أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - حقيبة سفر














المزيد.....

حقيبة سفر


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


حقيبة سفر

حزمت حياتي جيداً
وطويتها
في حقيبة سفر
وتنكبت ما يكفي من عتاد
مع وسائل إيضاح
وحقيبة إسعاف
من أجل تحمل مشاق
رحلة طويلة بالمجهول
-
وجمعت كل الأغراض الضرورية
نسقتها قدر الإمكان
وتخليت عن الكثير من المتع العالقة
مثل عاهرات الصدفة
وهن ينفضن الأسرة
عن كل وطء فائت
مع لقاءات حساسية مفرطة
مع فتيات خلف باب موارب
أو نظرات محمومة
كنت أتابع فيها
بنت الجيران
وهي تخيط ثوب ألحاظي
بأزياء إلقاء النظر
على كل شيء لذيذ
يسيل مع رضابها
لأرى النار تتقد في أطرافها
وأنا في كل لحظة شوق
أكاد أتلمسها
ولا أطولها
-
واحتفظت باليسير من الأحلام
بين طيات ذاكرة منهوبه
من قبل لصوص أسارير
و نشالين مشاعر
مع حرامية ليل داشر
كانوا يتوازعون سلب أحاسيسي
ويحتفلون بفضح أساريري
في حفلات ماجنة
وبكؤوس من نبيذ الغواية
وهي تدور برؤوسهم
كالثمالة المتهاوية
-
وتعرضت لقطاع طرق
ولعصابات تهميش
لسد السبل
بتهشيم وقفتي المحنية
في مرآة الحسن
وأنا منطو على نفسي
مثل نرسيس فاشل
-
وتنتابني القشعريرة
من رعدات العري المصطك
بين ضلوعي
كلما اجتاحتني
زوبعة إحساس
أو ارتعاشة
قيظ مشاعر
لأنفرك كسوط يداعب
جسد منكمش
من هول جولات الأرتجاف
بمغطس الأرتباك
-
وأنا إلقي بتمايل
انحرافاتي
مع ثني أعطافي
من الدحر
لثمالة الترنح
كورقة ذابلة
في مهب الريح
-
للأسف
تخليت عن مكنوناتي المرخية الشفة
لعابر طيف
وعشت على الطوى
كمشارف على الهلاك
كظل يتعثر
مع شكلي البائس
ويرسم للعدم أشباح سأم
و طلات عبث
و تكشيرات لا مبالاة
وتعنيفة لا اكتراث
مع امتناع بت عن ترويض
حشرة اللاانتباه
وهي تلج وكور الغفلة
غير آبهة من النفور
والذي كان يختلس الجفاء
من جيوب الامتعاض
-
وكنافخ بوق خيال
في ذهن متناس
لأي سبب محدد
لارتداد الطرف
-
وزورق العسرة يصطخب
كما لو أنه يصارع
أمواج الخضم
وذلك بالتخلي عن الدفة
---
مهلاً أيتها الأنياب المسلطة
على كل عمليات السلخ
عظامي الصلبة
تستعص على الجرم
-
عسى أن يأتي يوم مشمس
ليلهب حماسي
كجولة على أنفاس باهظة
غير قابلة للصرف
-
ومازلت
أو هكذا هييء لي
أنني على قيد الحياة
وأقف كحارس مقبرة
فوق دقائق منصرفة
وزمن فائت
-
لأتحرر من عقدة
تبدل الوجد المنحرف
الذي يدب الرعب
في قلبي
-
وأنا الذي كنت أذود عن كل انحرافات
سقطاتي الوشيكة
بصرف النظر
عن زفرات اللاانتباه التي تنتابني
كسيزيف مستلق
تحت صخرة اليأس
التي دحرته
-
ومن ثم اتلاشى
إلى قطع شتى
تسبب لي هذا التفكك
مما يترك غصات أليمة
مع حرج شديد
يطأطأ نفسي بيني
وبين نفسي
-
وأنا الذي ركبت
في قاطرات الأغتراب
وعلى سكك المنفى
وتجاوزت محطات عبور
لم أعيرها انتباهاً من قبل
-
وكنت قد وضعت نصب عيني
أبعاداً مستحيلة
وعبوراً لا يحط
في محطات سفر
وتركت جوانحي للريح
وعلى قوادمي
مكوثاً لا يستريح
وبعثرتني الأحداث كرماد منطفئ
في موقد حريق
فيه بقية من شواظ يلسعني
ليحفزني
-
وأدع أفكاري العدمية الفائدة
طيّ النسيان
وهي تطوي صفحة
ذبول العمر
على تكشيرة راضخة
لضياع الوقت
-
وأحنيت رأسي كعود يابس
يضرب على ظهر ~ شبح
محني الكاهل
لأزداد انكبابا على وجهي
-
وتركت بأسي
يتسربل يائساً
كنزق الريح
في جر أهوال
أحمالي
على الطريق

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن للجميع
- الحرية
- وخشت
- مثل كل العصافير
- جواب مفحم
- العيش كما في مقبرة
- لقاء بالمنفى
- حرب بالوكالة
- أثر زائل
- دون مناسبة تذكر
- أطيافي الخرقاء
- الفجر الناهض
- ارتكاب جنح تحريض على العيش
- مثلك لا يأبه
- برعم بظر
- جدول الوقت
- الشدو المطارد
- تعابير صادمة
- وطن من طعان
- هذه هي


المزيد.....




- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - حقيبة سفر