أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - بغداد وواشنطن..بين إدارتين مناقشة شراكة إثني عشر عاماً ، ومستقبلها














المزيد.....

بغداد وواشنطن..بين إدارتين مناقشة شراكة إثني عشر عاماً ، ومستقبلها


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5467 - 2017 / 3 / 21 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تأتِ القوة العسكرية بثمار طوال عمرها ما لم ترافقها أو تسابقها الدبلوماسية، والحال هكذا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والعراق، فالأولى لم تستطع فرض ديموقراطيتها العريقة بالجيوش والتحالفات والترسانات العسكرية، والثاني لم يستطيع بناء دولة وحماية نظامها السياسي بالإعتماد على إنتصاراته العسكرية على الإرهاب وحسب.
الآن العبادي في البيت الأبيض لمناقشة قضايا عديدة لإعادة بناء علاقات بعيدة عن توترات سابقة بوجود رئيس للإدارة الأمريكة الجديدة مثل ترامب، ومراجعة إتفاقية الإطار الإستراتيجي بين البلدين.
شكلت إنتصارات العراق على داعش فرض واقع على طبيعة الشراكة مع الولايات المتحدة في ظل وجود شريك خليجي ثقيل لا تكفي أمواله لإثبات ركائز السياسة الأمركية في المنطقة والعالم، وأثبتت قدرة العراقيين في التصدي للإرهاب ـ رغم وجود الدعم اللوجستي والسياسي ـ على أن العراق صنع إنعطافة في حسابات الدوائر العالمية، وإستطاع مواجهة جيش متطرف متعدد الجنسيات وهائل الإمكانات، واجهه بقوة شعبه وتضحياته الجسيمة، وأمريكا بدأت تنظر الى جيشه بأنه الأقوى في المنطقة، ولولاه لكانت هي لا تزال تقاتل ويُقتل منها بالفلوجة وغيرها العدد الكبير من الجنود.
أثبت العراق أنه شريك قوي تفوق على الشراكة الأمريكية لجيوش الخليج الورقية، التي لم تعطِ شيئاً ملموساً في واقع اليمن الفقير، وشكلت إنتصارات العراق منطلق قوة ، يبحث الطرفان على إيجاد ترصين ركائزها، والبناء على جعل العراق ممراً للتقاربات الدولية، ولكن الحاجة قائمة على إيجاد إنتصار إقتصادي يوازي التقدم العسكري، وكلاهما يبحث عن ذلك في ضوء نزوع الرئيس ترامب الباحث عن الربح، في حين أن العراق الذي يخوض حرباً شرسة لايملك سوى خزينة خاوية. تساؤلات تطرحها دوائر القرار الأمريكي، هل أن الولايات المتحدة فشلت في فرض الديموقراطية بعد إثني عشر عاماً من إجتياح العراق؟..في وقت تأتي هذه الزيارة متزامنة مع ذكراها، والواقع العراقي مضغوط تحت وطأة المتغيرات والتحديات والمعرقلات وبناه التحتية متهاكلة، والمحيط الإقليمي متوجس، وتركيبة سياسية متناقضة بعضها مع بعض ، وعملية سياسية مصحوبة بالعلل والمؤاخذات.
إن دعوة العبادي للقاء الرئيس ترامب إشارة واضحة الى أن واشنطن تسعى لتطبيع العلاقات مع بغداد، وتبحث عن طمأنة وهي ترى القطار الروسي الصيني الإيراني يجوب المنطقة، وتحاول إستثمار العراق لتحقيق مصالحها، والعراق هو الآخر يبحث عن مصالحه ما بعد داعش بالإستناد إلى قوة عالمية تستطيع مساعدته وتتخذ منه حليفاً قوياً، ومن خلال هذه الشراكة يستطيع تسديد ديونه، وفرض سلطته الحكومية وسيادة الدولة على اراضيها، بإفتراضها بناء علاقات مع دولة ممسوكة من قوى عراقية داخلية لا تتأثر بمحيطها الإقليمي.
ذهب العراق بمنطق المنتصر والساعي لتبني علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهي تسعى لإخضاعه والبناء عليه وقد يرتضي القبول ببعض الإملاءات إذا كانت تستجلب المصلحة الستراتيجية للطرفين.
الجديد في هذه الزيارة وجود شيء من التوتر بعد قرارات ترامب، والطرفان يسعيان لإعادة العلاقات والإتفاقية الإستراتيجية، وإستكمال الخطوط المرسومة سابقاً بوجود ترامب وإنتصارات العراق، ومناقشة المصالح القومية الأمريكية، وعلى العراق طمأنتها وإقناعها أنه ليس طرفاً في محاور إقليمية أو دولية، وبذلك يضمن الدعم والمساعدة الأمريكية سياسياً وإقتصادياً، بشرطها وشروطها و أن لا يكون مرتمياً بالأحضان الإيرانية، وتنصحه للمصالحة مع محيطه العربي في وقت تستخدم فيه ضغطاً على بعض الأطراف العربية للتقارب مع العراق لتخفيف التأثير الإيراني، والعراق جاء بقوة الإنتصار وإستراتيجية إمتلاكه علاقات مع كل الأضداد؛ وبذلك يسعى أن يكون ممراً للتقارب الدولي، وهذا ما يحقق لأمريكا بعد إثني عشر عاماً قدرة على التأثير في المنطقة من خلال شريكها القوي، وتسعى لإنجاح التعضيد الدبلوماسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي الآن في البيت الأبيض لرسم مستقبل صنعت ملامحه تجربة المرحلة السابقة التي تخللتها منغصات كثيرة، والتفكير الجدي بعلاقات متوازنة تضمن إستقرار العراق ما بعد داعش.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الطب... الواقع والوقائع
- مِنْ أين جاء عدم الرضا عن المؤسسات؟!
- تضحيات كوردستان في مهب رياح الخلافات
- أول الغيث جُبير
- الانتخابات فرصة إصلاح أو خلود بالسلطة
- بين ميونيخ وبغداد رسائل وتحالفات مطلوبة
- مع مَنْ نقف.. المظاهرات أمْ الحكومة ؟!
- التحالف الوطني في كوردستان بين الحلم والحقيقة .
- قراءة في زيارات التحالف الوطني للمحافظات
- صورة إجتماعية بمخالب سياسية
- قرارات ترامب ومستقبل العلاقة مع العراق
- ما بعد الساحل الأيسر بأيام
- السلطة الرقابية تحتاج الى رقابة..!!
- جيل الطيّبينْ أبناء الطيّبينْ
- التسوية؛ بين العراق والسعودية
- الفنان العربي الأكثر تأثيراً في الشارع: ليس من تتخيلون
- زيارات دولية وبدائل عراقية
- الجيش العراقي..يدٌ للسلاح ويدٌ للإنسانية
- غبار على بسطال عراقي
- تجيك البهائم وأنت نائم


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - بغداد وواشنطن..بين إدارتين مناقشة شراكة إثني عشر عاماً ، ومستقبلها