أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1














المزيد.....

هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 04:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟


الظلم ظاهرة رافقت أولى خطوات الإنسان الوجودية حيث تحكي لنا الرواية التاريخية الديني كيف أن أولاد قابيل كانوا أول ضحية للظلم في الحياة، والظلم في المعنى الدلالي هو وضع الشيء في غير موضعه أما تعمدا أو إهمالا، بمعنى ألا نجعل من الشيء قائم بوظيفته الطبيعية جبرا عليه، والظلم أيضا تغيير جوهري في ميزان العلاقة الطبيعية وهو من جذر كلمة ظلم يظلم فهو ظالم أي متعد بفعله على غيره فجره من منزلة ما هو حق طبيعي إلى ما دون ذلك، والظلم كما قيل ظلمات بمعنى حجب النور الكاشف عن موقع العدوان، فكل ظالم هو معتد على ما هو ليس أهلا له.
والظلم نوعان ظلم ذاتي بحق النفس وهو مذموم طبعا لأن الظالم هنا يجبر النفس المرهونة بشخصه أن تفعل ما هو غير لائق بها من ناحية الانصياع لشرورها أو عدم كبح جماح تطرفها، فهو ظلم محدود ولكن تراكمه وأنتشاره بين بني البشر يولد ثقافة عامة سلوكية لا ترقب في الإنسان متحكمات الضمير ولا قوة وتوازن العقل، فتحول الإنسان إلى حيوان أناني مفترس لا يمكنه السيطرة على إنفعالاته النفسية ولا يمنح عقله درجة من القوة لضبط علاقته مع الخارج، وظلم الأخر وهو الظلم الأكبر والذي لا يمكن أن يظهر أجتماعيا إلا من خلال تضخم وسيطرة الظلم الأول على تفكير وتعقل الإنسان، وهنا تصبح ظاهرة الظلم من مجرد تعد ذاتي محدود على القيم الذاتية بفعل إنكسار النفس وتجبرها إلى معول يهدم المجتمع والأخلاق والدين واحد من المتضررين به، لذا قيل من ظلم إنسان من أخية إلا أن يكون الظالم ظالما لنفسه أولا.
الواجب المنطقي والعقلائي والطبيعي أن الإنسان عليه أن يرفض الظلم من حيث المبدأ سواء وقع عليه أو على غيره، والأصل أن الظالم الذاتي يجب أن ينبه ويعنف على ظلمه لنفسه فإن تمادى في ظلمه وغيه وجب على المجتمع التدخل لمنعه من الإضرار والتضرر من هذه السلوكيات، وهذا لا يعني الحد من الحرية الشخصية أو التعدي عليها في شكل ما أو تحجيم لحدود حق الإنسان في أن يختار ما يناسبه من سلوك فردي، له فقد يكون الظالم بؤرة خراب أجتماعي والتدخل هنا لمصلحة الفرد والمجتمع معا، كما لا يمكن أيضا القبول بواقع الظلم ونتائجه سواء من النفس أو من الغير، الواجب العقلي والمنطقي والأخلاقي أن لا يقبل الإنسان السوي أن يكون مظلوما أو أن يهادن الظالم، وإن قبل أو أستجاب لظلم الأخر هذا مؤشر على خلل في طبيعية ومنطقية الإنسان كونه مجبول على الأستواء وعدم القبول بالتعدي على حقه.
القبول بمسمى المظلوم لا يتحقق إلا بشرطين موضوعيين أولهما أن هناك فعل تعدي أخرج الميزان الطبيعي بين حالتين من مداره المعتاد بأستخدام قوة الأول ضد الثاني، وثانيا عجز المظلوم عن رد الظالم من التمادي في غيه لضعف أو أستسلام أو قبول منه يحقق نتيجة وهدفية الخلل من التوازن، لذا فمثلا الصراع بين طرفين على تحقيق نتيجة بإرادتهما وإن تسبب بصرع أو إلحاق أذى بالطرف الأخر لا يعد من باب الظلم طالما أنه أختيار حر وليس إجبارا مقابل عدم رغبة في خوض الصراع أو النزال مهما كانت النتائج مؤلمة، فلا مظلوم بحرب يخوضها طرفين وهما مصممين على الرغبة في الأنتصار والأمثلة الكثيرة تقاس عليه.
نرجع إلى قضية تاريخية أرتبطت عاطفيا عند الكثير من الناس بمفهوم الظلم والظالم والمظلومية، وهي قضية الإمام الحسين بن علي ع وثورته ضد عوامل الإنحراف السلطوي والأجتماعي والعقيدي بين الناس وتفشي الظلم الجماعي ضد المسلمين، سواء أكان هذا الظلم فرديا أو جماعيا يمارس ضد النفس وضد الأخر، فهل كان الحسين في هذه القضية مظلوما حقيقة كما هو موجود في الأدب التاريخي الشعبي والكهنوتي عند الغالبية الشيعية، أم أن القضية برمتها كانت أصلا مقاومة منطقية وعقلية حرة وأختيارية لمنهج الظلم والظالمين، الدراسة التاريخية والواقعية لمجريات الحدث تظهر لنا أن التصدي الشجاع والقوي وضمن محددات الواجب الإنساني والأخلاقي والديني للحسين كان فعلا بطوليا لم يتحقق فيه شرطي المظلومية، فالحسين لم يخضع لشرط الظالم بمنازلة إجبارية لا خيار فيها إلا الرضوخ للظلم أو الموت، ولم يكن أيضا غير قادر على دفع ظلمه بجرأة وإرادة قوية تمثل منتهى الإيمان بالحق والواجب والضرورة الحتمية، بل نازله منازلة الحر المؤمن بقدرته وحقه وواجبه الطبيعي برغم قلة العدد والناصر وتوقع النهاية بصورتها التراجيدية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت والصدى وأنحياز المشاعر.
- نحن والحسين الرمز والقضية. إستيعاب أم أستلاب
- موعد مجهول على أبواب مغلقة
- الدين ومستقبل البشرية.ح 1
- الدين ومستقبل البشرية.ح 2
- مزادات فكرية
- شوكولاتة بطعم النفط.
- مشاكل التأقلم مع الهوية الفردية والجمعية في الفكر الديني
- حديث سري جدا مع قطرات الندى
- أعترافات ملحد
- لماذا نتخوف من الغد
- متى تنتهي جدلية الدين والدنيا
- على نية الرحيل أحمل همي
- العراق وخيار السلام
- هل نحتاج اليوم الى عمل جبهوي نخبوي في القيادة والتخطيط لرسم ...
- هيت لك ....... كلمات على وزن الشعر
- المدرسة العقلانية التجريبية ودورها في كشف ماهية المعرفة
- رحيل شاعر البلاط ...... من مأتم الشعر
- توظيف علاقة القيمة الدينية في الأقتصاد المجتمعي.
- تداعيات الانهيار ومرحلة ما بعد السقوط


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1