أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - الجدل فن الكذب....بعد سقراط ونيتشه















المزيد.....

الجدل فن الكذب....بعد سقراط ونيتشه


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 12:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1_ اليوم بمنظور الأمس
بعد مرحلة الطفولة, ينفصل السلوك عن الرغبة المباشرة والكلية ( الهلوسية والنرجسية).
خصوصا بعد تشكل الحاجات الجنسية مع أهوائها وإلحاحها الشديدين, ينفصل معها نمط وأساليب العيش_ المستقبلي بالأخص, عن الأخلاق بالعموم_ وعن ثنائية (الكذب_ الصدق) بوجه خاص.
بعبارة أخرى, ينفصل العيش بالفعل عن القيم الأخلاقية الانسانية, وينفصل بعدها عن القيم الاجتماعية والعائلية أيضا.....ومع مرور الزمن, وتعاقب الأجيال, تنعزل المنظومات الأخلاقية (بما فيها الأديان والعقائد والأعراف المشتركة) عن الحياة الخاصة والعامة معا. ثم تنحصر في عدد محدود من الطقوس والشعائر الموسمية_ أو اليومية بدون فروق تذكر, وبدون تأثير مباشر على الحياة الشخصية أو المشتركة والاجتماعية. ويتزايد جفاف العلاقات التي تربط الفرد بالعالم الموضوعي والاجتماعي, وبعالمه الداخلي أكثر.
بعدما تنفصل الأخلاق عن الحياة اليومية الفردية والمشتركة, وبالأخص بعدما تنفصل عن المؤسسة السياسية_ الدينية السائدة, تنفصل بشكل آلي عن الوعي والشعور...مثل السن بعد موت عصبه.
يتوقف الشعور بالألم, ومعه يتوقف الشعور بالحياة أكثر_ مع جفاف الروابط بشكل متزايد. ( العاطفية والجنسية أيضا).
يمثل القرن العشرين النموذج_ والعلامة الفارقة ( الشخصية الفصامية والمجتمع الفاشي), حيث تعممت الديماغوجيا والدوغمائية وازدواج المعايير بمختلف المستويات( الفردية والاجتماعية والدولية), مع نزعة التدمير المزدوج _الذاتي والمتبادل.
* * *
ثقافة الموت_ مصدر الارهاب ونزعة التدمير....من وما_ ينتجها!؟, وكيف؟!
السؤال المحوري الانساني المعاصر, المعرفي والأخلاقي...من ينتجها, ومن يروج لها, ومن يستهلكها, ومن يحمل أفكارها الضمنية واللاشعورية أيضا
حيث الخطر الجديد....والمتجدد؟!
....
وصف إريك فروم يونغ وسرفانتس بمحبي الموت, صراحة وبثقة يحسد عليها!
كان الخصم والحكم بنفس القضية....وتلك خصيصة الطغيان. وهو يتفق مع فرويد_ ومع الاتجاه العام للتحليل النفسي, بالفكرة الخطرة_ والخاطئة غالبا, بأن الماضي يحدد الحاضر ويتحكم به ( إهمال دور التوقع أو تنحيته_ التوقع المحرك الأساسي للسلوك بعد البلوغ والرشد).
وفي آخر كتبه " فن الاصغاء" وهو جوهرته الحقيقية وأدعو الجميع لقراءة الكتاب, يشرح بوضوح موقفه من فكرة الصدمة واللحظة الحاسمة....
بحسب قرائتي وفهمي ( للمعنى المتكامل في النص, والخبرة المراد إيصالها للقارئ), ينحاز فروم للماضي وإلى جهة الموت بشكل ضمني.
بالطبع هذا الرأي_ الموقف التفسيري, حواري وليس يقينا أو عقيدة... كما انه موقف نقدي من (حكم القيمة) الذي أطلقه فروم بسهولة على كثيرين...ومنهم فرويد وسوليفان وخصوصا خصمه الشهير ماركوزة.
وأكثر ما يلفت النظر_ موقفه المستلب من ماركس_ ماركس صاحب الخطأ الأكبر ( يعتبره الكثيرون جناية) على الفكر الاجتماعي_ السياسي المعاصر....باستبداله الحب والتعاون بالعنف والصراع, وذلك لم يكن من إختراع لينين أو ستالين او تروتسكي _ بل هو نتاج ماركس وانجلز المشترك.
* * *
بعدما تنفصل الأخلاق عن العيش اليومي_ وتنفصل عن الفكر والشعور, في البيت والعمل والمجتمع, تحدث وبشكل تدرجي ومتسارع عملية نفسية_ اجتماعية ( آلية ولا شعورية) لذيذة وممتعة وأكثر من ذلك...فهي تحقق الأمان أيضا: النكوص, والعودة إلى حياة القطيع الأولية ( عبادة التشابه وإنكار الاختلاف).
يسود التشابه ويختفي الاختلاف الحقيقي (الطبيعي), بعدما يكون الفكر قد انفصل عن الوعي أيضا....الفرد الفصامي والمجتمع الفاشي في النتيجة.
الفرد الفصامي: هو وجماعته الخير والصواب, والآخر_ون هم الجحيم والشر والكذب
والمجتمع الفاشي: نحن_ ضد_ هم والشعار المبتذل ( الموت ل....), وتظهر, وتتعمم الشخصية المشتركة التي وصفها إريك فروم خصوصا_ بشكل دقيق ( السادو_ مازوخية), مع شعورها المزدوج: شهوة السيطرة وشهوة الخضوع المتناوبة في مختلف الأحوال والظروف_ بالتزامن مع وجهها الآخر حلم التسيب الطفولي
* * *
2_ اليوم الذي يسبق الغد

القول بعبارة أخرى_ ينسب إلى سقراط, إضافة ل....أنا لا أعرف, وانت عليك أن تثبت صحة أفكارك وعدم تناقضها.
موت الله, ومسؤولية الانسان عن أفكاره وأفعاله ومشاعره_ موقف نيتشه المعروف.
الجدل الدائر منذ أكثر من الفي سنة, لم ينجح بعد في حل مشكلة إنسانية واحدة.
ولا يوجد أكثر من نيتشه, من اثار الجدل في العصور الحديثة....والنتيجة؟!
سقراط انتحر
نيتشه جن
والحوار السوري_ السوري يكاد يشعل الحرب العالمية الثالثة, بعدما أتى على الأخضر واليابس
* * *
من النرجسية إلى الموضوعية, ليست مجرد رحلة فرد أو رغبة.
منذ قرن_ سنة 1917 كان فرويد يكتب ويدعي أنه رجل سلام, كان يكذب بمهارة لاعب بوكر.
للتذكير فقط, بلغ فرويد ذروة (الصدق) أو عدم التناقض بين أقواله وأفعاله وكتابته بالتزامن, ولم يتجاوزه أحد إلى يومنا_ لي سالوحيد لكنه من القلة السعيدة.
الحل التجنبي الذي اختاره اينشتاين, او الفصامي الذي اختاره سارتر,أو الاستعلائي الذي اختاره بورخيس, أو الشعبوي الذي اختاره ماركيز, او الامتثال الاجتماعي_ الديني_ السياسي الذي اختاره يونغ مع كثيرين ....
....
1_ الحل الأول ( الأسهل والأدنى), وهو الأسوأ بالنتيجة_ الصراع واستخدام القوة المطلقة من البداية وبشكل وحيد.
2_ الحل التجنبي والانسحاب, أقل سوءا من الناحية الاجتماعية, لكنه من باب الصحة النفسية والعقلية ليس كذلك.
3_ فنون الجدل....القول بعبارة أخرى, والتفسير الدائري_ بالسبب أو بالنتيجة والغاية, والمراوغة والديبلوماسية والكذب الصريح وغيرها, لها ميزة تأجيل الحل السيئ أو النكوص إلى مزدوجة الصراع او الهرب, لكنها حالة غير متوازنة ومؤقتة بطبيعتها. وكثيرا ما تكون عابرة ولا واعية وربما لا يلحظها الفاعل او الشريك والخصم.
عملية إيجاد الحل الجيد والمتوازن, الذي يحقق مصلحة ورضا الطرفين_ الأطراف؟
ليست مسألة واقعية في حالات كثيرة, وتتزايد الصعوبة والتعقيد مع التطور الانساني المتكامل_ الفردي والاجتماعي...مع تزايد أهمية الوقت الشخصي.
الحل الذي يقوم على الاقناع والمنطق_ ويتضمن ما قبله_ هو الأمل والمثال
....
وصلت إلى الادعاء والتفاخر_ اعترف
ما ازال دون الايمان العقلاني (الانساني), ودون الصدق بالطبع...
أحاول أن أتعلم الاصغاء
أحاول أن اتعلم
أحاول
* * *
هل يزعجك الكذب وخرق القانون_ عندما يكون لمصلحتك
ويحقق رغبتك وحاجاتك المباشرة؟
....
شتم وتحقير النفس أو الخصم (الآخر)....جهل وتعصب
البطولة والجمال في جعل اليوم أفضل من الأمس



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الكذب والقيمة الانسانية المعرفية_ الأخلاقية
- 5 جدل التحليل النفسي مع اليسار والبوذية
- 4 جدل التحليل النفسي _ ثنائية الفكر والشعور
- 3جدل التحليل النفسي_ إريك فروم بين ماركس وفرويد
- 2 جدل التحليل النفسي_التنفيس,تفريغ المكبوت, الاسقاط....خبرة ...
- جدل التحليل النفسي الثلاثي_ فرويد بين آدلر ويونغ (1)
- معجزة الحب اسم على مسمى
- ليت الحب ظاهرة جنسية أو معرفية....
- الحب....؟ إرادة! معرفة! عاطفة! سلوك وأفعال....
- من يعرف لا يتكلم _ تأملات بلا أمل
- -بيتنا- ينفجر ومعه سوريا_ تأملات بلا أمل
- سامي ابن مريم يصير بوذا
- النرجسية_ محور الانحراف المعياري الانساني, النموذجي
- الجدل بين الثرثرة والحوار (dna_برنامج نديم قطيش نموذجا)
- الصداقة بين المرأة والرجل_ حلم يتحقق؟!.....ربما
- لماذا لا يعرف الانسان نفسه ؟! (3_3)
- لماذا لا يعرف الانسان نفسه ؟!!! (2_3)
- لماذا لا يعرف الانسان نفسه؟!!! (1_3)
- جدل أم حوار....من الاتجاه المعاكس إلى ساعة حرة_ هل تغير العق ...
- لماذا لا تكذب السوريات....


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - الجدل فن الكذب....بعد سقراط ونيتشه