أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - نادية خلوف - - طرقت باب الله، ولم يفتح لي-














المزيد.....

- طرقت باب الله، ولم يفتح لي-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 22:10
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


سوف أبدأ بحكاية أمّ مهاجرة. قالت لي: لم أهرب من الحرب. هربت من زوجي إلى تركيا قبل أربعة أعوام ، عشت على المساعدات، كان لديّ بعض المال حوالي ألف دولار، تركت المكان بعد أن اعتدى أحدهم على ابنتي ذات العشر سنوات، كنت أنام في الشّارع في إزمير، وكان المهربون السوريون يجولون بيننا يعرضون علينا خدماتهم ، والمقابل المادي لها. شرحت للمهرّب قضيّتي كما أشرحها لقاض يجلس على قوس المحكمة. اعتقدت أنّ لديه رحمة. هكذا أفكّر أن الناس سذّج مثلي. بعد أيام عاد المهرّب، وقد جلب بيده طعاماً، وكأنّه فهم نقطة ضعفي. قال لي لا يناسب سيدة مثلك أن تنام في الشّارع. لدّي سكن مشترك للسوريين الرّاغبين بالهجرة. يمكنك أن تعيشي معهم. انتقلت معه، ورأيت أنّ حالهم لم يكن أفضل من حالي، ووضع النساء سيء للغاية. ثم أصبحنا نذهب أنا وهو لنجلب الخضار، وأصبحنا في حكم الزوج، والزوجة دون أن يعدني في الزواج، فهو أيضاً فقير يرغب أن يهرّب عدة عائلات كي يستطيع أن يخرج مجاناً لأوروبا. وعدني أن يهرّبني أنا وأولادي، ووفى بوعده. لا أعتبر نفسي زانيّة، ولست نادمة على ما فعلت ، فقد وصل أولادي إلى هنا بفضل هذا العمل الذي أقدمت عليه راضية. ماذا كان عليّ أن أفعل؟
عندما أموت، وأذهب إلى الله سوف أعاتبه، فقد طرقت بابه، ولم يفتح لي. نعم. طرقت باب الله ولم يفتح، وعشت الذّل والقلّ أنا وأولادي، بينما والدهم وزوجته يتنعّمون، يمرّون من أمام بيتي، ويقول لزوجته . ليست ابنتي. سوف تكون مثل أمّها. لست نادمة، فأولادي بخير، وأنا أعاني من الاكتئاب.
هذه القصّة روتها لي إحداهنّ وهي قصّة حقيقيّة كانت قد روتها كي تستشيرني في أمر ابنتها، وربما لم تكن ترغب أن تكبتها. أرادت أن تعرف ردّة فعلي.
لدى المرأة سلوكاً معادياُ للمجتمع هي وأطفالها، أعذرها، فما تحدّثت عنه من الفقر ، والإقصاء الاجتماعي ، والأبوّة الظّالمة، والأمومة المقموعة ، وقلة الماء، والطعام والدّواء، وهي تعرف أنّها تعادي المجتمع. بل تقولها علناً.، وعندما تتحدّث عن عدم العدالة والمساواة، والفقر تستحقّ أن تكون أستاذة في علم الاجتماع، ولم أخطئ الظّن ، فهي تحمل شهادة في الفلسفة، تقول : على مدى أعوام طويلة أقدّم على مسابقات التعليم، ولم يصادفني الحظّ.
تسألني المرأة إن كانت قد أخطأت، أقف حائرة لا أعرف بماذا سوف أجيب. هل أخطأت؟ أسأل نفسي. تنظر إليّ: فهمتُ عليكِ. تنظرين إليّ كامرأة خاطئة. لماذا؟
أردت مصدر دخل أنقذ به أطفالي، فلم أجد. دققت باب الله، فلم يردّ. لست نادمة. عندما أرى ابني الصّغير يذهب إلى الروضة مبتسماً. أشعر أنّ ما قمت به صحيح. هل لو كنت رجلاً سوف تنظرين لي بنفس المنظار؟
من يومها، وكلّما اختليت بنفسي. أسأل نفسي نفس السّؤال الذي سألتني إيّاه، فقد تلقّيت نفس التربيّة، لكن دون أن أتعرّض لنفس الموقف. أرغب أن أسألكم. كيف تحكمون على حالة امرأة أنقذت أولادها بمقابل بيع الجنس؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضن الوطن، والأسد المريض
- نساء تناضل أمام الكاميرات
- في وداع الثّورة السّوريّة
- حنين إلى ذكرى
- ياعين لا تدمعي
- حكاية ليست للنّشر
- جيناتي
- يقال أنّ الشّام ياسمينة
- منامات
- ما أرخصك ياصديقي!
- دون تعميم
- وقت للبكاء
- الله، الحبّ، والوطن
- أنتمي إلى الزّيزفون
- ترنيمة الميلاد
- وينطق الحجر
- إنّي!
- هل يمكن للسّوري أن ينهض ثانية
- موضوع إنشاء
- كلسون، وحبكة شعر


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - نادية خلوف - - طرقت باب الله، ولم يفتح لي-