أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - المطلوب عشائرياً














المزيد.....

المطلوب عشائرياً


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 21:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عُدَّتْ العشيرة أحد الركائز والسمات الأساسية في المجتمع العراقي، ولعبت دور مهم في بناءه، وتقاربها ردع الأخطار عن البلد، وتحالفها مع بعضها درء لتجاوز بعض العشائر، وكخيمة يستظل بها أفرادها كمؤسسة منتظمة بتقاليد وأعراف من سمات التعاون في الأفراح والأحزان؛ إلا أن تمثيلها لأساس المجتمع العراقي، جعل منها وسيلة للإستهداف، ومحل للإتهام بالتخلف والتعصب والتعامل اللاخلاقي الخارج عن الشرائع.
العشيرة وجود تلقائي للإنسان العراقي؛ كالعائلة للإنتظام في الحياة والتكافل والتكامل، والتربية في الدواوين، والأعراف التي تشكل ركن تركيبة المجتمع العراقي.
برز دور العشيرة في التاريخ السياسي الحديث إبان ثورة العشرين، وكان لزعمائها اليد العليا في التصدي للاحتلال البريطاني، والى اليوم هي الرافد الأساسي لحشد المجتمع تجاه العدوان الإرهابي، وما تزال تتفاخر بالتسابق لسوح القتال، وتقديم الشهداء، ناهيك عن تفاخرها بالكرم والعفو عن المسيء، وإيجاد سبل لحل المشكلات الإجتماعية، التي تجنب طرفي النزاع إراقة الدماء.
عدة محاولات وغزو فكري وعسكري، وطبيعة أنظمة حاكمة وتيارات حزبية للتأُثير على دور العشيرة، وكونها ند صلب صارت أحد أهداف تفكيك المجتمع من تشويه صورتها، وتحويل دورها الإيجابي الى سلبي وقطع اوصال العائلة بتمزيقها، وفك إرتباطها بالوطنية بزجها في مخالفة القانون، وأوجدت لها أوصاف ونعوت ضيقة بالتخلف والرجعية، ومُورس بضدها وسائل القمع والتضيق الإقتصادي، وفسح مجالات فردية لتغطي على الصفة الجماعية.
مشكلات كبيرة تواجهها العشيرة، بالتصدي لبعض العادات والسنن الغير متعارفة والمجحفة، وإنفلات بعضها عن قيم المجتمع المتماسك بإشاعة الفوضى وعدم إحترام القانون وحمل السلاح لأسباب تافهة، ولكون عشائر الجنوب هي من يواجه ضياع الدولة، فكانت الهدف إخراجها من تقاليدها، وتركت أستخدام عبارة " مطلوب عشائريا"، كواجب الى أستخدام مسيء لها، لتكون بهذه الافعال سكين في خاصرة الوطن، وبندقية منحاها الإرهاب لتلوح في سماء قيم العشيرة.
إن إعتقاد العشيرة بدورها في الحلول، ناجم من إعتقادها وإنطلاقها لوطن للجميع والجميع لهذا الوطن، وقوتها بإتحادها، والإنضواء تحت خيمة وطن واحد قوة، وحماية المجتمع والفرد في التكاتف في الظروف الحالكة، والتمازج بين الريف والمدينة وترابط الأصول القبلية ما يُعطيها دور أمني وإقتصادي، وما إفتعال أزمات وسنن خارجة عن القانون والشرع، والتمرد بإعتماد الفصول العشائرية لأداة لجني الأموال بدون شرع ولا قانون ولا اخلاق، وغياب الدور التربوي للدواوين، التي فرقتها الحروب الإقتصادية عليها؛ لبعثرتها وسلخها عن تقاليدها، التي كانت تعتمد الدواوين كمدارس لتعلم الأدب والكرم والعفو والتسامح وحل المشكلات.
وجودنا الطبيعي في العشيرة، يجعلنا نتفاخر بشجاعتها ومواقفها الرافضة للظلم، وشواهد حوادثها بالعفو والتسامح.
عرف عن العشيرة العراقية دور الإيجابي بعد 2003 م، ومساندة القانون والقيام كمساعد للدولة في المناطق لفرض الاستقرار، ولم تتخذ من نفسها بديل عن القانون، الى مرحلة رفد المعركة بالشباب والشيوخ لمقاتلة الإرهاب، ومن هذا الدور الإيجابي للأسف أستدرج منها من وقع في مخالفة القانون والأعراف، وزجت بخلافات تهدد أمن الوطن وسيادة القانون والدين، وتعامل بعضهم بأساليب إنتقامية بين الأفراد أو بين عشائر متعصبة، وكأن قوى تحاول جرها من المعركة المصيرية الى نزاعات داخلية، والمطلوب عشائرياً عودتها الى قيمها.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماء والكهرباء.. من الفقراء الى الأغنياء
- الانتخابات الفرنسية درس للعراق
- داعش من العراق الى أفريقيا وأوربا ثم الخليج
- العراق ومصر... أرث الماضي وحاجة الحاضر
- تحالف التحالف الوطني مسؤولية
- سؤال للمُستجوِب قبل المُستَجوَب
- هل أدرك الكورد مصلحة كركوك؟!
- العراق بعيون حيادية
- القضاء على الإرهاب بشروط
- ملابس النساء تليق بكم
- الأغلبية الوطنية حاجة من يشكلها ؟!
- بغداد وواشنطن..بين إدارتين مناقشة شراكة إثني عشر عاماً ، ومس ...
- مدينة الطب... الواقع والوقائع
- مِنْ أين جاء عدم الرضا عن المؤسسات؟!
- تضحيات كوردستان في مهب رياح الخلافات
- أول الغيث جُبير
- الانتخابات فرصة إصلاح أو خلود بالسلطة
- بين ميونيخ وبغداد رسائل وتحالفات مطلوبة
- مع مَنْ نقف.. المظاهرات أمْ الحكومة ؟!
- التحالف الوطني في كوردستان بين الحلم والحقيقة .


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - المطلوب عشائرياً