أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاتح الخطيب - سفراء قضية فلسطين 2














المزيد.....

سفراء قضية فلسطين 2


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد تابعنا استدعاء كل سفراءنا خلال ايار المنصرم للاجتماع في رام الله, فتنفسنا الصعداء وقلنا ان تاريخا من فوضى المهام سوف يجلي عن واحدة من هذه الدوائر المهمة في دولتنا الحديثة.
لست هنا بصدد عرض ما جرى في ذلك الاستدعاء, فالمناوشات لا تزال قائمة بين الدائرة السياسية متمثلة برئيسها السيد فاروق القدومي وبين مكتب الرئيس محمود عباس, والتي نامل بان تسفر عن نتائج تليق بهذا الشعب العظيم وان تكون المقاييس الجديدة لاختيار موظفي هذه السفارات مبنية على اسس علمية اكاديمية, وكفى للمحسوبية ودور العشيرة في تحديد مصيرنا .

في مستهل الحديث عن سفاراتنا ودورها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ دولتنا, اود عرض هذا المشهد الذي لا تزال صوره تثير كثيرا من التساؤلات لدي حول الدور الذي وجدت من اجله السفارات ولا سيما سفارات دولة فسطين. ففي واحدة من زياراتي ل ( مالي ) علمت بان لنا هناك سفارة في العاصمة ( باماكو ). ذهبت الى تلك السفارة فاذا هي عبارة عن بناية تضم سفيرا مع افراد اسرته, يشغل منصب سفير لاكثر من عشرين عاما هناك. وقنصلا وسكريتيرا وطبيبا لعيادات السفارة. وعندما استفسرت عن عدد الفلسطينيين في ذلك البلد, لم اجد غيري, مع العلم انني لم اكن امكث هناك وقتا طويلا, فما هي الا زيارات متقطعة اقوم بها من وقت لاخر, وعندما قمت بزيارة دول افريقية اخرى غير العربية لم يكن الحال مختلفا كثيرا, حيث ان الرعايا الفلسطينيين لا يتجاوز عددهم العشرات في الدول الاكثر حظا.

في بحثي هذا اود تسليط الضوء على غرفة مفترضة في مبنى سفارتنا والتي هي للاسف غير موجودة اصلا. فنحن نعلم بان مصاريف هذه السفارات وكادرها عالية جدا بحيث تشكل عبأ ثقيلا, ولا فرق هنا ان كانت هذه المصاريف ممنوحة من الدول المضيفة ام كانت مصروفة من خزينة الدولة, فهي بالتالي مقطوعة من قوت شعبنا. هذه الغرفة التي افترضها يمكن ان نطلق عليها اسم " الغرفة التجارية " وهي ليست ملحقا بل غرفة اساسية لها دورها المهم ان وظفت بشكل جيد سوف تقوم بتغطية نفقات هذه السفارات بل ربما تتجاوز ذلك بان تشكل موردا لخزينة الدولة. وعندما يتم اختيار موظفي هذه الغرفة التجارية على اسس علمية من ذوي الكفاءات الاكاديمية واصحاب الخبرة, سوف تكون الخطوة الاولى الصحيحة لتجاوز حالة من الشلل التي تصيب سفاراتنا .

فقد علمت بان بان لسفارتنا في ( غينيا ) مزرعة دجاج مجهزة بكل ما يلزم لتشغيلها, تتسع لمائة الف طير, لكنها معطلة , وعندما استعلم عن سبب ذلك العطل يقال لي بان مهام السفير كثيرة ولا يستطيع حمل كرتين في كف واحدة !
في مثل هذه الحالة سوف تقوم الغرفة التجارية المقترحة لتلك السفارة بعمل اللازم من تجهيز فريق من مجموعة من الفلاحين وطبيب بيطري من العاطلين عن العمل في فلسطين وهم كثر , واستثمارهم بتشغيل تلك المزرعة .
ولو علمنا بان هناك 520 دونما من الاراضي الممنوحة من حكومة ( مالي ) لابناء شهداء فلسطين الجاهزة للزراعة بابارها الارتوازية , مهيئة للعمل مباشرة , لكنها غير مستغلة, لنعلم فيما بعد ان السبب نفسه يتكرر هنا, فوقت السفير ضيق للغاية ولا تزال يده صغيرة لحمل كرتين في يد واحدة ( والذي دفعني للتفكير بانه في معرض اختيار السفراء الجدد بان تكون كفاتهم واسعة او نختار لهم كرات صغيرة !).
وهنا يأتي دور الغرفة التجارية باستثمار مجموعة من مهندسي الزراعة في تلك الارض .
وفي اكثر من دولة افريقية تتعطل عيادات سفاراتنا لاسباب واهية تستطيع هذه الغرفة حلها باقل جهد يذكر , فمثلا تعطلت الاجهزة الطبية واعطبت لعدم توفر مولد كهربائي خاص لتلك العيادات لا يصل سعره الى 5% من سعر هذه الاجهزة , وبالتالي حرمان فريق كبير من الاطباء الفلسطينيين من ممارسة العمل في كثير من هذه العيادات التي اصبحت مهجورة في انحاء الارض.
لو اخذنا بذكر ما يجري من فساد وتجاوزات في هذه السفارات فلن يكفينا جلسة واحدة لعرض ذلك ففي اسطول من السفارات الفلسطينية والتي يصل عددها الى ست وتسعون سفارة منتشرة حول هذا العالم , لو فسحنا المجال لكل غيور على مصلحة هذا الوطن للحديث عن هذه السفارات لتكشف لنا الكثير من الممارسات القاتلة في كثير من الاحيان .

نعود لغرفتنا المقترحة والتي سوف تقع على عاتق من يشغلها مهام كثيرة وسوف اترك الحديث عن هذه التفصيلات لذوي الاختصاص في هذا المجال من الاكاديميين الاكفاء , وانا على ثقة بانهم سوف يشبعون هذا البحث دراسة وتمحيصا وافكارا نيرة تعود على وطننا بالخير الوفير.
ومن خلال تجربتي في مجال التجارة سوف اذكر بعض التوصيات ربما كانت مفيدة , كأن تقوم الغرفة بالاعمال التالية :
• دراسة الموارد الطبيعية للبلد المضيف وتبويبها بشكل يسهل تناولها .
• جمع المعلومات عن الصناعات المهمة في ذلك البلد .
• حصر كل العناوين المهمة للشركات والمصانع .
• ربط هذه الغرف التجارية ببعضها من خلال برنامج متطور بحيث يسهل تبادل المعلومات بينها .
• تخزين كل هذه المعولمات لدى الخارجية واصدار نشرات تعني بفرص الاستثمار ضمن المعطيات لهذه الغرف .
وهناك نقطة مهمة اود التركيز عليها هنا وهي ان الكثير من هذه الدول تقدم التسهيلات لسفاراتنا تعاطفا مع قضيتنا , فلو وظفت هذه التسهيلات بشكل جيد سوف توفر فرصا لعمل الكثير من العاطلين عن العمل من شبابنا .

فاتح الخطيب /هولندا
21-09-2005



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفراء القضية الفلسطينية
- الرعب القادم


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاتح الخطيب - سفراء قضية فلسطين 2