كلسون، وحبكة شعر

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 19:48
المحور: الادب والفن
    

دعيت إلى الاستماع إلى محاضرة عن حقوق المرأة، جلست إلى جانبي امرأة جميلة تبتسم طوال الوقت، وكان يجلس قربها رجل ببدّلة رسميّة وربطة عنق. قالت: هذا زوجي، وهو من سوف يلقي المحاضرة. سلّم عليّ. بدا أنّه محترم لولا نظراته التي اختلسها إلى ركبتيّ المكشوفتين. لم تدعني الشّابة الجميلة أسمع كلمة مما قال. قالت: بعد قليل سوف تخرج من بين الصّفوف فتاة اسمها ميمي. تقبّله، وتضع طوق ورد في عنقه.
تحمل صديقتي قصصاً شيّقة لا تتعلّق بموضوع المحاضرة. تابعت: عندما كنت حاملاً بابني البكر. كنت أخجل من الحمل، وأعتبر أنّني قمت بعمل لا أخلاقي، وفي الفترة الأخيرة لم أعد أذهب إلى أمّي، لكنّ البنات اليوم مختلفات. هذه الميمي التي سوف تقبّل زوجي تعرفه من غرفة النّوم. هي ذكية ليست مثلي. في مرّة وجدتُ كلسوناً على سريري. كان تحت اللحاف في أسفل السّرير مكتوب عليه بالأجنبي. لونه أحمر. سألت زوجي اقرأ لي ما هو مكتوب. ضحك، وقال : سمايل أيتها الذّكية .أي ابتسمي! أصبح عندك كلسوناً إضافياً. أحببت الكلسون، واعتبرته هديّة من الرّب، احتفظت به لي، وبعد فترة رأيت حبكة شعر فيها شعر أشقر مصبوغ ، وضعتها في شعري، وفي يوم من الأيّام أتت ميمي لتشرب فنجاناً من القهوة" معنا" قالت: من فضلك هذه الحبكة التي في رأسك لي، شمَطَتْها من شعري، ثمّ طلبت الكلسون. قلت لها :الكلسون لي، وشددنا شعر بعضنا البعض من أجل الكلسون أبو ضحكة. لم أفكر أنّ زوجي يخونني، لم أكن أعرف معنى الخيانة، لكن يبدو أنّه لا يخونني.
حضر زوجي مع زوج ميمي، ومعهما زجاجة خمر، وأنا أخدم عليهما، ويبدو أن زوج ميمي أفرط في الشّرب فطلب منّي قبلة أمام زوجي. نظرت إلى زوجي رأيته لا يمانع. اختبأت في الغرفة وقفلت عليّ الباب؟
قلت لها:
لماذا لا تتركيه؟
يقول لي أنّه أفضل رجل، وأنا أصدّقه، وأقول لنفسي" نحس اللي بتعرفه، ولا السّعد اللي بتتعرف عليه"
انتهت المحاضرة.
ألا تعرفين زوجي؟
لا. لا أعرفه.
لكنّه يقول أنّه معروف ولا يوجد من لا يعرفه.
عندما يعود ليرافقني سوف يقدم لك سيجارة، وبعدها يقول لك نكتة على سبيل التّحرش، ثم يستدرجك.
اطمئني. أنا لست ميمي، وليست كلّهن ميمي.
كانت المحاضرة الأخيرة التي حضرتها في حياتي، والتي لم أسمع منها ولا كلمة، ولم أتضايق من الوقت، فقد مرّ بسرعة.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل