أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاتح الخطيب - وهم السلطة وسلطة الوهم















المزيد.....

وهم السلطة وسلطة الوهم


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد عادت القضية الفلسطينية لتحتل المرتبة الاولى اعلاميا وسياسيا على الساحة العالمية, ولا تزال حركات التضامن العالمية الغير مسبوقة تتزايد باضطراد. وبينما نحن بامس الحاجة لتكريس هذا التضامن من اجل تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب للقضية الفلسطينية, نتساءل عن كيفية قراءة فتح لكل ما يحصل. وفي معرض ردود الفعل الغاضبة من اصدقائي الفتحاويين حول ما ذكرت في مقالتي (نداء الى كل شرفاء فتح), حيث اتهمني البعض منهم بانني انصر حركة المقاومة حماس على فتح, وعدم فهم الابعاد السياسية للاجندة التي تتبناها حماس سيما في خدمة الاجندات الاقليمية. وعلى الرغم من ضعف تلك الحجج, اجمل هنا اهم ما ورد بها:

• قال بعضهم بان حركة المقاومة حماس انما هي صنيع اسرائيل, وانها اسست لضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية, ولكي تكون بارائها الراديكالية الحجة الاقوى لاسرائيل عدم ابرامها اية اتفاقية سلام, وبذلك لن ترى الدولة الفلسطينية النور.
• وان حماس انما تخدم اجندات اقليمية, وهنا يقصدون ايران.
• قضية حماس الاولى هي مادية بحتة, حيث تقوم حماس بجمع الاموال الطائلة باسم الشعب الفلسطيني, وتوظفها لخدمة مصالح الحركة الخاصة.
• وان حماس قد انقلبت على الشرعية في غزة, واستولت على السلطة عنوة.
• وهذه الحرب التي تقودها حماس في هذا الوقت انما من اجل السيطرة على معبر رفح, او على الاقل ان يكون لها تمثيلا مباشرا فيه.

لا بد وان الحرب الدائرة في غزة والتي لا تشبه ابدا حرب (الستة ايام), انما تؤكد بان تصفية حركة المقاومة حماس هي الهدف لهذه الهجمة المسعورة للجيش الاسرائيلي, وبالتالي فان الحجة مرفوضة منطقيا بان حماس انما تخدم الدولة العبرية, سيما وان اسرائيل تراهن على سمعتها بهذه الحرب الهمجية الغير مسبوقة على شعب محاصر لاكثر من سنتين وباستخدامها اكثر الاسلحة فتكا ودمارا والمحرمة دوليا, لتشوه صورتها من جديد ليس امام الشعوب العربية فحسب, بل امام شعوب العالم, والتي طالما عملت الانظمة العربية طيلة الثلاثين سنة الماضية على تلميعها.

وامام هدنة ظالمة بابقاء الحصار على غزة وغلق المعابر, كان لا بد لحماس عدم القبول بتمديدها, وبالتالي فان خيار المقاومة هو الحل. وما العيب اذا التقت مصلحة المقاومة مع اية جهة كانت سواء ايران ام حزب الله او مع اي عدو لاسرائيل. الم نفرح عندما حقق حزب الله نصرا عظيما في تموز 2006 بصده العدوان الاسرائيلي؟ وفي الوقت الذي طالما طبلت وزمرت قوى الرابع عشر بان حزب الله انما يخدم اجندة ايرانية, جاء نصر المقاومة اللبنانية الباسلة بصواريخ حزب الله الى ما بعد حيفا لتؤكد ان النصر كان للمقاومة. الم يبطل حزب الله نظرية الرعب التي ربتنا عليه انظمتنا العربية, بان الجيش الاسرائيلي لا يقهر؟ وماذا عن تصريحات السيد (محمود احمدي نجاد) بما يتعلق باسرائيل, الم تزدنا تصريحاته الواحد تلو الاخر غبطة؟ أما وقد انتصرت المقاومة في جنوب لبنان, وهي تشبه الى حد بعيد الذي يحصل في غزة, ماذا حصل لقوى الرابع عشر؟ لذلك فانا لا افهم حقا الاصوات التي تطبل وتزمر بان حماس تخدم اجندة ايرانية, ام يريدون الاستمرار بخدمة الاجندة الامريسرائيلية؟ الا يخشون ان تتركهم الادارة الامريكية والاسرائيلية للموت السريري؟ وما العيب ان التقت المصالح الفلسطينية في هذه المرحلة مع المصالح الايرانية او الفنزويلية, او حتى مع اية امة كانت؟

عندما يأتي الحديث عن الفساد المالي والاخلاقي, لن يكون هناك ابلغ من الحديث عن القيادي في حركة فتح السيد (محمد دحلان), الذي جمع ثروة هائلة بسرعة قياسية في ظروف غامضة ومريبة, حيث وظف جزء منها لتمويل قوة خاصة له في قطاع غزة, وحسب تصريحاته بانه يصرف على قوة تصل الى عشرة الالف رجل. هذه القوة التي لم تمتثل لشرعية الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وهي حكومة حركة المقاومة حماس, والتي لم تنقلب على نفسها - وكيف ينقلب المرء على نفسه- وبذلك كان دحلان احد اسباب الانقسام الذي جرى في الصف الفلسطيني. وكلنا يتذكر الحالة الامنية ما قبل وما بعد الانقسام, لنجد ان الامن قد استتب في القطاع عندما فر السيد دحلان الى اسرائيل, وهذا يؤكد بان دحلان وعصاباته هم من كان يتسبب بالفوضى عندما عاثوا فسادا في القطاع. ومن الواضح تماما بان السيد دحلان لم يع الدرس جيدا, ليعود الى العريش على رأس قوة مكونة من 400 عنصر, بعد ثلاثة ايام من الاجتياح الاسرائيلي على غزة املا ان يدخل غزة على جثة حماس ليأخذ زمام الامور هناك. وما يدعوا للتساؤل حول شخصية السيد دحلان المثيرة للجدل, بانه يتوعد بالانتقام من كل من شمت به حتى من الفتحاويين الذين فرحوا بما حصل له في غزة. والذي يؤكد بانه شخص غير مرغوب به حتى في اوساط الفتحاويين.

واذا كنا ندرك تماما ابعاد المواقف للانظمة العربية المتخاذلة دائما والمخزية الان من الحرب على غزة, واذا استطعنا فهم موقف الرئيس المصري (حسني مبارك) اشتراكه المباشر في حصار غزة وعدم فتحه معبر رفح, وارساله قوة امنية هائلة الى الحدود المصرية مع غزة يومين قبل الاجتياح الاسرائيلي لغزة, وفهمنا لموقف وزير خارجيته (ابو الغيط) مشاركته ( تسيبي ليفني ) تهديدها حرق غزة في مؤتمرها الصحفي يوما واحدا قبل المجزرة. فاننا لا نفهم موقف بعض قادة حركة فتح من كل ما يجري حتى هذه اللحظة على الساحة الفلسطينية, فها هو السيد الرئيس (محمود عباس) يدين المقاومة ويرفضها اذا تسببت بقتل الشعوب, وكأن خيار السلام الذي يتبناه قد منع مجزرة جنين, ومنع القوة العسكرية الاسرائيلية من ان تعتقل ايا كان في الضفة الغربية, وكأن خيار السلام قد اوقف الجدار العنصري, او انه جمد المستوطنات, او انه على الاقل قلل عدد الحواجز في الضفة الغربية, بل على العكس تماما, فكل ما ذكرناه حصل ضمن خيار السلام. ولا نفهم ايضا موقف السيد (ياسر عبد ربه) اعطاءه حماس مدة 24 ساعة لقبول المبادرة المهينة المصرية. ماذا سيفعل ان لم توافق حماس؟ هل سينضم للجيش الاسرائيلي, ام سيفتح جبهة اخرى ضد حماس للقضاء عليها؟ وانا هنا لا انصر حركة المقاومة حماس على فتح, بل ان حماس بصمودها في وجه الطغيان هو عينه النصرة لهذه الحركة.

بعد كل هذه السنوات من المفاوضات, وبعد كل هذا الهراء من تلك العبثية التي لم نجن منها سوى قبلة نطبعها تارة على خد (مادلين اولبرايت) وتارة اخرى على خد ( كونداليزا رايس ), وصورا نأخذها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا او ذاك, أو صورة تذكارية نأخذها مع رئيس اخرق في البيت الابيض, لكي يعطونا في الاخر دولة من ورق, لا نملك حتى ان نرفع بها علما او نصدح بها نشيدا للوطن.
الم يدرك اخوتي في فتح ان المقاومة هي الحل؟ وعدى ذلك انما ضحك على الذقون؟ نعلم تماما ان القادة في فتح ابتداء من السيد الرئيس ( محمود عباس ) مرورا بالسيد (احمد قريع) والسيد (ياسر عبد ربه) وانتهاء بالسيد (محمد دحلان), انهم مقيدون في اطر صنعتها الدبلوماسية السياسية, وربما كان الجدار الذي بنوه بين ضمائرهم وبين الحقيقة عاليا جدا, في الوقت الذي كانوا يبنوا الجدار حول الضفة؟ لكننا لا نفهم عدم تحرك القاعدة الشعبية للحركة في الضفة الغربية, بانتفاضة تعيد لها امجادها.

ان حرصي الشديد ان تأخذ هذه الحركة مكانها المناسب في هذه المرحلة المهمة, وهو هاجسي الحقيقي من هذه الدعوة. فانا اعرف اصدقائي في فتح شخصيا سواء سفيرا كان, ام امين سر, ام ناشطا في اي مجال من مجالات النضال, اعرفهم تماما, انهم رجال بل هم الابطال, ولا بد انهم ينتظرون الوقت المناسب للخروج من صمتهم, ان لم يكن اليوم فربما غدا, هذا التحرك الذي ينتظره كل طفل وامرأة ورفيق كفاح في غزة, بل ينتظره كل حر في فلسطين.



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى كل شرفاء فتح
- جريمة الدراما العربية ,,,,,,, والعقاب
- تيك تاك في اسرائيل
- فزاعة الشارع العربي
- نداء المصلحة الوطنية
- سفراء القضية الفلسطينية 2
- سفراء قضية فلسطين 2
- سفراء القضية الفلسطينية
- الرعب القادم


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاتح الخطيب - وهم السلطة وسلطة الوهم