أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتح الخطيب - إعادة ضبط البوصلة














المزيد.....

إعادة ضبط البوصلة


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5508 - 2017 / 5 / 1 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون التطور في عالم الاتصالات ووسائل التواصل هو أهم سمة تميز وقتنا هذا, والذي منح كل الشعوب فقيرها وغنيها القدرة على متابعة المصادر الإعلامية المتنوعة والكثيرة. واذا كانت المدرسة والبيت هما أهم ضابطين لثقافة الشعوب في الماضي, فإنهما لم يعودا كذلك, وأصبح لكل فرد الحرية التامة في اختيار مصادر معلوماته وبالتالي تشكيل أفكاره. ولطالما تساءلت الى أين ستفضي هذه الحرية مقابل سلطة قوى الشر التي تتحكم في البلاد وثرواتها. وما الذي سيحدث لو أن الشعوب وعت أن الصراع بينها وبين قوى الشر صراع وجودي, وسارعت أكثر ما يمكن للتضامن مع بعضها البعض للاهتمام بالنواحي التي تحقق لها الحرية في العيش الكريم ولتحقيق كل القيم التي طالما نادت بها الثورات الشعبية.
لقد تنبهت قوى الشر الى هذا السباق الخطير بين سلطتهم وبين وعي الشعوب, فقامت بضخ مليارات الدولارات على العديد من الفضائيات والصحف والمواقع, وجندت الكثير من ضعفاء النفوس من الاعلاميين والأدباء والفنانين والسياسيين والأكاديميين...., مهمتهم الوحيدة هي ضرب الوعي العام عند الشعوب وتشويه أفكارهم, ولا سيما في المنطقة العربية التي أثاروا بها ما يسمى بالربيع العربي. فقاتل الأخ أخاه, وحاربت الدولة شقيقتها, ودخل الحابل بالنابل وتاهت البوصلة في مجتمعات صارت أشبه بمصحة نفسية.
وهكذا صار الاتفاق بين الناس عسيرا حتى على الأسئلة الأساسية, والأجوبة متناقضة, كالسؤال مثلا إن كانت السلطة الفلسطينية ضرورة استراتيجية للسلام ولتحقيق الدولة الفلسطينية, أم أنها جزء لا يتجزأ من المؤامرة الصهيونية على القضية الفلسطينية برمتها, بقيادة مكلفة بتدجين المقاومين السابقين, ووأد أية مقاومة جديدة تحت ظل رئيس يشيد بقدسية التنسيق الأمني.
وقد تصر فئة من الشعب العربي على ضرورة التخلص من بشار الأسد ونظامه بوصفه القاتل لشعبه, في الوقت التي ترى جهة أخرى بأنه الضامن الوحيد والأخير لوحدة الدولة السورية وللشعب السوري. وفي المسألة العراقية نختلف في موقفنا من أمور كثيرة كقيام أقليم كردستان بتحركات فردية للانفصال عن الدولة العراقية, ففي الوقت الذي يعطيهم بعضهم الحق في استقلالهم كشعب كردي يريد حكم نفسه بنفسه, يرى اخرون بأنها طعنة في قلب العراق ودعوة لبداية تقسيمه وإضعافه.
وقد نختلف في التدخل الايراني في العراق وسوريا, فتجد من يقول بأنه احتلال شيعي, وفي المقابل تجد من يرى بأن ايران جاءت نجدة لهذين البلدين من التغول الداعشي. وفي السياق نفسه يمكن أن نختلف في التدخل التركي في سوريا والعراق, والذي قد يرى البعض بأنه الأمل الأخير في تحقيق وحدة الدول الاسلامية وقيادتها سيما بتمتعها برئيس يحظى بشعبية عربية غير مسبوقة, في الوقت الذي يرى اخرون بأن تركيا عضو الناتو والذي لم يخرج من عباءته وأن تدخلها في البلدين جاء استكمالا لمشروع قوى الشر والتي ترمي الى تفتيت البلاد......
وحتى إذا حق لنا أن نختلف في كل الأمور السابقة وغيرها مما يجري في العالم ولا سيما في الدول التي ثار بها ما سمي بالربيع العربي, فإنه لا يحق لنا أبدا الاختلاف بأن اسرائيل هي محتل لدولة عربية اسلامية, وأنها لا زالت حتى يومنا هذا تمارس أبشع أشكال القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني, ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الدولية التي ادانتها وتدينها. ولا يحق لنا أن نختلف بأن هذه الدولة العدوة هي مدللة قوى الاستعمار متمثلة بأمريكا. ولا أن نختلف بأن وجود هذه الدولة كان كالسرطان في الجسم منذ انشائها في وطننا العربي, ولا أن نختلف بأن الاحتلال الاسرائيلي كان ولا زال الخطر الأكبر بلا منازع, على كرامة ووجود الإنسان العربي ووطنه.
إن وعينا هذه الحقيقة وذلك التشويش الكبير الموجه لإضاعتها, فسندرك أن أول مهماتنا هي إعادة وضع العدو الإسرائيلي في مركز الدائرة, وما يتطلبه ذلك من مراجعة كل النقاط الخلافية وإعادة تقييم كل عناصر المعادلة, لضبط إتجاه البوصلة المحددة للعدو والصديق.
لو أننا فعلنا ذلك لوجدنا المعادلة بسيطة سهلة الرؤية: فكل حدث يصب في مصلحة اسرائيل هو خطر وجودي لنا وللمنطقة, وكل من يتعاون مع اسرائيل هو العدو, وكل من يقف بوجه اسرائيل هو الصديق.



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى
- قراءة سريعة في المؤتمر السابع لحركة فتح
- ما هو السر وراء عودة محمد دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني؟؟
- وفد الذل والهوان
- باسم من ينطق الناطق باسم الحكومة التونسية خالد شوكات ؟
- فيروسات فكرية
- عفوا سيادة الرئيس
- مخابرات الارهاب
- لا تنسق.....أنت من يقاوم
- دمى آدمية
- أمي
- إنتحار جندي إسرائيلي
- هذا حديث لا يليق بنا
- -S-
- حركة فتح وجمود السلطة
- وهم السلطة وسلطة الوهم
- نداء الى كل شرفاء فتح
- جريمة الدراما العربية ,,,,,,, والعقاب
- تيك تاك في اسرائيل
- فزاعة الشارع العربي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتح الخطيب - إعادة ضبط البوصلة