|
قاطع طريق
كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 11:52
المحور:
الادب والفن
قاطع طريق أنا منتوج اضطرادي ومن محض الصدفة البحتة ... لسسسلع حديثة الطابع تحمل بندقية مسددة لصدر الآخر ومعدة للتراشق بالرصاصات الطائشة ولتوقع بالغدر من بيع وجدان وشراء ضمير تلهب الحماس متداولة بالسر ... في حروب نقص تروية ذمة محمول على عاتق أمة وضعت أوزارها في ظروف تحصيل لقمة كفاف صعبة المنال على مواطن مسكين ازدراه العيش - قاطع طريق قلوب بشرية قاسية وبدون صدر رحب واسع يتلقف ترنحه المنطرح على وجهه وعلى كل مفارق طرق الغربة الصعبة - وعندما تسلط عليّ أضواء الحقيقة حتى ينكشف أمري كلص رغيف .نفيس أو سارق لقمة - باقية من سقط الموائد ندت عن شبع مقرف - بعدما حاصروني ومن كل جانب ليضبطوني وأنا أنشل حفنة دقيق غير صالحة للعجن من قن الدجاج أو حوصلة طائر - وأتوارى عن الأنظار وأنا في حالة مذرية من السطو العفيف على سد رمق كفيف - أقطع السبل وأقفل السكة لا لم تعد الدروب سالكة كما تبدو في الحرب الأهلية - أرجع المارة على أعقابهم لينكفئ كل العابرين ومن حيث أتوا تحت وابل قصف متواصل وبكافة العيارات النارية التنكيلية وفوق مدن وحواري ركعت إلى الأرض . ساجدة حيث غبار الخراب يرقص حافياً على وقع أزيز الرصاص وينتفض ركام العفار بانفجارات عاتية تزلزل الكيان - والحال تزداد سوءاً حتى بت أعتقد جازماً أن هناك غاب عنيف كامن في حراجة موقف كل منا يشحذ هدير زمجرة حيواناته و يسن دبيب زواحفه ويحشد أزيز حشراته حتى تدب الرعب في أوصالي المفككة المرتجفة - بعدما تحولت الحمى الأهلية إلى حقد دفين تنصب كمائن متقنة من التنصل من المسؤولية لفرائسها الوطنية الغافلة و تحت جنح الظلام - ... مما يجعل مخاوفنا الكامنة تنتشر وتتراخى .. كخفض راية جناح لتظهر علائم رضوخنا ومن خلف شدة كبح جماح قيادنا كأشباح زاوية - وأقاسي من هوان التكلفة الباهظة لنزيف كرامتي كفرد غير مرحب فيه كساكن إلى جوار المجتمع المدني في مخيمات الشتات و كي لا أشارك في عروض التباهي ولا ليس لي طويل باع بفروض علو القيمة - وأتوارى خلف الأنظار من الطرد التعسفي خارج الفلاة الدولية بالغربة ومن العيش المجحف بحق أولادي وأحفادي في أقصى الشتات العالمي - وأتهم ظلماً وعدواناً .. بالإيقاع بوداعة الآخرين وبالتلميح على تقويض سلامة أمنهم في أوطانهم وعلى مواصلة قص سيرة بؤسي وشقائي على مجمل الرأي العام الحضاري - ولا أترك المجال لشاردة حرية أن تمر في خاطري دون أن يعتقلها عسس .. حرصي أو شرطة ظني لأجعل من مدلولاتها شكاً مبهماً ولأفتش بحواشيها عن وجوم هيئة أو تلبد سحنة لتكشيرة مبطنة تمتعض في وجهي - وحتى لا أترك ذلك الانطباع السيء الذكر الذي تخلفه الصلافة لتحرج الوداعة دون بشاشة بينة تفك أسر فكيّ من عقدة التكشيرة ولأجعل من تأفف الوهن شيئاً يذكر - وأنا الموضوع تحت الانظار الدونية لاكتشاف ..هوية سقطة الأنف ..ة خضعت لأقسى أنواع التجارب في مختبرات الترويع لتدريب فئران الأنابيب على قساوة طقس الوجدان المنحرف و على تحمل مرارة شظف العيش المذوب بزوابع العفار في مخيمات الشتات وعلى أطراف كل الحدود الدولية - وأنا مدين للظلام الدامس الذي ينسدل على وجهات نظري مما يبعث على نهوض هواجس أضغاث أحلام .. وعلى شكل مخاوف تثبت كتف مهج مفتتة و باصطكاك أسنان خيبات أمل تعجل بارتعاد مفاصلي في مواجهة حملات النفور العام من ازدياد عددي في عتاد حملات الخنوع وأساهم مجبراً على انتشار جوائح التضليل .. التي من غير الممكن كشف غورها إلا بالمعاملة بالمثل بعدما فاتهم أمر نصرتي وواسع صدري عندما حلواً ضيوفاً على شعبي وقاسمناهم نصف اللقمة وكل جرعة الماء من كأس أرواء الغليل وشهقات النسمة التي تنعش القلب - وأسارع بالمشاركة بتناول طبق العيش المقدد بملح الغبار و أشارك المعذبين أنينهم الخافت و بالإصابة بأوبئة .. قلب الصميم رأساً على عقب للتمرغ المقيت بجلد الذات - وأتحاشى قدر الإمكان.. كي لا أقع في فخ أي بصيص عودة إلى الصواب الأهلي حتى لا ينقلب بغته عليّ إلى سن سكاكين مجزرة عارضة وتحت وابل تنكيل موت محتم - ذلك لأن دمي النازف لم يهدر في مجزرة ولا لم يسفح على الأرض في سفك ولم تقطع شراييني في حرب إبادة طائفية ولم يفرغ قلبي من محتوياته في انفجار عبوة ناسفة ولا .. لم يذبح بسكين الغيلة في مسالخ الهلاك الوطني ولم يجتزوا رقبتي بعد قربانا للتنكيل - وظروف عملي محدودة في حقول شوك و شعاب تضاريس صعبة المراس بين عصفة رياح الهشيم لم تفلح ورودها في انتاج أي ذرفه عبير تذكر بالكاد تطرق برأسي - و لقد كانت بصيرتي الحمقاء جرداء .. دون شك - وأنا الذي سعيت إليكم في كل الأوقات وتناءت من حولكم كل الأنحاء ولم يصل إلى اعتقادكم أي قناعة رشد تذكر عن فقد الروع التعس الواقف طوال العصور المنصرمة .. بانتظاركم - بالكاد أجافيكم وأنا في كل وصل أسعى إ ليكم .. على أمل أن ألاقيكم يا أبناء جلدتي يا شعبي المفتت إلى جوار الأحداث المفرطة الحث كانفجار عبوة ناسفة والملقى بالشتات الأممي كطعنة بالصميم العربي والمرمي فوق مكب نفايات العدالة الدولية كوصمة عار للبشرية والمسجى في نعش الحضارة المعاصرة كإصابة مباشرة في صلب الضمير الإنساني كمال تاجا ـــــــــ 20 /2 /2014
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سكان الخرائب
-
قوس قزح
-
ضيق أنفاس ذات اليد
-
القديس المثالي
-
دهاء مواظب
-
لنشيد ظل
-
لم تنتظرني الغابة
-
أحراشي كثيفة للغاية
-
عبق الظل
-
نيل الوطر
-
وشاح حريري
-
الزهور الشاردة
-
تعالوا نتبادل معدات الود
-
ذات صباح
-
للفرج مفتاح ضائع
-
ساريةُ القِفار
-
بصيرةُ القطوفِ الدّانية
-
لص الخصوصية
-
نيران صديقة
-
التلمظ الحارق
المزيد.....
-
صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
-
كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
-
أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
-
السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي
...
-
فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
-
-تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط
...
-
-لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
-
فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون
...
-
لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
-
مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
المزيد.....
-
سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي
/ أبو الحسن سلام
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
المزيد.....
|