أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ما أرخصك ياصديقي!














المزيد.....

ما أرخصك ياصديقي!


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5389 - 2017 / 1 / 1 - 19:28
المحور: الادب والفن
    


توضأت على نيّة الصلاة على روح الثّورة . كانت فكرة أيقظتني من سبات طويل. فكرة تبهج القلب، لكنّ قنّاصاً أودى بحياتها على حين غرّة ، رحلت إلى المستقبل لتحمل في طياتها بدء الفكرة واستمرارها.
سمى الجميع أولادهم ثورة، ذكوراً، وإناثاً ، بدأوا بمسيرات تسّول. كنت أيضاً في مسيرة البحث عن لا شيء، وهي حالة قريبة من التّسول، لكنّها لا تهدف إلى الرّبح.
أصدقائي الذين كانوا شباباً عندما ولدت أيضاً كانوا من بين الحضور. الجميع أبو ثورة، أو أخوها. كانت فرضى التّسول تشبه" فوضى الحواس" ولا بدّ من تنظيمها، وفعلاً لم يعودوا متسولين على باب الله. انتقلوا إلى الوقوف أمام الكوّات. أردت أن أقف أمام الكوّة التي فيها أقل عدد من الثّوار. لم يسمحوا لي. يريدون أن أعرّف نفسي بمهنة، أو شهادة بنك. اكتفيت بالفرجة.
على اليمين يقف صفّ المطربين. لم يكونوا يملكون موهبة فيما مضى، لكنّهم قالوا: نحن الثورة، والآن يستلمون الشيك من مصدر ما من الدّاعمين للثورة. انتقلت إلى فئة الإعلاميين. أعرفهم جميعاً. كانوا مطبّلين مهلّلين. كانوا جميعاً أمام الكوّة إلا أحدهم بقي يصرخ قبل أن يصل: أنا الإعلامي الشهير والثوري الكبير. كنت في بلدي أمير. ضحيت من أجلكم، واليوم أعيش ببعض الضّغط المادي. أنقذوني، وظفّوني، أخيراً استطاع الوصول.
كوّات على مدّ النظر، وأنا " مالي شغل" بثورتهم فقد كنت قبل قليل أصلي عليها صلاة الجنازة، لكنّني حزنت لأنّ تلك الصّفوف المتراصّة خلف الكوّات تتّهمني.
عدت في ذاكرتي للبدء. يوم كنت أصرخ:" سورية بدها حريّة" وقتلت، ثم أرغمتُ روحي على الحضور كباحث عن لا شيء. رأيت أمّي بائسة تتمتم: لماذا رحلت؟
يهينونني كل يوم. أبحث في القمامة عن الخبز.
انتهى الجميع من استلام الفاتورة، اختلطوا مع بعضهم البعض، شكّلوا لوحة رياضية باهرة تحت كلمة ثورة، لكنّ أمّي بقيت بعيدة، وبعض أصدقائي يخشون أن تطلب منهم صدقة، فيتجاهلونها. جلست على حافة الرصيف تنتظر، أتى أحد الثوريين القى القبض عليها كي لا تبدو الثورة بائسة. اقتربت روحي منه ترغب في الانتقام، لكنّ الرّوح نظيفة لا تنتقم، فقط قلت له : ما أرخصكم!
فجأة رأيت أنّني لست أنا . بل تلك الجدّة، ومن تجلس على الرّصيف ليست أمّي، بل هي حفيدتي بائعة الكبريت، وبينما كنت أصعد إلى السّماء أمسكت بيدي ،وعشنا معاً في السّماء حياة مليئة بالموت.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دون تعميم
- وقت للبكاء
- الله، الحبّ، والوطن
- أنتمي إلى الزّيزفون
- ترنيمة الميلاد
- وينطق الحجر
- إنّي!
- هل يمكن للسّوري أن ينهض ثانية
- موضوع إنشاء
- كلسون، وحبكة شعر
- من يقتل الأقباط؟
- أردت أن أكرّم نفسي
- كلام مشربك شوي
- لا أبالي
- من يحمي كرامة كبار السّن؟
- ساعة واحدة من أجل البكاء
- من أجل القضيّة
- عنّي وعنهم
- عودة إلى الحبّ
- تعالوا نعرّي الحبّ


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ما أرخصك ياصديقي!