أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - جيل الطيّبينْ أبناء الطيّبينْ














المزيد.....

جيل الطيّبينْ أبناء الطيّبينْ


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 23:06
المحور: المجتمع المدني
    


"جيل الطيبين"؛ عبارة يتداولها كثيرون ببساطة؛ دون التمعن بما يُقصد منها، وكأنها ندم على ماضٍ، أو أسف لخلو مجتمع حاضر من قيم سابقة؛ لوصف سياسي وإجتماعي وقانوني وثقافي وخدمي وبضاعة ومزروعات ومأكولات، والإلحاح لا يخلو من دوافع سياسية؛ تحاول ترسيخ عبارة وجعلها من الثوابت الحقيقة.
من حق المجتمع تمجيد ماضيه وتاريخه، ومن حق الأبناء الإفتخار بما فعل الآباء؛ إلاّ أن الماضي ليس دائماً أفضل من الحاضر، والمستقبل لا يصنعه ماض بحاضر لا يخطط له.
المؤكد دائماً أن لكل عمل مخلفات وأخطاء وفشل وتعثرات ومعرقلات، والمعوقات دوافع للمراجعة دون تراجع، وتجربة العراق شاهدة بالحوادث والكوارث والمآسي، وجور السلاطين ومتملقي السلطة، وحكام جلادون قطاع رقاب وطرق؛ ضيقوا العيش والتنفس لأخضاع الناس، وأسكروهم بالبحث عن لقمة عيش، وفي الحكم سكارى بلهو وعبث وطيش وليالي حمراء.
يفاجئك شاب لم يبلغ عمره الخامسة والعشرين؛ بتمني عودة الدكتاتورية، وأسماعه ممتلئة بحديث عن الماضي، والنظام والإنضباط وجيل من الفطرة والطيبين، والحياة أمان ببساطة عيش والجارة يدخل على الجار والملهوف يُغاث، ويُقارن بجرائم القتل والإرهاب والمشاريع العابثة والخدمة المتردية، ولا يعلم أنه لو كان في ذاك الزمان؛ لأقل ما يعاقب على تساؤله بقطع اللسان، وملاحقة الأقارب الى الدرجة الرابعة، وأن سَلِمَ، فلا يجد مستقبله إلاّ جندياً لحروب عبثية؛ لا يخرج منها إلاّ مقتولاً او معاقاً، وأما الفكر فعقابه طمر سجون ثم القتل مجهولاً بلا مأتم ولا قبر.
إن الأسباب كثيرة لا غرض لها بتشخيص الأخطاء؛ همها نيل من الحاضر؛ من ثلة تربت الدكتاتورية، وأزهرت فكر مسموم في زمن الديموقراطية، ومنها بدوافع ضد تجربة الممارسة الديموقراطية وحرية التعبير، مع وجود شعور بالأسى من مواطن كان يأمل تعويض المحرومية، وما وجد إلاّ جسد يُنهش ويستخدم كوسيلة لبلوغ الحكم والمنافع، وأخطاء من بعض ساسة أعطوا مثال سيء، فأباحوا لهم ما حرموا على شعبهم، وأفشلوا الإدارة باالنزاعات العرقية والهيمنة وصراع المكاسب؛ لذا ضن كثيرون أن العراق تحول من دكتاتورية واحدة الى دكتاتوريات متعددة.
صحيح أن في الحاضر سلبيات؛ إلاّ أنها لا يمكن أن تقارن بالدكتاتورية، وكل ما في الأمر وجود مفسدين فاشلين؛ تحدثوا عن تجربتهم بصورة عمومية.
جيل الطبيبين؛ تجاوز الحديث العام، وأصبحت له صفحات تواصل إجتماعي وبرامج وأغاني؛ ولهذا اسباب اولهما تذكرينا بالماضي وترسيخ مفهومهم بعقول أجيال لم تعش في زمانه، والثاني نقد تجربة الديموقراطية، وإشاعة مفهوم " أن العراق لا يحكم إلاّ بالقوة"، وكأنه شعب يختلف عن سائر الشعوب التي تتبادل بينها السلطة بسلمية، وفي الحقيقة نقر بوجود تعثرات وأخطاء بالحاضر؛ إلاّ أنها لا ترقى الى جرائم الماضي، ومجمل أخطاء الحاضر من تصرفات إنفرادية؛ لا تعبر عن صفات مجتمع ضرب مثلاً بالطوعية والإنسانية، وواجه مجتمعاً أشرس الهجمات الإرهابية، ومع ذلك أصر على ديمومة التجربة الديموقراطية، وهذا هو " جيل الطيبين" ابناء الطيبين؛ حين تجد الأباء والأبناء والأجداد مع الأحفاد على سواتر القتال، ومن يتحدث غير هذا يريد منع الشعب من المشاركة الإنتخابية، لتكون الأجواء لثلل الفاسدين والمخربين والعابثين الآملين بعودة الدكتاتورية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسوية؛ بين العراق والسعودية
- الفنان العربي الأكثر تأثيراً في الشارع: ليس من تتخيلون
- زيارات دولية وبدائل عراقية
- الجيش العراقي..يدٌ للسلاح ويدٌ للإنسانية
- غبار على بسطال عراقي
- تجيك البهائم وأنت نائم
- التسوية عملية سياسية فوق الكُبرى
- إغتيال السفير الروسي نهاية او بداية حرب ؟!
- لا مجال لمزيد من الدماء
- سؤال الى جمهور المُتخاصِمين..؟!
- بين الولادات والإنشقاقات مسار جديد للإنتخابات
- الرابح من التسوية الوطنية
- التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات
- درس عراقي من قصة شهيد
- الإختناقات المرورية خسارة للدولة والفرد
- الانتخابات الفرنسية؛ تقارب الكبار ونهاية الصغار
- قانون الحشد الشعبي مراهنة كاد العراق خسارتها
- البنادق وحدها لا تبني الأمم
- الأربعينية زحف إنساني لا يتوقف
- فيل أحمر يقتحم البيت الأبيض


المزيد.....




- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - جيل الطيّبينْ أبناء الطيّبينْ