أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - الزهور الشاردة














المزيد.....

الزهور الشاردة


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 11:24
المحور: الادب والفن
    


الزهور الشاردة

الزهور الشاردة
تسرح في فلاة البرية
كما يحلو لها من طواف
مما يمس الشغاف
كسينفونية إطراء
-
والأجواء الخالية
تعاني من هلع
سقطة الرمش
على العسرة
-
والانفراج الودي يسرح
وفي عزف غير منضبط
مع دقات قلوبنا
على قيثارة خلجاتنا
ليشفي صدورنا من الغل
القابض على شدة نفورنا
-
والمراح المستلقي على أهداب
غياهب ترنمنا
واللحن الشجي
الصادح من بعيد
يعيد لنا اتزاننا
عند السقوط صرعى
في معارك الثبات
ومما يساعد على رتق
جموح جوارحنا
من عبء تقاعسنا
-
والكل يشارك في حملات
رمي مدفعية
أشواق ثائرة
و بنصال جارحة
لعواطفنا المتورمة
-
والغوغاء شاردة أفق الضجيج
وهي تقوم بالتدقيق
بفضاء لا اكتراثنا
-
والنشوة المضللة
تطلق زغاريد مرح مدويّة
من صدح أريج
على قرع لذيذ لأحاسيس
تهتز مشاعرنا لها طرباً
-
و الغوى الصريح يغنّي
والشغف يترنم
والعصفور يزقزق
والطيور تعزف معزوفة هديل
والحساسين تقوم بترديد
أناشيد~ مطولة
من الصدح العظيم
-
والطبيعة تنشرالبهجة
على جناح العبير المنتشر
وتصدح حناجرها المشغوفة
بإطراء لهفتنا
ومن عبق رنان
تهتز له نوازعنا
وترقص له أوداجنا طرباً
على كل لفتات الصحو والانشراح
*
والنسيم العابر يشق طريقه بحزم
بما حمل من نتح ..
شذى حر
وأريج موافق
وعبير طريح
فراش تمتعنا بمنتهى السعادة
-
و الكل يسرح مع هرولة الشذى
في براري أفئدتنا
مما يساعد على إطلاق سراح
أنظارنا المهرولة
لتبل النشوة ريقها
في أسفار هوانا
*
أم أنه لا أحد يجرؤ
على وصف الحالة الشاذة الراهنة
لشدة خنوعنا
و ليس هناك من يدري
بتردي أوضاعنا
*
ولا تعقيب على معاناتنا المسحوقة
والمغلوبة على أمرها
والتي لم تحرز أي نصر
في نزاعاتنا الماضية
والتي لم تفض ~ البتة أبداً
لأي حسم يذكر
*
ولا في ردع أي أوبة مذعنة
وردها على أعقابها
لصلح وشيك
مع أنفسنا
أو وئام مظفر
مع الغير
*
وما من سبيل للبحث عن تجبير
عظم عضد
لشأفة مكسورة
في معارك سابقة
مع بطولة شأن
أو قوة شكيمة
لنضحي بصلابتنا
-
وفي كل حالة خسارة مجحفة
بحق سوء تصدينا
ننكفئ على وجوهنا
-
لنرى أسفنا متوارياً
على صفحة مرآة انكساراتنا
وطلتنا غائبة
وهيآتنا مهلهلة
في وقفة خجولة
مع طيف عدو خفي
و شبح ند لا يذكر
*
ونحن ما نزال نجر أذيال الخيبة
باختيال
يفوق الخيال
على حلبة الحقيقة
وكأننا المنتصرون حتماً و دائماً
في المعركة المقبلة
القادمة لا ريب
*
والصراع دائر
سدى
وعلى طول المدى
*
ولذلك نحن نعد العدة منذ الآن
للاحتفال بنصرنا المؤزر المؤجل
والذي سنحققه يوماً ما
على مجهول يهزأ منا
لنطرح الغامض المتنحي
خلف إغماضة عيوننا
دون أن نعرف من هو خصمنا
ولا كيف تم دحرنا
ولا أين قضى نحبه
هلاكنا
*
وعند كل هزة لذة
أو بادرة ارتعاش
يزداد انصياعنا
لطاعة القوة المفرطة
الجاهزة لدحرنا
*
وفي كل مواجهة
مع المجهول
نرتد على أعقابنا
*
و دون أن نتلقى الضربة القاضية
نقع ونطب على وجوهنا
ونخور تلقائياً
بلا عزيمة مسانده
أو عون واصل
*
ولذلك نحن نركن دائما جانبا
كمتقاعسين
عن النجاة بأنفسنا
كما لو أنه أسقط من أيدينا
طالما لا ترجى منا فائدة تذكر
على هامش أداء الواجب
ونفقد هيبتنا
كشذاذ أفاق أسطوريين
*
ونتجنب الخوض
في صراع دائر سدى
على طول المدى
-
وليس لدينا المقدرة
على التقاط أنفاس فزعنا
من على هبوب أنسام الحيوية
المطاردة جحافل تقاعسنا
*
ونتحفز لخوض غمار
معاركنا المزعومة
دون انقضاض يرجى
للحاق بوثبة
خطوة القفز الحاسمة
لنيل الأرب
*
ولا نتملى بطولات ملاحمنا
ولا نحفل بالنصر المعنوي
الساكن خلدنا البتة أبداً
*
لكننا نحتفل
كالخارجين عن الطور
بطرائف عبطنا
ونتفاخر بقهقهات غباؤنا
وننفجر ضاحكين
وفي كل محاولة يائسة
لفقدنا إملنا
*
ونلقي بأيدينا
بعدما فت من عضدنا
مستسلمين لنتيجة
الهزيمة
وما باليد حيلة ..
أو رد فعل
ولا وسيلة .. أخذ بالاهتمام
ونخور كالحمقى
فوق حلبات الخسارة
ونكاد نلفظ أنفاسنا
دون مقاومة تذكر
-
وندب على وجومنا
في مطب هاوية
تخاذل وشيك
في تخبطنا
ولا نكترث
بأخطاء عثراتنا
ولا بتلكؤ تصدينا
*
ونسقط صرعى
على الطرق الوعرة
في حوادث السرعة القصوى
الزائدة عن الحد
وكأنما لطمه جائرة
ركلت على قفانا

كمال تاجا




#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نتبادل معدات الود
- ذات صباح
- للفرج مفتاح ضائع
- ساريةُ القِفار
- بصيرةُ القطوفِ الدّانية
- لص الخصوصية
- نيران صديقة
- التلمظ الحارق
- صدمة المعاصرة
- العاطفة المستدامة
- نشر قصائد شعر
- ابن زقااق الشمس
- قصائد شعر


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - الزهور الشاردة