أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - آثار هجرة العائلة السّورية














المزيد.....

آثار هجرة العائلة السّورية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 16:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الكثير من العائلات السورية هاجرت إلى أوروبا عبر البحر والبلم، والكثير من تلك العائلات كانت تقتصر على النّساء والأطفال بينما الرّجل بقي على أساس أنّه سوف يعمل إلى أن ترسل له زوجته معاملة لمّ الشّمل. طبعاً بعض العوائل غرقت كما عائلة آلان المعروف والذي لم يبق من العائلة سوى والده، وبعض النّساء غرقن مع أطفالهن، وقضى الرّجل مرحلة العدّة وتزوج بأخرى، وبخاصة من المتعلّمين، أو ميسوري الحال.
أتى بعض الرّجال دون عائلاتهم ، وقاموا بإجراءات لمّ الشمل الذي يستغرق من سنة إلى سنتين ، هي مدة طويلة لا يستطيع الرّجل الصبر عليها فقد اعترف الشّرع بحاجاته لذا تدبّر أمره مع امرأة ما إلى أن تأتي عائلته، وبعضهم استمر بالعلاقة حتى بعد مجيء عائلته.
هذا هو الواقع موت ودمار وطلاق رسمي، وطلاق عاطفيّ.
من قصص الطّلاق التي لم تمرّ على المحاكم قصّتان معروفتان من قبل السّوريين، وآلاف القصص غيرها. الأولى تتعلّق بزوجين ذهبا إلى مصر بعد الثورة السّورية وهما في بدء زواجهما. ذهب الرّجل إلى ألمانيا عن طريق البحر، وغرق الكثيرين من المركب الذّي أقلّه، نجا بالصّدفة، وبعد وصوله بيوم واحد. أرسل إلى زوجته رسالة على الفايبر: أنت طالق.
القصة الثّانية هي قصّة رجل غنيّ في السّتين من عمره، وزوجته في الخمسين، لهما أربعة أولاد نصفهم متزوّج، ونصفهم رحل مع الأمّ إلى ألمانيا، بعد وصول الأمّ قال لها الزّوج: لا تقومي بإجراءات لم الشمل" شوفي حياتك"ودعيني " أشوف حياتي"
وهو الآن يشارك فتاة في العشرين من عمرها داخل سورية، وتسأل المرأة عن معنى تعبير " شوفي حياتك"
هناك نسبة من النّساء أيضاً فاجأت الزّوج بأنها لا ترغب بالاستمرار معه لكنّ أغلب النّساء قمن بإجراءات لم الشّمل لأزواجهن، وأبلغنه أن الموقف إنساني.
الحرب دمّرت القيّم، فقبل مئة عام كان الرّجل يعيش مع زوجته حتى نهاية العمر، وتعدّد الزوجات لم يكنّ عاماً، بل إنّ الرّجال يتفاخرون بطعام زوجاتهم، ويسامحونها على كل ما تفعل شرط أن لا تقوم بالخيانة، وهناك مثل شعبي يقول :" بس لا توصل للنّاموس"
لا ندري إن كان تأثير الثورة إيجابياً أم سلبياً، فقبل الثّورة لم تظهر كل تلك الفضائح، وهذا لا يعني أنّها لم تكن موجودة، لكنّ قيم العار الاجتماعي كانت تدفع المرأة إلى الصّمت كي لا يتشفى بها النّاس، والمقرّبين، وكان الزوج يعرف ذلك فيمارس إبداعه في التنكيل إلى أن تصبح المرأة مكتئبة تميل إلى الجنون، وقد حضرت طلاق امرأة أمام المحكمة اشترط عليها زوجها أن يكون الطفل له كي يطلّقها. سألها القاضي: هل صحيح أنّك تنازلت عن حقّك بالحضانة؟ أجابت :نعم، وإن كان يرغب بأيّ عضو من أعضائي سوف أعطيه إياه. اسأله إن كان يريد شعري. ليجلب مقصّاً يقصّه ويأخذه.
الحياة لا تستقيم دون ذكورة، وأنوثة، والأسرة لا تكون أسرة بدون أمّ وأب، لكنّ الكثير من الأزواج يبرّرون هروبهم من المسؤولية بسوء معشر المرأة، ويتباكون على أطفالهم بينما يبتسمون في سرّهم فالمسؤولية هي بالدّرجة الأولى تتعلّق بالأطفال.
لا يمكن أن توضع الحلول في العلاقات الزّوجية إلا عندما يصبح الذّكر رجلاً وإنساناً ، وينفتح على العلاقة الزّوجية بتفهمّ ودون إهمال أو ترصّد للخطأ، فمهما كان ذنب النساء كبيراً هو لا يعادل بالتأكيد تهرّب الذّكر من مسؤوليته، والمسؤولية ليست ماديّة فقط رغم أن الأمر المادي هام جداً.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رويدة -6-
- رويدة -5-
- رويدة-4-
- رويدة -3-
- رويدة-2-
- رويدة -1-
- وهمٌ حولَ الحبّ
- زهر اللّوز -20- النّهاية
- زهر اللّوز -19-
- زهر اللّوز -18-
- زهر اللّوز -17-
- زهر اللّوز -16-
- زهر اللّوز -15-
- زهر اللّوز -14-
- زهر اللّوز -13-
- زهر اللّوز -12-
- زهر اللّوز -11-
- زهر اللّوز -10-
- زهر اللّوز -9-
- زهر اللّوز -8-


المزيد.....




- صور/ أول امرأة تقود أوركسترا السيمفونية الوطنية في طهران
- ثوانٍ مرعبة.. خطأ قاتل لامرأة حاولت الفصل بين كلاب أمام أطفا ...
- الإقامة في سويسرا: امرأة من عائلة سويسرية في المهجر مهددة با ...
- فيديو جديد يُظهر لصًا يسرق لوحة بانكسي -الفتاة مع البالون- م ...
- جيفري إبستين: الملياردير الذي أسقطته تهم استغلال القاصرات وا ...
- ميغين كيلي مقدمة برامج سابقة تشكك في كون جيفري إبستين متحرشً ...
- المحامية رولا دايخ تطعن بقرار “توقيفها عن مزاولة المهنة لستة ...
- رغم الوعود والحماية.. لماذا تغلق ألمانيا أبوابها في وجه الأف ...
- تونس: تقرير يوثّق 149 اعتداءً ضد الصحافيات/ين و50 حالة خطرة ...
- تونس: تقرير يوثّق 149 اعتداءً ضد الصحفيات/ين و50 حالة خطرة


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - آثار هجرة العائلة السّورية