أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - غرائب تحدث كلّ يوم














المزيد.....

غرائب تحدث كلّ يوم


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 22:39
المحور: كتابات ساخرة
    


تمهّل يا بنيّ في الحكم على البشر، وإن كنت لا تملك المال، والسلطان، وكان أبوك لا يملك. لا تتعب نفسك بالكلام. هناك من يقرأ ما بين سطورك، ويعرف أّنك لا تفيد حتى نفسك. ارحل الآن، وعندما تصبح غنّياً استأجر مطرباً يغني لمن همّشوك. اجمعهم إلى طاولة طعام فيها ما لذّ وطاب، وكلّما أنهى المطرب غناءه لأحدهم رشّ عليه المال، واطلب أن يغنّي لمن هو أقل منه سلطة، ومالاً وهكذا دواليك.
كان يا ما كان. شاعر يكتب أجمل الأشعار، يسهر الّليالي، وهو يحلم بالملّحن الذي سوف يشتري قصيدته، كي يشتري بثمنها خبزاً ، وخمراً. طرق باب الملّحن الشّهير، أخرج الملحن ورقة من جيبه. قرأها للشّاعر. قال له: كما ترى فأنا شاعر، ولبيب، وحبر من الأحبار. ذهب الشّاعر ومزّق أفكاره تحت ضوء الشّمس، وشمّر عن ساقيه، وأطلق رجليه للرّيح.
كان هناك ولد لم ينمُ عقله، ولا جسده. كان يرغب في الزّواج ،لم يكن يعلم أنّ الزّواج مسؤولية، تزوّجته بنت عالم وناس، عملت على تكبير مخّه مئة عام، وفي لحظة " فشّ مخه كما البالون. فقال لها: "الخيل والليل، والبيداء تعرفني" اعتقد أنّه هو من ألّف الشّعر، وأصبح يتضّخم فأتت ريشة عليه بينما يطير، فشّ كما دولاب السّيارة ، وبقيت بنت العالم والنّاس مكانها. الأمور عندها محسوبة.
كان في قديم الزّمان أحدهم يعمل في الثورات، والحكومات كبائع على حمار. لم يكسب الكثير. ذهب إلى الغرب. في كل يوم يبثّ لنفسه فيديو يلعن فيه المسلمين، وخلاله يلعن النّظام، يهدّد الثّوار بأنّهم كفار، ويمدح نفسه، وفي مرّة أراد أحد الموظفين في متجر الثورة أن يختبره، طلب منه ألف دولار، فامتنع عن الظهور لشهر كامل، وعندما عرفوا ضيق حاله نقصت ثوريته إلى العشر لا يكات على بثه لنفسه لايف، مع أنّه يحزّر " المشاهدين العشّرة" هل تعرفون أين أنا؟ أنا قرب البيت الأبيض. تصلني معلومات الآن أن ترامب قادم.
يقول لي: أنا غير متعصّب. أتحدّث بالواقع عن الإسلام. كانوا غزاة. لم أعترض، لا أرغب أن أدخل في نقاش عقيم. وضع مقالته" الصّحيحة" جداً أمامي. قال اقرئيها. اعتذرت، فلا وقت لديّ. أعتقد أنّ أجدادي وأجدادك كان دينهم " شريعة الغاب" شريعتي مثل شريعتك يا صديقي ورثتها عن أجدادي، كما ورثتها أنت عن أجدادك.
مررت على مزار " الإمام الصّالح" قلت له: أرشدني إلى وجه الإله. أتعبني هؤلاء.
أرغب أن أرى وجه ربيّ. سألني عن السّبب، فشرحت له الظاهر، والمطمور، وما بينهما. قال: إيّاك وحديث المشاغبين. كلّهم في النّار. وأنا أيها الصّالح؟
اجلبي لي كلّ أسبوع هذه الأخبار، وسوف أقتطع لك مكان زنزانة في الجنّة!
وهل في الجنّة زنازين؟ طبعاً، وأحياء، وقصور.
-أعرفك أيّها الصّالح, كيف تجسّدت بشراً. أشهد أن لا إله إلا الله. يحيي العظام وهي رميم.
-أنا لست رميماً . لازلت حيّاً أرزق. كلّما مشيت إلى قبري، وأرحت رأسي من القيل، والقال. يعيدونني إلى الحياة كي أكون وسيطاً بينهم وبين الله. ثم يتركونني جائعاً هنا، ويهتفون باسمي هناك.
انتهى حلمي الذي أمضيت نصف يومي، وأنا أعمل عليه، ففي مسيرة التّأمل التي لا تضر، ولا تنفع. كنت أتنفس كما علّمونا في الدروس المدفوعة الثمن التي درستها، ووعدونا أن نصبح أغنياء بعد أربعين يوماً من التّأمل، انتهت الدروس، وانتهى معها المال. كان حلماً رائعاً بالألوان. يمكنكم أن تضعوا له خاتمة أفضل.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الاقتراع للنّساء
- واقعة في الحبّ
- هذه الليلة لي
- إن أراد الله فناء قوم ابتلاهم بالإيمان
- تزوج بامرأة ثانية كي تدخل الجنّة!
- المرأة السّورية بين القانون، والعرف
- الاعتداء الجنسي المقنّع على الأطفال، والنّساء
- - طرقت باب الله، ولم يفتح لي-
- حضن الوطن، والأسد المريض
- نساء تناضل أمام الكاميرات
- في وداع الثّورة السّوريّة
- حنين إلى ذكرى
- ياعين لا تدمعي
- حكاية ليست للنّشر
- جيناتي
- يقال أنّ الشّام ياسمينة
- منامات
- ما أرخصك ياصديقي!
- دون تعميم
- وقت للبكاء


المزيد.....




- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - غرائب تحدث كلّ يوم