أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - وطن من طعان














المزيد.....

وطن من طعان


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


وطن من طعان

أيها الناس المتكلين
على العيش الآمن
بين رحاب وطن رصين
دون تصفيق حاد
بإطلاق الرصاص الحيّ
وبلا سطوة فوهة
بندقية قناص
مسددة على رؤوسنا
لتنظم توضع جثث القتلى على الدرب
كحوادث مؤسفة
ودون حراس أمن موقوتين
بين جنباتنا
ليعكروا المزاج الأهلي
-
وأنتم تتطلعون إلى الوطن
بمقل خف بصرها
من أعمدة الدخان
والتي خلفتها الحرائق
نتيجة سقوط قذيفة غادرة
فوق رؤوس شاهرة
طأطأتها للعلن
دون حياء
-
لأبناء جيل أضحى يتنقل
بين الحفر التي خلفتها القنابل
ويتقافز بين الأنقاض المنهالة
على عاتق وطن منكوب
طب على وجهه في
تخاذلكم
-
وأنتم تدبون بسنابك خيول
فات زمان خطفها لأفئدتكم
وبحوافر مخالفة للأمر الواقع
ليصطادكم قصف النيران المتواصل
كفرائس حتف مرتقبة
-
وأنتم تنفضون عن أنفسكم
أردية الخمول
وفي وقفات انشداه
لذهول يستعرض
بطولات ماضية
من أمام أنظار فلت أحداقها
من كثرة تطلعكم إلى عنان السماء
بحثاً عن شبح طائرة
لغارة تمزق أشلائكم
وبإصابات جديرة
بإقلاق راحتكم
-
وعيونكم الضريرة
تبحث عن شموخ أنفة
أو بالكاد ناضبة
في علو قدركم
تجعل من قطع الغيوم
وسادة لترنح أعطاف
اتزانكم المزعوم
على أرجوحة السهاد
-
والنجوم حلوى
حان قطافها
عند سقوط شهب
نيران صديقة
بين جنبات
نفض أبدانكم
-
وفي كل رحلة عذاب
مع روعكم الذاهب
إلى غير رجعة
التقاط أنفاس
كعصة القبر

مثل ديك الحتف
نرش له حبات القلوب
وهو يبتلع نبساتنا الخالية
في جوفه
-
أرجوكم أبعدوا أنظاركم
عن مساري
لأحسن التخبط
-
لبست ثوب حب الوطن
مليئاً بثقوب
آلاف الطلقات الغادرة
لأرتقه فداء
بخيوط دمي
-
وأنا الذي كنت أكشكشه
بطلق المحيا
لتضحك البسمات
بجروح متوارية من دم
بين الأفواه المصطكىة
-
وكنت أحتفل بلقائه
بالعض على الشفاه المرتجفة
عندما أخذت ظنوني
تطأطئ تحت سرادق
تشييع ضحايا
وأوهامي مآتم عزاء
ممتدة فوق
رحاب بلاد
ضاقت بالجثامين
الذين قضوا نحبهم
غيلة
كحتف عشوائي
وبالرصاصات الطائشة
-
لتفغر فاهها الحقيقة
عن الكثير من ضحايا
العجب العجاب
-
والحتف يحفر قبراً كبيراً
وعلى كل مساحة الوطن
ليواري به قتلاه
ويترك أشلاء أبنائه الممزقة
كقطع حلوى بشرية
قدت من فلذات قلوب
أمهات مكلومة
ما تزال جاثية تحتضن ثرى
أضرحة أولادها
بشفاه مختلجة
تحت سماء مغبشة
من سحق عبرات ناضبة
في حدقات عيونها
-
بعدما أضحت النجدة
تمد أيدي دعوات مفتوحة
لحفر قبور
ما تزال جثامينها مرتجفة
لقت حتفها غيلة
على الدرب الوطنية
-
والشعب أمة مصاب واحد
تتحشرج جاثية
ممدودة فوق الثرى
وهي تلفظ أنفاسها
وفي دفع ثمن ذل بخس
فوق المقابر
لجثث مجهولة الهوية
وضعت فوق رأس الضريح
حجر كبير
كنقطة علام
يشير إلى مصير شعب منبوذ
حتى بالمقابر الجماعية

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه هي
- مثل شامي
- اعتراف بالخطأ
- خفض جناح
- لا شيء يستحق الذكر
- التراشق بالنظر
- زفرات متناوبة
- زلة لسان
- رسالة حب
- علائم هزيمتي
- القبض العاري
- طيش
- عواطف مربكة
- الحلوى الخائنة
- تفاحة حواء من ثمر الجنة
- الإغواء المفرط
- مسرحية المهرجين
- مثل كل رعاة الأمل المنشود
- الفقر المدقع
- ما يعجز عنه الكلام


المزيد.....




- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - وطن من طعان