أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - كجثامين حية














المزيد.....

كجثامين حية


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


كجثامين حية

بالمنفى
هناك مصراع لباب
موصد ردفتيه
في عيوننا
لا يفضي إلى فساحة
ولا إلى انتشار
-
بالغربة الليل مثل النهار
وجهان لعملة سائدة
نصرفها باستهتار
على مرور الوقت
وكأننا نرجئ أوقاتنا الحية
إلى وقت قريب
أوبعيد
يرد لنا الروح
ويعيدنا للحياة
-
في الشتات
لا نعرف من باعنا
ولا من اشترانا
ولا من قبض أثماننا
-
و في مخيمات النزوح
قلوبنا تنبض
مع قصف الرعد
وجلدنا يرتجف
في قبضة زمهرير
يلسعنا
بأكف لا ترونها
والقر يضربنا على جلودنا
بسياط لم تختبروها
أولادنا جياع
باتوا على الطوى
يرتجفون من القر
مضى وقت طويل على تذوقهم
للحسة لبن مع كسرة خبز جافة
ومن سقط الأيدي
-
وكل انطوى على نفسه
كبساط عتيق
ككأس فارغة
ومن كل أنواع الشراب
حتى قطرة الماء
تضن علينا
-
أمراضنا عصية على كل دواء
وأوبئتنا ليس لها شفاء
-
هل تبادر إلى ذهنك
كيف ترتجف الأبدان
ومتى تكتك الشفاه
هل أخذتك قشعريرة
متواصلة
مع صكصكة الأسنان
وأطفالنا يقرعون السن
لاحاجة لأن تلامسهم
بل من بعيد
تسمع حدة الاصطكاك
ويتداعون
نحو الارتطام بالأرض
من وجع التقلب والمغص
والإنسداد
-
ويرتجفون هلعاً
أمام أعين
فت عضدنا
وتهتز أبدانهم النحيلة
وعلى وشك لفظ الأنفاس
-
وأن تخوض في غمار
ليس فيه خيار
وحيث لا داع لأن تستيقظ
والناس نيام
ومهما طقت روحك بالمنفى
وأنت ترعى قطعان النجوم
خوفاً من هجوم ذئاب الغيلة
ومن وجار الثقوب السوداء
على ماتبقي من شتاتك
الأفلة بالفلاة
وأنت تتحفز
من نشب أنياب الغيلة
والتي تخرجك عن طورك
وبعد أن تشتت الأسر الشامية
في كل أرجاء هذه الأرض
وصار أصغر فتى
ماركو بولو
والأب أبو بطوطة
والأم رائدة فضاء
وحياتنا معبأة في كبسوله
وعلى وشك الارتقاء
-
الأكوان تتهادى الأضواء الكاشفة
وتنهض من على أعشاشها
كأسراب هائلة
وكأنها تواجه الأبدية
باستهتار
إلى ما لا نهاية
مثل ما يحدث لنا بالضبط
وهكذا باتت الأبدية
تسحقنا في أعقاب
كل انفجار
وتلقي بنا كجثامين حية
في حفر موزعة في كل الأنحاء
-
وهناك نجوم بارعة
بالرقص
على أنغام لمعان متفاوت الحدة
لا تستطيع إطفاء حدتنا
من الاضمحلال
-
وقلوبنا تارة تنبض
تحاول عبثاً
أن تتعلق بقبس
يذوي في أعالي الفضاء
والعالم يلقي ألينا
بأطواق نجاة خلبية
لزوارق حياة
أيلة اللغرق
-
ونظراتنا تتابع شواظ
من شهب لاسعة
لتزيد من حرقة قلوبنا
-
و الغرباء عن مسقط رأسهم
يبحثون عن حريق
لم يولع بعد
ليأججوا نارهم أكثر
-
والضراوة خمدت في جلودهم
من كثرة ما لامست أطرافهم
من لهيب وضوار
-
لك كان يولع بصرنا
وتتأجج حرارة لهفتنا
للقياك
يا شام

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحة توقعاتك
- غواية
- بعضاً من الشدو يصلح الحال
- ت-ع-ا-بير حرجة
- اعتدال
- وطن لا بديل عنه
- الأوضاع المهشمة للرأس
- وردة على الطريق
- خراب البيت العتيق
- ليال حالكة
- صرح شامخ
- شهادة على الشعر
- مفكرة مجند
- معترضة - أو بين قوسين
- حقيبة سفر
- الوطن للجميع
- الحرية
- وخشت
- مثل كل العصافير
- جواب مفحم


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - كجثامين حية