أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - القديس المثالي














المزيد.....

القديس المثالي


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


القديس المثالي

لا أريد أن أكون قديساً مثالياً
كمرقد نفيس ~
لانطوائية نرسيس
يرى حسنه الرائع
على صفحة ماء رقراق
ليزداد إعجاباً بنفسه
-
والواقع المتجرد
يعكس صورة خلويّ
إلى نفسي المنطوية
في صميمي
كنصل مقت قاتل
في سلبي أهميتي
*
ولا-- لا أستطيع أن أستولي على القلوب
كقداس وسواس خناس
يسكن في معابد رثة
قديمة العهد
ويسوق تقاليد بالية
لأوابد راسخة
بالوهم
وهو يتلقى عذاب القهر
من دبر المفاهيم العاقلة
-
ويشاهد الكوارث
تصب في قوالب
تراث قديم
لتهدأ ثائرتي واستكين
إلى قرب نهايتي
ودنو أجلي
-
وأترك الحياة ترعى هدبي
في عيش طارئ
مع قحط شديد
تجتاحه أوبئة فتاكة
كي أضل السبيل
-
والابتعاد عن الواقع
ينشد تراتيل غثة
ويرتدي ألحان جنائزية
في طقوس ترتدي أطوارها
في سجلات طيّ أزمنة منصرمة
كتراث خالد
يجرني من رقبة عقيدتي
إلى حتف
اعتناقي
*
لا.. و لم أروم أن أتنحى جانباً
كأيقونة مقدسة
أو كلغز محير
عصي على الحل
أو كإشارة استفهام ~ إفحام
لمخيلتنا الحالمة
*
ولا أريد أن أضمحل
كنبرة خافتة
في صرخة حق
-
أو كأصابع اتهام~ شكوى
ضلالة
وهي تنتشر كجائحة
أمراض نفسية
وبأوبئة أكاذيب ملفقة
على حياتنا المعرضة
لكل الترهات الكيدية
*
أريد خلاصاً مصدقاً
لما بين يدي
حسن ظني
من يقين واضح المعالم
وهو يقص السيرة الأولى
لما يذخر به باطني
من تفاؤل وشيك
*
أريد أن أذرف عبرة
نظرة أخرى
تتماها على رفة
كل جفن منقبض
كان على وشك الإجهاش
بالبكاء الذاتي
*
ولا لن أرضى أن أصبح
مثالاً يحتذى ~ كضريح
~ لشبح مستكين
أو كنهاية وشيكة
لما شبه لهم
من وليف
كان ساكن في ألحاظ
لم تروها
-
وأن أتردى عن شاهق
طعن صامت
يخلف جرح غائر
عن مضاجعة
فتيات أحلام
لم تراعي حرمات
انسجامي مع ذاتي
-
لولا الترهات المبلورة
كالكريستال
ليصدقها ظني
ولا نكتفي بطلائنا للمستحيل
بألوان براقة
حتى نغيب القصي
و نجبر المجهول على الفرار
من تطلعاتنا
-
ونبحث عن الصب العاجل
الذي لا نراه ولا
بالمضاجع
فوق أسرة غير موضبة
لفرح غامر
في قلوب المستضعفين
كي أتبرأ من ذنوب الخاطئين العتاة
في كل جولة اختبار ناصحة
على خطيئة مربكة
أو اندحار معنوي
أو بالقيام بالواجب القهري
*
و بعد تلقي الصفعة على الخد
و في رد الدين
من الكيل بصاعين
في قلع العين
*
لأقف على رأس سدة
المشهد العام
للبذاءة العنيفة
والطهر الحيادي
كفارس اللمحة العصية
التي قد تبدو
على أحصنة
وجهة النظر المحيرة
*
ولا يعنيني البتة
هذا الاستمرار بتلاوة
براءتي الكاذبة
وعلى عيون الإشهاد
في كل قداس احتفالي
كي أنفض عن بدني
غبار الوصمة المزعجة
ووحل الصرامة المقدسة
متحلياً بلطف ~
الرضى عن النفس
-
وبهراء الرد غير المناسب
على الوضع الحيادي
المحضر بحرص
على مخالفة المألوف
*
بل أريد أن أحصل على
أعلى دنس ممكن
كي أدخل عتبة التوبة
و من باب العفو الواسع
عند المغفرة
*
وبأن أظل بريئاً ومتعففاً
وأن تكون ثيابي
أطهر نقاء
من كل أدعياء النظافة المثلى
الملوثة طهارتهم بنجس
الخبث الداخلي
*
وأن يكون لساني الطليق
ينأى عن اللغو السخيف
و يمتنع عن الرد السليط اللسان
و بشتائم منتهى التعالي
على الناس المستضعفين
*
وعند ممارسة العيش المذري
بين جنوح كفاف باهظ
تكلفة الثمن
لسلب إنسانية
البشر النفيس
من الشعور بنقمة
تحصيل لقمة العيش
من القفر المهلك
*
و بالتردي فوق أيكات
ترف مغالي
لصدق لا يبالي
بمصداقيتنا الملفقة
على غباؤنا المنفلت
*
و أترفع عن التلوث البغيض
برزاز بصاق اللعنة
على التهمة الباطلة
واللاصقة
بإنسانيتنا الذبيحة
*
و أنهمك كمعصرة حزن
من ذرف دموع الندم
في قداس الخيبة
للرد كغصة بالحلق
على نباح الكلاب الشاردة
للناجين من علل الكارثة
وأوبئة سوء المصير
-
ولأكون أنا الناجي المثالي
منذ القدم
كمدعشر بالقعطلين تحشرمت شرامتاه
فخر كالخربعصلي
أو أتابع المسير
جحيشاً لا أعروري ركوب المهالك

كمال تاجا ــــــــــ 25/7/2013



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دهاء مواظب
- لنشيد ظل
- لم تنتظرني الغابة
- أحراشي كثيفة للغاية
- عبق الظل
- نيل الوطر
- وشاح حريري
- الزهور الشاردة
- تعالوا نتبادل معدات الود
- ذات صباح
- للفرج مفتاح ضائع
- ساريةُ القِفار
- بصيرةُ القطوفِ الدّانية
- لص الخصوصية
- نيران صديقة
- التلمظ الحارق
- صدمة المعاصرة
- العاطفة المستدامة
- نشر قصائد شعر
- ابن زقااق الشمس


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - القديس المثالي