أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - صحة توقعاتك














المزيد.....

صحة توقعاتك


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


صحة توقعاتك

حين تحب
تجنح للإنفرد
إلى جذع شجرة
لتسمع الزقزقة قبل أن يفرد
العصفور شدوه
وتسبق منقاره
في نقر الأغصان
و تتنصت على حفلات الحفيف
وقبل أن تهز الأفنان
وتهف بأسماعك نداءات
تخفيف الوطء
وقبل أن تتكئ إلى جذع
و تفرد أضلعك على بساط
من السندس الأخضر
وكأنما الطبيعه تبسط كفها
وهي تتقرب منك
وكل شيء من أصابع خفية
تتوجه نحوك
وكأنك الشخص الوحيد الباقي
على قيد الحياة
في هذا المحيط الحيوي
ويصبح العالم ملك يديك
بعد أن تخطيت كل مسافات النأي
على طلة الأفاق المتناوبة
والاتساع يعرج نحوك
كسبل ممتدة إلى ما لا نهاية
-
وليصبح البشر جميعاً
الحيز المتبقي للأختناق
بلفظ الأنفاس
وأنت البدء بالانتشار
-
حياتكم الباقية
على شفا حفرة
و المائلة
على منحدر
وغير الثابتة على حافة
عيشكم المتسارع
إلى منزلق
نحو انهيال
إلى هاوية
دق أعناق متهافتة
وعن كل ما يغيب الصواب
كما في دوامة
كراهية
بعضنا بعضاً
-
وأنت من شدة الغوى
تطحن بذور الأخيلة
في طاحونة تخيلاتك
وبرحى متهاونة
من التفتت
-
وتترك الغواية
تستمتع بارتشاف نبيذ لذيذ
خمرته لفترة طويلة
في خوابي نفسك
-
وأنت تحاول أن تتبع
صحة جدوى
التقاط أنفاسك
باستحقاقك العيش
في هذه الحياة
-
ودون أن تضرب مواعيد
عما يدور بنفسك
كنت تنبت أطياف
خارج الظلال
تدخل في شق
كل باب موارب
ولتجد أنك تعيش بالخلاء
وبلا مأوى
منجرفاً إلى ما لا نهاية
كأبن آوى
تصطاد طرائد الوحشة
في غياهب الظن
وتضع الخلسة
وفي موضع
ترخيص عواطف
وتنقاد دون أن تدري
لنزع براقع الخواء
عن صحة توقعاتك
-
وتصفف النجوم
على طبق نظراتك
كحلوى نفيسة
لترى كل شيء مشتعل
والبدر مضيء
والنهار كانون ملتهب
وبين كل نبضة شغف
وغوى
تقع على أوهام
عشاق منجرفين
مع أطياف
فتيات أحلام
إلى ما لا نهاية
في تقلبات الشغف
-
وحين يعركك الغوى
تطوف حول شرفة
وتتابع أضواء نافذة
ولا تنسى موعد انصراف
وتسمع صرير أبواب
لم تفتح بعد
وترفع غلالة
تتبع ستارة
تبحث عن طيف يتوارى
وخيال تقبض عليه
بكلتا مقلتيك
-
وترى وجه من تهوى
في سحنات كل الإنوثة الطاغية
وصوتها يزقزق
على صدح كل العصافير
والحفيف يرقص طرباً
في ناظريك
وطلة ملاقاتها
سارحة على تعابير الفرح
وترى البشاشة شاهدة
وأنت تتقلى
بتنور الشغف
وتتحرق بلهيب الغوى الطازج
واللهفة يشتد ساعدها
في عضدك
والتكشيرة تعدو
على انفراج كل الأسارير
-
وحين تتزوج تنسى
المصابيح مضاءة
ومصاريع النوافذ مهملة
وتتعامى عن شق
درفة نافذة مواربة
والستائر غير مسدلة
وأنت خارج السياق
والوداع أقفل راجعاً
ودون تعليق
على نبأ عاجل
في محصلة
لا داع لوجودك

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غواية
- بعضاً من الشدو يصلح الحال
- ت-ع-ا-بير حرجة
- اعتدال
- وطن لا بديل عنه
- الأوضاع المهشمة للرأس
- وردة على الطريق
- خراب البيت العتيق
- ليال حالكة
- صرح شامخ
- شهادة على الشعر
- مفكرة مجند
- معترضة - أو بين قوسين
- حقيبة سفر
- الوطن للجميع
- الحرية
- وخشت
- مثل كل العصافير
- جواب مفحم
- العيش كما في مقبرة


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - صحة توقعاتك