أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عودة إلى الحبّ














المزيد.....

عودة إلى الحبّ


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


لم ينته العالم. لا زال لدّينا فرصة للحبّ.
يوم عدّتُ إلى نفسي أمسكتُ القلم بالمقلوب. تأخّرتُ في العودة.
الأمل الذي ملآ قلبي كاد يودي بي من شدّة الحنين، ففي الثّانية الواحدة كان قلبي يخفق ألف مرّة ، أمسكه كي لا يتدحرج إلى هوّة قاتلة في صحراء من الصّقيع.
غنّيت معهم:" سوريّة بدها حرّية". صوتي يصدح في السّاحة. تركته هناك حيث كان الشّبان يحملون الورود. عدّت أدراجي أرغب أن أجد نفسي، بدأتُ أبحث عنّي. بكيت كثيراً على مفرّق الطريق. عيناي تراقبان السّاحة، وقلبي يريد أن يكون لي.
الشّباب يموتون، والجمعيّات البعيدة تقف من أجل نصرتهم، فهذا شكّلَ تنسيقيّة، وذلك شكّل جمعية خيريّة، والبعض شكّل إمارات يديرها عن بعد. الكلّ يغتني، فأصحاب التنسيقيات البعيدة -التي عملتُ فيها كانت كذبة، كانت للنّهب، ومن أجل وضع الصّور على الفيس بوك. بعضهم غيّر سيارته، والبعض غير بيته، والكثير غيّر زوجته.
بدأت المؤتمرات تشّق عنان الكذب، والتّجمعات الفارغة المضمون، وحبّ الظّهور يملآ ساحات بعيدة عن سوريّة يلبس الأفراد فيها ثياباً اشتروها للتوّ للمناسبة، وكأنّهم في كرنفال، كما بدأ الرّجال يشعرون بقدسيتهم في بعض الأماكن فتخلّوا عن عوائلهم.
" مالي، ومال النّاس" سوف أعود إلى الحبّ.
لماذا الحبّ فقط؟
لأنّ المقدّسات تحاصرني من كلّ حدب وصوب، فإن قلت أن غيفارا له ابن غير شرعي لا يحبه ، أو قلت أنّني لا أستمع كثيراً إلى فيروز، أو أنّني لا أعرف الكثير عن ابن مدينتي محمد الماغوط، أو أنّ طائفتي لا تدعم سوى أصحاب المال والنّفوذ سواء كانوا من ضمنها، أو من خارجها يصبح قتلي حلالاً. على فكرّة: لا أحبّ القتل الشّرعي ، ولا الوطني.
عدّت إلى الحبّ. لم أعد أقرأ ما قاله" من نعظّمُهم" استمعت إلى صوت زوجة أنشتاين التي غدر بها، وإلى جسد زوجة نلسون مانديلا الأولى التي ضربها على سبيل المثال، وأصبحت أنقص من عظمة الأشخاص بعض الدّرجات. سقط بعضهم " في بيت الخلاء"
خسرت الكثير من مالي القليل ظنّاً منّي أنّني أدعم الحق، فإذ بي أساهم في لعبة الكذب. توّقفت قبل أن أمعن في الزّيف، وعدّت إلى الحبّ.
قبل أن أعود إلى ذاتي. طرقت الأبواب لمساعدة شخص عزيز، وما أسرع الرّد. تم الاعتذار بأقصى سرعة عن دعم أيّ محتاج، فالمحتاجون لا يأتون عن حاجة حقيقيّة. لديهم فرق داعمة بعضها يخصّ الزّعماء، وبعضها يخصّ الدّول، وأنا طلبت بصفتي الشّخصيّة ومرّرت اسم الشّخص والعنوان.
عدّت إلى الحبّ، لكنّني لا زلت أبكي مع الأمّهات، مع النّساء والرجال الذين يبكون.
ديني على دين حبيبي. لا يهم في الحبّ أمر الانتماء.
لا زال قلبي كما كان، لا زلت أحاول أن أحضر حفلاً موسيقيّاً برفقة حبيبي، أسند رأسي إلى كتفه، وينسدل شعري أسوداً بلون التّاريخ.
تسألون عن عمري!
لا أعرف عمري الحقيقي ،فقد ولدت أكثر من مرّة. مرّة قتلت على يد أبي، وأخرى على يد السّلطان. في محاكمة عادلة لي تبيّن أنّني خطر على هذا " الوطن" لذا أخاف أن أكرّر التّجربة، ولا أصرّح بعمري الحقيقي، يمكنكم تقديره بعمر عشتار .
أرغب أن أهمس لكم سرّاً: تفقدون الأشياء بهجتها، فكلّما قرأت لكاتب حصل على جائزة أسمعكم وأنتم تلهثون لمصافحته .أتحوّل عنه بعد أن أكون قد انغمست في بعض أدبه ، وكلّما مدحتم نظاماً عربيّاً بينما تتبعون الزّعيم الذي يبيّض أمواله فيه. أشعر بالفزع، أخشى أن تستطيعوا انتزاع طابع تلك الدّول، ففي بعضها وجدت فعلاً نوعاً من الأمان الاقتصادي. رأيت صوركم مع كلّ الزّعماء الأموات منهم والذين على قيد الحياة.
الاعتراف بالخطأ ليس فضيلة، فهل إذا اعترف السّياف أنّ شهوته للقتل كانت ربانيّة يكون قد مارس الفضيلة؟
أخطأتُ. نعم هو خطأ يتعلّق بعدم الاتّعاظ من تجارب الحياة، كرّرتها بسطحيّة . عليّ أن أعاقب نفسي على الخطأ ،لذا عدّت إلى الحبّ. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نعرّي الحبّ
- المجد، والخلود للوطن
- ينتابني شعور مبهم
- يقال أنّه الحبّ
- العضّ على أصابع النّدم
- التّحكّم بمصير النّساء
- كلام عبثيّ خارج الحدود
- ألبوم الصّور
- ثقافة الزّيف، والنّفاق
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم
- هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
- تزوير التّاريخ في سوريّة
- مناضلات بفساتين سهرة حمراء
- آثار هجرة العائلة السّورية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عودة إلى الحبّ