أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - حالة اشتباه














المزيد.....

حالة اشتباه


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


حالة اشتباه

لا أحد يجبرك
على ممارسة العيش
بشخصية منكمشة
على ذاتها
وأنت منزو
مثل فعل- مشين
ومنغلق على ذاتك
مثل عمل مناف للحشمة
وتضرب بالأرض ~إعياء
على عكاز عمى مداهم
ولديك دائماً مشكلة عبثية
مع عدم الاكتراث
-
وأنت تعرف تماماً من أنك
لم ترتكت خطأ
يميل لشواذ
أو تصرف أحمق
ينحرف لأنحطاط
ولم يضبطك رجل أمن
تخرج عن السياق
ولا تجرأت على التحرش بالمحظور
ولم تمسس يدك
نار
مؤخرة أنثى
ولا طاوعتك قوتك الصغرى
لأن تطأ ثدي فاغر الفاه
ليخرج عن طوره
ويقفز من وكر انكماشه
بحمالة الثديين
لتجحظ ألحاظك
-
و كل شيء مخالف ~ غامض
ومحجوب عن الأنظار
يمر بك
ولا يهزك
يا ضريح قذف الريح
على سوء استخدام
دواعي وجودك
-
وأنت تنحرف عن ذيل الهدف
ولا تعطيه أدنى انتباه
و لا قليل من الاهتمام
-
ودون أن تدلك
إشارات المرور
على السبيل
لا تعرف من أنت
-
وأحيانا تشحذ قواك
وتجمع تلم بكل أطرافك
تحاول أن تثبت
أن لك كيان
وتتوقف باستحياء
في منتصف الدرب
تريد أن تطلب
من شخص مار في طريقك
لتطرح عليه هذا السؤال العبثي
الذي يؤرقك
هل تعرفني ؟
فينظر إليك شذراً
من فوق إلى تحت الصرة
ويقول لا -- لا أعرفك
ليش مين أنت
بلا صغرة
-
إذن أنت نكرة غير موصوفة
بحالة اشتباه
مهما برزت في محاولة ظهور
ومهما رقصت على أنامل
لفت النظر
لاتثير الانتباه
إلا مثل دوسة خف
تسحقها كل الخطوات اللامبالية
-
ولأنه ليس لديك الموهبة المناسبة
للظهور العلني
لتنافس بنات الليل
بالإغواء
وهي بشفتيها الملونتين
مثل فتحة فرج
محافظ على دماء بكارتة
وعلى عيون الإشهاد
ولسانها والذي يلوك بلعابها
قضيب سابق
أو لبان
ما يزال مذاقه تحت رضابها
كونها هي وحدها
العاهرة الأولى ~ والأخيرة دائماً
والتي وهبتنا
حدة تدفق الأنفاس
ومن فوهة أعلى فخذيها
نرتشف السعادة
ونخرج إلى الحياة
-
وأنت مجرد ظل ملقى
بلا اهتمام
لكآبة متوارية
وألف سبب لغفلة
مع هجمة ألف وحشة
-
وأنت تقرض الوحدة
قرض مزاعم
في المطارحة بغرام
الاحتيال على أطياف
كانت ممدودة
إلى لقاءات
لم تعد محتملة
فوق كل الأرائك الفارغة
إلا منك
-
وأنت تطوي أوقات
و تسابق زمن
لا يمكن اللحاق به
وتضغط هنيهات في
انتهاز فرص
غير سانحة دائماً
وعندك مشكلة عويصة
مع ضبط الوقت
والنفس معاً
-
وتعاني من صعوبة ممارسة
العيش المتواري
مع أشباح غائبة
وتستقبل خلان غادروا
إلى كل مكان غير أليف
وتودع أطياف
لا يتماثلوا للبقاء
-
وترى مكان الغوى فارغ
بالنفس
ولا أحد
يوزع البسمة ~
على أفواه الشغف
ولا ترى العشق
كما تحب وتهوى
-
وتجول بألحاظك
في كل أمكنة غيابك
ولا ترى وجودك
ماثلاً للعيان
ولا أحد يبحث عنك
-
والهجر بغمضة عين
يمحو كل نظرة شاردة
في عينيك
بطلة غائبة
لا تتجلى
-
وترى النديم من بعيد
يتملى
حضورك بالذهن
دون أن تتحسسه
وجهة نظر
-
أم أن كل النساء
ثبطوا عزيمتك
مع فحولة متراخية
لتشتم كل عابرات سبيل
نزوة
تأخرك
عن حفل هذا الوصال
المنعقد
على الأرصفة
وفي الساحات العامة
-
وأنت في نهاية المطاف
لست المجتبى
ولا أنت مؤهل
لأن تحجز المكان المناسب
على سدة العيش
والذي سبقك إليه كل الآخرين
وأنت ساه
وفي غفلة من أمرك
-
أم أنت شخص مختلف عن كل الناس
وتظهر للعلن
لا كما تريد وتهوى
وعلى انفراد
تضرب رأسك بحائط انسدادك
-
وتثرثر بأحاديث الغوى
مع فراق البين
وتعيد ترتيب الفراش
وتنسق طاولة الانتظار
في زاوية محددة
مع كرسي خال
يجلس منفرداً
قبالتك
ومن ثم تسترسل في حلم يقظة
ساهمة
ومهما أشعلت من بصيص ضوء
في وجدانك المطنب
ومهما حاولت أن تعود إلى نفسك
المحطمة المنزوية
لتجد نفسك بالمحصلة وحيداً
وفي مواجهة هذا المصير الأجرد
تحملق بالظلمة
وبأحلام ناضبة ليست قادرة
على قياس
بعدك من قربك
-
وتركت الأماني تستعرض
أزيائها الفاجرة
كما يحلو لها من انفلات
-
للأسف
كنت تنتظر عصفة
غير مناسبة لأن
ترفع أطراف ثوب الأنثى
المارة في دربك
لتغتسل بالانبهار
-
والتي كانت تتطلب منك
انتحال صفة رجل
مدجج بسلاح
جرأة مناسبة
لأن تخلع هذا الثوب
بفتوة ماثلة للعيان
ترضخ لها الساقين الأنثويتين
وتجزيك إحسان
مثل مد النظر
على روعة
ما يليق برجولتك
من افتتان
-
أم أن رفع المعنويات
حلم لا يتضح
كسدل جفن
على بريق لامع
فوق عيون مغرمة
لأنثى عابرة
تقف قبالتك
وعلى وشك
لكن
دون أن تنال وطرك

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كجثامين حية
- صحة توقعاتك
- غواية
- بعضاً من الشدو يصلح الحال
- ت-ع-ا-بير حرجة
- اعتدال
- وطن لا بديل عنه
- الأوضاع المهشمة للرأس
- وردة على الطريق
- خراب البيت العتيق
- ليال حالكة
- صرح شامخ
- شهادة على الشعر
- مفكرة مجند
- معترضة - أو بين قوسين
- حقيبة سفر
- الوطن للجميع
- الحرية
- وخشت
- مثل كل العصافير


المزيد.....




- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - حالة اشتباه