أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟















المزيد.....

هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 07:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ 09/ نيسان / 2003 وبأرادة وضغوط خارجيتين تعلقت في الواقع العراقي اوبئة المساومات والمحاصصات والتوافقات ذات الخلفية الطائفية والعنصرية والحزبية الضيقة ’ وقد دفع العراق بسببها الكثير من عافيته ’ ولم يحاول السياسيون الذين كانوا ثوريون ومجاهدون ومعارضون ان يدفعوا شيئاً يذكر من وعودهم للشعب ’ لعلهم على الأقل يقللوا بعضاً من اوجاعه ويخففوا مــن معاناته ’ بعكسه لقد اثقلوا كاهله بسلوكياتهم وممارساتهم وتوجهاتهم فأنطبق على بعضهم بحق مثل "الضحية تكتسب اخلاق جلادها " .
القوائم التي شكلت ورماً في العملية السياسية ’ وبعد الأنتهاء من مرحلة الأنتخابات التي انجزتها الجماهير العراقية في 15/12/2005 دخلت سوق الخردة السياسية مناورة ومساومة وابتزازاً وخداعاً متبادلاً’ هذا لنا وذاك لكم ’ تنازلوا لنا عن ذاك ونعطيكم هذا وابتداءت لعبة ضغوطات البزار المخجلة والشعب ينتظر الفرج الذي يسحق دائماً تحت همجية المتنافسون’ وقد ذهب البعض للمشاركة في عملية محاولة اغتيال فرحة الناخبين بنصرهم الأنتخابي عبر تجاهل الواقع العراقي للنتيجة المتوقعة فراحوا يشككون ويتهمون ويبالغون بحجم التجاوزات ( التزوير) فاقدين توازنهم مدفوعين بهوس المطالبة بأعادة تلك الخطوة الديموقراطية الرائعة الى الوراء متناسين ومهما كانت المآخذ انه انجازٌ ونصراً للجميع يجب الحفاظ عليه وتطويره .
نأمل الا تتكرر علينا تلك الولادة القيصرية التي رافقت تشكيل حكومة ما بعد 30/01/2005’ والا تتكرر ايضاً تشكيلة مجلس الحكم الموقت او حكومة اياد علاوي ونواصل غرقنا في مستنقع الفساد والأختلاس والمحسوبية والرشوة والأستئثار بأموال الشعب وتهريبها ’ او تتكرر علينا تلك النوعيات التي بسببها خسرنا بناء حاضرنا ودعائم مستقبل اجيالنا ’ تلك النماذج تتكرر علينا وكأن العراق يفتقر الى غيرها ولاتوجد بين مكوناته غير الطائفيين والعنصرين’وكأن الوطن مصاباً بفقر المخلصين تركماناً مثلاً اومسيحيين وايزيدين وصابئة مندائيين وغيرهم’ انقياء كفؤين يستحق من بينهم ان يكون رئيساً للجمهورية او للوزراء خاصة وان تلك المكونات لم يعرف تاريخها قمع الآخرين وتشريدهم ’ بعكسه وبسبب ما تعرضوا له من اضطهاد وابادة وتهجير اصبحوا مع الأسف اقليات في المجتمع العراقي مع انهم اساساً طبيعياً للمكونات التاريخية والحضارية للأمة العراقية .
كم سيكون رائعاً لو تحلت تلك القوائم الفائزة بالجراءة الوطنية وخففت عنا ما يرهقنا من حمل الأثقال الطائفية والعنصرية ’ واتفقت فيما بينها لأن يكون ايزيدياً رئيساً للجمهورية او صابئياً مندائياً او مسحياً رئيساً للوزراء وكردياً فيلياً وزيراً للداخلية او للدفاع تركمانياً’ هل يمكن ان يفاجئنا الفائزون بتلك الخطوة الوطنية والأنسانية الفريدة ..؟ خاصة وان اغلبهم ومن مواقعهم الطائفية والعنصريه يحاضرون ويوعضون ويصرحون عن وحدة الشعب وكل يدعي تمثيله ’ لكنهم مع الأسف متهمين بالأساءة اليه ’ يتحدثون كالقديسين عن آفة الفساد والأختلاس وتبذير المال العام لكنهم حميعاً حذرون متفقون على عدم فتح ملفات الفساد والأختلاس بكاملها ’ ومن اجل مزيداً من الفرهود يساومون التدخلات الخارجية احتلالاً كانت ام اطماعاً اقليمية ’ واصبحوا خيوطاً في نسيج اللعبة القذرة التي جعلت العراقيين اسرى الخيارات الصعبة بين الأسواء والأقل سوءً ’ انهم مشكلة العراق الأصعب .
قوات الأحتلال تحتفظ بحزب البعث كاملاً ’ قياداته ومختلف اجهزته ’ ملثميه وتكفيريه ’ مفخخية ومفجرية وانتحاريهه ’ ومن احتفظت بهم في معتقلاتها وانقذتهم من عدالة غضب الشعب ابتداءت بأطلاق سراحهم وتجميعهم في عواصم دول الجوار ’ وبعلم او مساومة الحكومة الراهنة .
مسرحية المحاكمات واخراجها دورة احباط معدة بأتقان لأذلال الناس وتدمير معنوياتهم واضعاف قبضتهم على مصيرهم ومستقبلهم ودفعهم للهروب نحو الأمام استسلاماً للأمر الواقع .
القيادات السياسية التي تفقست بيوضها في مزرعة الأحتلال كونت لها شخصية وكيانات وحلقات سرية مبطنة بالفاسدين والمفسدين من ابناء العائلة والعشيرة والحاشية الحزبية مرتبطة مصيرياً بحلفاء تتشابه معهم داخل طوائف وقوميات ومذاهب واحزاب آخرى مغلقة تتكتم على بعضها ’ وبغفلة من الشعب يتجمعون خلف كواليس الأحتلال يتقاسمون ما تبقى من ثروات العراق المسروقة وبنفس تلك الفضلات يشكلون احزاباً ومنظمات اسلامية وقومية وعلمانية متدمقرطة احياناً’ وكذلك قوائم انتخابية ويفتعلون لهم تواريخاً وماضياً معارضاً مدعوماً اعلامياً ’ مهزلة قرفها جعل العراقيين يتندرون " ننتخب قائمة اموالنا المسروقة " .
يقابل كل تلك المظاهر السلبية واللعبة المشينة شعب لا يمكن الأمساك به واخضاعه لواقع غير ما هو طامح اليه ’ شعب عاضاً قضيته بأسنانه ’ على دراية ان اصواته وثقته التي يمنحها هنا وهناك ومن اجل شرور لا بد منها محسوباً ثمنها ’ لكنه يتقدم نحو مستقبله .
انتخابات 30/01/2005 والأستفتاء على الدستور وانتخابات 15/12/2005 خطوات وفعاليات ستخلق واقعاً آخراً خارج مستنقع اللعبة الراهنة ’ الجماهير العراقية بمفردها وبأرادتها تعيد بناء ذاتها واستعادة عافيتها وتحديد السبل نحو مستقبلها ’ انها اكثر حذراً ويقضة لمخاطر اللعبة ’ سريعة التعلم واكتساب الخبرة والمهارة في بناء كياناتها السياسية والثقافية والتنظيمية ’ ان نهضتها تتناسب طرداً مع قدرتها الأسطورية على الصبر والتحمل والثبات ’ ومن ينابيع ذلك التطور الهائل والنمو المتواصل للطلائع الفكرية والمعرفية والثقافية من كتاب وادباء وعلاميين وشعراء وفنيين واداريين وانقياء وطنياً وانسانياً ’ تلك الطلائع التي تتفجر داخل المجتمع العراقي وتاخذ دورها داخل وفي طليعة الحركة الجماهيرية الواسعة’ ستتأهل وتتجاوز مرحلة الأحباط والعثرات الراهنة’ لتجد نفسها وجهاً لوجه امام العراق ومستقبله الزاهر .
مهما بداءت الحالة قاتمة احياناً ونحن نرى ابناء الوطن موزعين متشرذمين محتمين ومتمترسين خلف هذه القومية وتلك الطائفة او ذاك الكيان المنغلق او الأحتماء بالأحتلال احياناً ’لكنها مرحلة طارئة خلقتها ظروف شاذة وطارئة ايضاً ’ ومن يستمع الى صوتهم الآخر النابع من عمق ارادتهم يدرك حقيقة قناعتهم المطلقة ’ انه لا هوية لهم الا الوطن المشترك’ ولا خيمة لهم الا العراق الموحد ولا فضاء يتنفسون فية الحياة والمستقبل الا امتهم العراقية ’ ولا حماية لحاضرهم وضمانة لمستقبل اجيالهم الا ما يحققوه بجهدهم المشترك ’ فلا امن ولا استقرار ولا مستقبل للعربي بدون الكردي ولا للكردي والعربي بدون التركماني والأيزيدي والمسيحي والصابئي المندائي ولا للجميع بدون الجهد والأردة لكل المكونات التاريخية والحضارية للمجتمع العراقي .
ان فجراً عراقيا قادماً وبقايا الظلام يتبدد ’ تلك هي الفرصة الآولى وربما الآخيرة ويجب الأمساك بها وعدم المساومة عليها ويداً بيد نحو التوحد والأزدهار والأنتصارات الكبيرة لشعبنا الكريم وعراقنا الحبيب .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ينتخب العراق
- الجادرية هلاهل في عرس بعثي
- الرفيق ابو داوّد اهكذا سنمضي الى ما نريد ؟
- اشكالية الجالية العراقية في الخارج
- تفجيرات انتخابية
- هكذا يسترجع البعث جمهوريته الثالثة
- هكذا تكون المواقف الوطنية
- الأنتخابات القادمة: لن تكون موجة لصعود التآمر البعثي
- البعث : وجهان لعملة الخيانة الوطنية
- ( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 3
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية 2
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية-1
- العراق : الخاسر في لعبة المصالحة
- عودة الى : الأمة العراقية ... لماذا ؟
- اين المصالحة في مؤتمر الوحدة الوطنية ... ؟
- مؤتمر المصالحة: مفخخة سيفجرها عمرو موسى
- نساء المسلمات يتظاهرن في البصرة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟