أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ألبوم الصّور














المزيد.....

ألبوم الصّور


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


طقوس فردية
تستيقظ أشجار الحديقة في السّادسة صباحاً ، تتنّفس، تستيقظ الطّيور.
الأشجار تتبادل الحديث حولي. أسمع تمتماتها، أضع موسيقا خفيفة ، أقدّم لها طعام الفطور، ترقص أغصانها.
أحضن داليتي المجنونة. أناقشها حول العدالة ، تنزل دموعها على كتفي، أعتذر منها، ثمّ أبادلها الكلام حول أوراقها الوارفة، تظهر الشّمس فجأة نبتسم جميعاً -أنا والأشجار-ويبدأ يوم العمل. أدور في دائرة فارغة، تنشغل الأشجار في ترتيب حياتها. أنا والأشجار في حوار دائم أحياناً تقنعني بالفرح، ومرّات أقنعها بالبكاء.
طقوس عائليّة
في كل يوم جمعة، وهو يوم العطلة أحاول أن أبتكر فرحاً . هو عبء عليّ. أحضّر له طوال أيّام الأسبوع كي يكون يوماً جميلاً لهم يسعدون به.
تصفّق لي شجرة، تهمس في أذني: تصنعين الفرح دون أن تكوني من ضمنه. لماذا لا تشاركينا ؟
-دعيني قليلاً أيّتها الشّجرة. عندما أنهي العمل سوف أبدأ الفرح. لدينا تقاليد. بعد قليل سوف نتناول الطّعام، ثمّ نسحب الصّور.
طقوس للفرح
الأماكن كلّها مخصًصة لالتقاط صور للذّكرى، لكن لا أحد يستطيع مقاومة نداء الوردة الجوريّة البيضاء، والحمراء. بينهما يتنافس الجمال على البقاء، نحتفظ به في ألبوم العائلة. كنّا سوف نعمل شجرة عائلة جديدة غير تلك التي تنتمي إلى الأولياء الصالحين، وبدأنا فعلاً بصنعها حيث نضع الاسم والكنيّة والتاريخ في ألبوم الصّور.
شجرة السّرو التي كانت ترتفع، ولصقنا عليها اسم عائلة لا تمتدّ جذورها إلى الماضي كانت حزينة: كنت أتمنى أن أكافئك على ما تقومين به كنوع من التشجيع، لكنّ الأمر ليس بيدي!
-شكراً لك. أشعر بالإحباط فعلاً. أحتاج إلى فريق داعم يشجعّني على الاستمرار، وفريق آخر يقدم لي المال كي أغيّر بعض الطقوس.
-لن تجدينه في هذه الدّيار.
-آسفة. سوف أغادر إلى غير رجعة. لا شيء يربطني في تلك الأمكنة إلا أنتم. سوف أحملكم معي في ألبوم الصّور، وسوف يأتي من يعتني بكم. هذه سنّة الكون.
طقوس الوداع
لا زال الشّباب يداعب الحلم. الشباب يبحث عن فرصة تعيد للأشجار كرامتها، ولا بدّ من المال، لا كرامة من دونه.
اطمئنوا أحبتي. سوف أعود لكم في زيارة، وألتقط معكم صوراً أخرى ثم أغادر. هذه المرّة سوف تكون تجربة فقط.
سوف أترك جميع الأشياء بما فيها ألبوم الصّور، وعندما أعود في زيارة سوف آخذه لن أغيب طويلاً.
طقوس الغياب
كأنّ ذاكرتي تمحى. أرغب أن أتذكّر الماضي، أدير ظهري له لا شيء فيه يُذكر.
في طريق الغياب نسيت من أكون. لم يكن لديّ ماض حنون. أبحث عن برّ للأمان. إنّني أقبع بعيداً عن أسوار الزمان.
أرحل من شاطئ بعيد إلى شاطئ أبعد، ولا تسعفني الأيّام.
الدرب كان بعيداً. تعرّيت فيه أكثر من مرّة رغماً عنّي. أجبروني على التّعري، رأيت نفسي تحت الأرض أزدري الأيام.
تذّكرت ألبوم الصور. كم عملت كي أحتفظ به!
طقوس البقاء
في غابة قريبة أسجّل ما تعلّمته على ألواح الهواء المنبعث من رائحة الثّلج، لا تسعفني الكلمات. كرّرت بضع كلمات في دهر من الوجع. أردت أن أحتفظ بكلماتي هنا، لا شيء يستحق. توقّفت عن الكلام .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الزّيف، والنّفاق
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم
- هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
- تزوير التّاريخ في سوريّة
- مناضلات بفساتين سهرة حمراء
- آثار هجرة العائلة السّورية
- رويدة -6-
- رويدة -5-
- رويدة-4-
- رويدة -3-
- رويدة-2-
- رويدة -1-
- وهمٌ حولَ الحبّ
- زهر اللّوز -20- النّهاية


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ألبوم الصّور