أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتح الخطيب - جريمة الدراما العربية ,,,,,,, والعقاب














المزيد.....

جريمة الدراما العربية ,,,,,,, والعقاب


فاتح الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


لقد بسطت الدراما المصرية حضورها على معظم القنوات العربية لسنوات خلت, والتي كانت تتطرق لكثير من الموضوعات المتنوعة. لكن انتشار الفضائيات بهذا الكم ساعد على ظهور صراع جديد من نوعه في السنوات الاخيرة مما ادى الى تغييرخارطة الدراما العربية من خلال دخول عدة جهات عربية منتجة للدراما التلفزيونية للميدان واصبحت الاعمال الدرامية تصنف على اساس دولة الانتاج. واستطاعت الدراما السورية ان تثبت خطاها على هذه الطريق, واجاد الممثل السوري في خلق مكانة هامة له في افضل اوقات العرض. ومما لا ننكره هو ظهور بعض الاعمال الخليجية او المحلية لبعض الدول العربية من هنا وهناك, الا اننا هنا بصدد الحديث عن حمى التسابق على انتاج الاعمال الدرامية السورية والمصرية والتي تأخذ نصيب الاسد على شاشات الفضائيات الحكومية والخاصة المنتشرة في كل ارجاء العالم العربي, لحجز مكان لها في هذه الفضائية او تلك القناة, وهو ما يبدو جليا في شهر رمضان, هذا الشهر الذي اصبح موسم عرض الانتاج الفني والاعمال الدرامية ومقياسا للنجاح والفشل لمؤسسات الانتاج. وفي هذا الجو التنافسي وحتى نكون منصفين لا بد من الاشادة بالتطور الملحوظ في مجالات عديدة في هذا الميدان, من حيث تطرقها لكثير من المواضيع الجريئة, والتي ترتبط مباشرة بقضايا الانسان العربي وهمومه. وايضا من حيث التطور التقني والذي كان للكمبيوتر الاثر الكبير في هذا المجال.

مما لا شك فيه بان للمثلين وابطال الدراما مكانة هامة في نفوس الجمهور والذين يؤثرون بشكل مباشر وغير مباشر على سلوكه. وبما ان هذه الاعمال الدرامية هي احدى الوجبات اليومية التي يتفعال معها كبيرنا وصغيرنا, واذا افترضنا بان فئة الاطفال والمراهقين يشكلون نسبة عالية من هذا الجمهور وجب علينا ان ندقق النظر بالسلوك الذي سوف تكتسبه هذه الشريحة من ابطالهم. ومما يلفت الانتباه والذي يثير القلق في هذا الجو التنافسي المصري السوري اتفاق هذان الطرفان في ظاهرة خطيرة جدا, الا وهي اشاعة عادة التدخين والعمل على تشجيع ابنائنا وبناتنا لممارسة هذه العادة.

ففي الوقت الذي تتسابق فيه الدول المتحضرة لمحاربة السيجارة, من خلال برامج التوعية في وسائل الاعلام وفي المدارس والجامعات, ومن خلال وضع القوانين الصارمة لمنع التدخين في المؤسسات الرسمية والاماكن العامة, لدرجة ان بعض الدول الاوروبية تحظر التدخين في المطاعم والمقاهي وحتى في الحانات. وعلى الرغم من ان هوليوود كانت من اهم المؤسسات التي ساهمت بشكل مباشر في مطلع القرن الماضي على انتشار عادة التدخين في الساحة المحلية الامريكية وفي الساحة العالمية, الا ان حجم اخطار التدخين دفعت المنظمات الانسانية والتي تعني بصحة المستهلك للضغط على صانعي القرار والمؤثرين فيه للحد من انتشار هذه العادة, ووصلت الى حد ان رابطة السينما الامريكية اعلنت ان نظامها لتقييم الافلام سيأخذ في الاعتبار المشاهد التي تشجع على التدخين, اسوة بنجوم السينما الذين يدخنون في الافلام. فبعد ان كان التدخين امام الكاميرا من المظاهر المألوفة في الافلام السينمائية التي يمثل فيها نجوم هوليوود, لينعكس الان سلبا على تقييم هذه الافلام. وفي الوقت الذي قلما نشهد من يحمل السيجارة في قنوات هذه الدول المتحضرة. لنجد في خضم هذه الجهود لمحاربة عادة التدخين تأتي الدراما المصرية والسورية لتعمل على تغطية العجز في سوق المدخنين من العالم المتحضر لتعوضه في السوق العربية. اذ لا يكاد مشهد درامي واحد يخلو من السيجارة, والذي لا يخدم الفكرة لا من قريب ولا من بعيد مما يجعل المفارقة جلية دفعنا طرح مجوعة من التساؤلات. فاذا لم يدرك مخرجو هذه الدراما العربية مدى المخاطر لعادة التدخين, وهنا لا استثنى ابطال هذه الاعمال والبطلات وباسهامهم المباشر انشاء جيل كامل مدمن لهذه العادة من المراهقين, واذا لم يرق خيالهم لايجاد بديل عن هذه السيجارة كعادة ملازمة لابطالهم, وان لم يخطر ببالهم ان ابناءهم قد يكونوا اول الضحايا لهذه المشاهد, اذا كان كل ذلك, فتلك مصيبة, اما اذا كان غير ذلك فهي الجريمة بعينها.

على الرغم من عدم وجود اي مبرر لوجود هذه السيجارة وبهذه الكثافة في المشاهد الدرامية المصرية والسورية, الا انني لن اتهم منتجي ومخرجي هذه الاعمال بانهم يقبضون الاموال من تجار شركات التبغ التي قد تغيب ضميرهم لتسويق السيجارة في اعمالهم, لكن المهم هنا هو جيل كامل من الاطفال والمراهقين الذين تبدأ الحكاية معهم حينما يضع احدهم قلم الرصاص بفمه على انه سيجارة مقلدا هذا البطل او تلك, ليؤول هذا القلم خلال فترة وجيزة الى سيجارة حقيقية ولتبدأ معها هذه المأساة. لذا ارى بان مسؤولية حماية هذا الجيل تقع على عاتق كل من يدرك مدى خطورة التدخين واثره السلبي على الصحة, خاصة وان الاحصائيات تقول بان عدد الذين يموتون نتيجة لاضرار التدخين اكثر من قتلى الحروب, أرفع صوتي هنا عاليا واهيب بكل الغيورين على مصلحة جيل قادم خال من هذا الوباء ان نفكر جميعا بكل الوسائل التي تجعل من هذه المشكلة قضية رأي عام عربي وتمريرها على كل المؤسسات الحقوقية التي تعني بالانسان, وعلى كل مجالس الشعب والبرلمانات العربية من اجل تسليط الضوء عليها ومعاقبة كل من يشترك او يساهم في نشر هذه الجريمة.



#فاتح_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيك تاك في اسرائيل
- فزاعة الشارع العربي
- نداء المصلحة الوطنية
- سفراء القضية الفلسطينية 2
- سفراء قضية فلسطين 2
- سفراء القضية الفلسطينية
- الرعب القادم


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتح الخطيب - جريمة الدراما العربية ,,,,,,, والعقاب