدر على سفرة الغرباء .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى : الأمة العراقية ... لماذا ؟
- اين المصالحة في مؤتمر الوحدة الوطنية ... ؟
- مؤتمر المصالحة: مفخخة سيفجرها عمرو موسى
- نساء المسلمات يتظاهرن في البصرة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - العراق : الخاسر في لعبة المصالحة