أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - يقال أنّ الشّام ياسمينة














المزيد.....

يقال أنّ الشّام ياسمينة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


ماذا تعني لنا الأماكن؟ سؤال يستحق التّفكير فيه، والإجابة عليّه. كانت دمشق جزءاً من حياتي في المراهقة وأوّل الشباب. لم أعرف كلّ أماكنها، تمرّ بخاطري بعض معالمها التي أحببت. عدت إليها، لم أعرفها. تغيّرت الشّام.
تحدّثت عن دمشق في إحدى سهراتنا مع الجيران في منطقة بعيدة عنها في سورية. ابتسمت امرأة وقالت لي: أشتاق لرؤية تلك الأماكن التي تصفينها، لكنّني لا أعرف الشّام. اعتقدت أنّها المرأة الوحيدة التي لا تعرفها، وإذ بالكثير من النّساء، والرّجال لا يعرفون دمشق بل سمعوا بها فقط. بعضهم قال مرّرت بها عندما ذهبت إلى التّجنيد الإجباري.
عشت سبع سنوات في دمشق وكنت في أوج شبابي، كنت أستقي معلوماتي حول الشّام من الأشعار التي يقدمها لنا المحظوظون عندما نحتفل بعيد المرأة، وهم في الغالب من الرجال. كنت أحسدهم. كيف يعرفون عنها كلّ ذلك الجمال الذّي لم ألتق به.
أعود إلى حديث نساء في منطقة بعيدة من دمشق. قالت لي إحداهنّ: أحبّ بيتي أكثر شيء في العالم، ولم أسافر في حياتي إلا مرّة واحدة إلى منطقة قريبة، وعندما عدّت عصبت رأسي، لم أتعوّد على السّفر.
ليس أهل المناطق البعيدة لا يعرفون دمشق فقط. بل إنّ الكثير سكان دمشق لا يعرفون المناطق البعيدة، كنت في دمشق عند صديقتي، التقيت بزوجة ضابط ، تبادلنا الحديث، ثم سألتني: من أيّ منطقة أنت؟ قلت من القامشلي. قالت هل هي قرية في دير الزّور. قلت لها: تقريباً.
من كان يعرف القليل عن منطقة الجزيرة السّورية العليا . كان في أغلب الأحيان يشير بشكل مباشر، أو غير مباشر إلى سكانها بالمتخلّفين، كنت أستغرب، أحاول أن أشرح، ودون جدوى. يصادرون رأيّي، ولديهم أدّلة دامغة تجعلني لا أتعب نفسي في الحديث.
لم يكن إلا قلّة من السّوريين يملكون ثمن سياحة داخل سوريّة، ولا خارجها. لا يعرفون ماذا يوجد في المدن الأخرى. حتى في المناطق القريبة من البحر فإنّ بعض السّكان يذهبون للسّياحة ، والسّباحة في البحر، أغلبهم يأخذون زوادتهم معهم.
شكت لي إحدى النّساء التي كانت تعيش في ريف دمشق. قالت: الحياة شّاقة، رحلتنا إلى داخل المدينة هي رحلة عذاب حيث وسائل المواصلات تحتاج إلى الشّباب كي يركضوا خلف الباص، أو يتسلّقون بينما يمشي.
كان هذا قبل أكثر من عشر سنوات، وربما حظي بعضنا بشربة ماء عذبه من نبع الفيجة، أو حفل ما في أحد المصايف.
كان النّبع نعمة الحياة في الشّام، ولم يعد كذلك الآن. أصبح نقمة. كما أنّ الشّام التي عرفتها لم تعد كما كانت. ولا زال الإعلام يتحدّث عن الشّام، والياسمين . لا عن رائحة البارود فيها.
في الأماكن البعيدة، والتي كان يصفها البعض بالمتخلفة مع أن ثروته منها. لا شكّ أن هذا البعض لم يعاشر النّاس الطيبين، وقد وصل الأمر بأحدهم إلى أن يكتب عن أصل وفصل الرّئيس السّوري أنّه كردي، حسب ما يدّعي، بينما يعتقد بعض السّوريين أنّه لا ينتمي إلى دين أو قوميّة. هو إلهي مرسل لإصلاح العالم.
نشتاق إلى دمشق لأنّنا من سوريّة، نتمنى أن تكون مدينة للحبّ والسّلام، عندها سوف نزرع الياسمين.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منامات
- ما أرخصك ياصديقي!
- دون تعميم
- وقت للبكاء
- الله، الحبّ، والوطن
- أنتمي إلى الزّيزفون
- ترنيمة الميلاد
- وينطق الحجر
- إنّي!
- هل يمكن للسّوري أن ينهض ثانية
- موضوع إنشاء
- كلسون، وحبكة شعر
- من يقتل الأقباط؟
- أردت أن أكرّم نفسي
- كلام مشربك شوي
- لا أبالي
- من يحمي كرامة كبار السّن؟
- ساعة واحدة من أجل البكاء
- من أجل القضيّة
- عنّي وعنهم


المزيد.....




- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...
- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - يقال أنّ الشّام ياسمينة