أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عنّي وعنهم














المزيد.....

عنّي وعنهم


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


ينادونني خالة. لا يعرفون اسمي، ولا أرغب أن يعرفوه أخشى أن ينشروه في فوضى العتمة وأبقى نكرة دون تعريف. لو رحل اسمي وكنيتي إلى الليل لن يبقى منّي سوى روح ورداء لها، وكون روحي مولعة بالتّسول خارج جسدي فإن ذلك الرّداء الذي هو بيتها قد يغلق عليها الباب، وتبقى مسافرة بين السّماء والأرض تبحث عن مكان تهدأ فيه.
تنادني الأشباح وأستجيب. أخلع جسدي، أخرج إليهم بمنتهى الشّفافية. نبدأ الليل بسهرة نتحدّث بها عمّا مرّ بنا في الحياة.
ليلة أمس عزّ عليّ النّوم. كان أحدهم قربي يدندن لي بأغنية علّني أنعم بالهدوء، وعندما أخفق في محاولاته لحملي على الاستقرار. قال لي: اخلعي جسدك مادام هو العائق. نعم. سوف أخلعه. لكن أين أضعه فقد أضعت مفتاح غرفتي، أخشى أن يلبسه شبح غيري. خلعت جسدي ، كانت روحي متثاقلة، فبعد أن كنت أكتب أغاني ندب على الحبيب. رأيت أن الجميع أصبحوا شعراء ندب. مزّقت الصّحيفة التي تملك الحقيقة حول الحياة فأصحابها أثرياء، ولهم صلة وثيقة بالسّلطان. تركت ثوب روحي قرب الصحيفة الممزّقة.
بدأنا اجتماعنا قرب نافذتي. قدّمت لهم مسرحيّة من إخراجي وتمثيلي ، وكتابتي، فيها أغنيات من موسيقاي، وتأليفي ، وعلى الخشبة رقصت معي فصّفق لي العالم الافتراضي.
تقدّم أحدهم منّي: كفاك هراء! كوني شيئاً واحداً . ليس في الدنيا ولا الآخرة إنسان كامل شامل. بكيت من الألم. العنف اللفظي هو اعتداء أيضاً، وعندما أصرّيت على رأيي طلبوا منّي المغادرة. قالوا: تركنا الدنيا، وهمنا بأرواحنا كي نخلّص أنفسنا من أجسادنا الخاطئة. عندما تكونين روحاً تحدّثي بكلمات صادقة. جثوت عليّ، وضعت رأسي بين يديّ، قلت لهم:
آه من احبابي لو يعرفوا كيف الوجع بيكون
روحي بينكم غريبة وأنتم بغربتي ما تدرون
صرلكم عمر تحكوا حكي ، وعيوني كلّها بكي
بصدري تنوح غصّات ويصير العمر آهات
وأنتو رحتوا من الدني، نسيتو كيف الوجع بيكون
لم أكمل ندبي. عقد الأصدقاء اجتماعهم، وعيّنوني أميرة للنّدب، الأمور لم تمرّ بسلام كما توقّعوا. هل تذكرون الجريدة التي مزّقتها، ورميتها قرب جسدي. تلك الجريدة التي يكتب كتابها موضوعاً واحداً، وكان موضوعهم اليوم:" النّدب من أجل الوطن" خرج أحد أمواتها منها. اخترق صفوفنا، وفرّقنا. سرق ندبي وسّجله باسمه فاستحقّ جائزة الأموات وعدت أنا لجسدي قلقة من المستقبل. عندما أتوا إلي كي يعيدونني إلى الاجتماع. قلت لهم: آسفة سوف أبقى في جسدي مادام هناك كن يتعدّى على حقوق النّشر بين الموتى.
سمعتهم يعيدون تسجيل ما قلت عن نفسي من تكريم وتعظيم. مددت أصبعي من النّافذة: أوقفوا التّسجيل. هذا ليس صوتي قد يكون هو نفسه من سرق ندبي.
المستقبل ليس في صالحي فكما أنا في الدنيا سوف أكون في الآخرة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى الحبّ
- تعالوا نعرّي الحبّ
- المجد، والخلود للوطن
- ينتابني شعور مبهم
- يقال أنّه الحبّ
- العضّ على أصابع النّدم
- التّحكّم بمصير النّساء
- كلام عبثيّ خارج الحدود
- ألبوم الصّور
- ثقافة الزّيف، والنّفاق
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم
- هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
- تزوير التّاريخ في سوريّة
- مناضلات بفساتين سهرة حمراء


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عنّي وعنهم