أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاتح الخطيب - فزاعة الشارع العربي















المزيد.....

فزاعة الشارع العربي


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


هناك اشكالية واضحة للحياة السياسية في الوطن العربي. فمن جهة توجد الانظمة العربية الحليفة, وهي التسمية الحقيقية لهذه الحكومات المستبدة. وهناك فئة الكتاب والمثقفين والذين يمكن ان نطلق عليهم مجازا بالمناضلين, والفئة الثالثة ذات المساحة العريضة والتي يمارس عليها كل امراض السلطة السياسية واوهام المناضلين هو الشارع العربي. وهنا اود مناقشة اشكالية الحلقة المفرغة بين هذه الفئات الثلاث, لعلنا نجد رؤية جديدة للتعامل معها من زوايا مختلفة تماما عما كان ينظر لها, حيث ان بقاء الحال على ما هو عليه يشكل جريمة اخلاقية يشارك بها جميعنا دون استثناء.

لقد مر اكثر من خمسين عاما على هذه الانظمة الحليفة وهي تمارس سلطتها الاستبدادية على الشعب العربي من المحيط الى الخليج, وهذا يظهر جليا من خلال الوضع المتردي لحالة الوطن والمواطن العربي خلال سنين الانهزام هذه والتي وصلت به الى حالة من اليأس والاحباط المزمن, وقد زادت هذه الانظمة من تحالفها مع القوة الامريكية المتغطرسة خاصة بعد الحرب على العراق, لذلك فقد ضاعفت هذه الانظمة من قبضتها على شعوبها انصياعا لهذه الارادة تحت ذريعة محاربة الارهاب, وللمحافظة على مراكزها, فترى ان سقف الحرية قد انخفض وان السجون هي الوحيدة التي زاد حجمها في الوطن العربي. وانه لمن السخرية ان تذهب الولايات المتحدة بادعائها بعيدا لتنادي بشرق اوسطي كبير وارساء الديمقراطية فيه, ومن السذاجة ان يصدق بعض مثقفينا بهذا الادعاء, حيث ان الديمقراطية انما هي ابعد ما يمكن من رغبة الارادة الامريكية, وكلنا تابع ما حدث لحكومة منتخبة ديمقراطيا في فلسطين, حيث ان الولايات المتحدة حاربتها بكل الوسائل, طالما ان هذه الديمقراطية حقيقية لشعب قام بانتخابها ضمن عملية اقتراع نزيهة, ولم تستطع الجامعة العربية توصيل حتى المساعدات الغذائية والطبية لهذا الشعب الجاثم تحت العنجهية الاسرائيلية, وذلك انصياعا للارادة الامريكية. وما الذي يحدث في لبنان البلد الوحيد الديمقراطي في المنطقة, من قصف اسرائيلي همجي لم يسلم منه لا شيخ وللا طفل ولا امرأة لم يكن من اجل استعادة الجنديين الاسيرين وانما لان هذا البلد لم ينصع للاجندة الامريكية. لذلك فان الديمقراطية الحقة تعتبرمن اكبر الاخطار التي تعطل مصالح الولايات المتحدة والتي تتعارض مع توجهاتها ومصالحها في المنطقة العربية.

مما لا شك فيه بان كتابنا ومثقفينا بقوا يعلقون اثام الامة على شماعة السلطة الى ان اهترأت ولم تعد تجدي نفعا. ومن خلال متابعاتي لما يكتب في الصحف الورقية والالكترونية, وما يعرض على الفضائيات سجلت بعض الملاحظات ربما تساعد بالوصول للفكرة المنشودة. حيث ان كاتب المقالة عندما يلقي بعصاه مطالبا الحكومات العربية بالتنحي عن مقاليد الحكم واعطاء الفرصة للقيادات الشابة, يظن بانه قام بتحرير الوطن لينام هادئ البال مطمئنا بانه قام باقصى اشكال نضاله من اجل الشعب العربي, ولكن هذه المقالة تبقى محصورة في دائرة الكتاب وبعض القراء الضيقة جدا بالمقارنة مع المساحة العريضة للشارع العربي الذي لا يقرأ, ليكون تأثير هذه المقالة ضيقا ان لم يكن معدوما. او عندما يلقي احدهم خطبة في احد صالونات السياسة مطلقا كل الشتائم على هذا النظام او ذاك, وعندما يصفق له بعض زملائه, يراوده شعور بانه حرر الوطن وحقق الانتصار لهذا الشعب. وحتى حوارات السياسة التي تطل علينا من خلال بعض قنوات الفضائيات الموجهة والخاصة, يبقى تأثيرها ضئيل على هذا الشعب المنهكة قواه والذي يبحث بين الشعارات الرنانة المنطلقة من مجادل ومعارض عله يجد ضالته ويطفيء نار احساسه بالانهزام, لكن ما ان تنته هذه اللقاءات حتى يتوه الشعب مرة اخرى ولا يبق منها اللا غصة في حلقه يضيفها الى الكم الهائل من ترسبات الاحباط في داخله.

اذا سلمنا بان هناك انظمة عربية حليفة مهمتها الوصاية على النفط والبشر, ولم يبق لهذه الانظمة المستبدة أي قناع تستر به قبحها وان هناك شارع يغلي معبء ضد الظلم الذي يمارس عليه من كل جهة وصوب, على الرغم من انه متعب بهمه اليومي ومثقل باعباء متطلبات الحياة, فلم يبق الا فئة المثقفين وحلقتهم المفقودة بالتأثيرعلى عاطفة هذا الشعب وايصاله للهدف المنشود, فقد ان الاوان لتغيير الية العمل مع هذا الثابت العقيم, وان نبحث عن استراتيجية جديدة ربما كانت اجدى مما ينتجه مثقفونا بشكلهم التقليدي, وهنا اهيب بكل الاعلاميين والكتاب والصحفيين والمثقفين ان يوجهوا افكارهم واصواتهم واقلامهم الى فئة مغيبة قسرا عن الهم العربي, الا وهي فئة الفنانين, اذ انني ارى ان صوت هؤلاء الفنانين والادباء سوف يكون لهم تأثيرا اكبر من كل اللقاءات والمقالات والخطب السياسية على الشارع العربي. فماذا لو ان الكاتب اسامة انور عكاشة او محفوظ عبد الرحمن او غيرهم من السناريست قاموا بصياغة استغاثة الطفلة هدى وصراخها الذي لا يزال يئن في اذن كل من سمعها على الفضائيات وهي تنادي اباها الممدد امامها ( يابا يابا يابا ) بعدما قتلته القذائق الاسرائيلية على شاطيء غزة, صياغة درامية ليصل صوتها كل العالم ان امكن. ولن يغلب نخبة كبيرة من ممثلينا تقديم ادوار المناضلين القابعين في السجون, واين محمود درويشنا ليعيد صياغة ( يا وحدنا ) الى ( يا كلنا )؟ ولن يجد مرسيل خليفة بد في هذه المرحلة من حمل نعشه مرة اخرى على كتفه ليمشي منتصب القامة. لن نختزل الصراع العربي الاسرائيلي باغنية ( انا بحب عمرو موسى وانا بكره اسرائيل) للمغني شعبان عبد الرحيم, ليذيع صيتها في ارجاء الوطن العربي. ولن ننه صراعنا مع السلطات بتنظيف الشوارع وزرع شرفات البيوت بالورود كما ينادي الخطيب الداعية عمرو خالد والذي له من القاعدة الجماهيرية اكثرها من فئة الشباب, ما لو نوى لقام باطلاق عصيان مدني يحرج به اكبر الحكومات وربما يسقطها, لا ان يدجنها في تنظيف الشوارع. نحن بحاجة لكل من له تأثير على الشعب بشكل مباشر حتى يوصل الرسالة بشكلها الصحيح.

هنا اعود مرة اخرى واذكر مثقفينا باننا لو استطعنا تسليط الضوء على هذه الشريحة والتركيز على النخب الفنية والادبية وحثهم على تقديم ما يخدم هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا العربي, لربما نحقق هدفا طالما حلمنا به. و يبقى الباب مفتوحا لتبادل الافكارمن اجل ايجاد لغة اكثر سهولة تصل الشارع العربي قبل فوات الاوان.



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء المصلحة الوطنية
- سفراء القضية الفلسطينية 2
- سفراء قضية فلسطين 2
- سفراء القضية الفلسطينية
- الرعب القادم


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاتح الخطيب - فزاعة الشارع العربي