أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتخوف من الغد














المزيد.....

لماذا نتخوف من الغد


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 16:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا نتخوف من الغد


سؤال كثيرا ما يتداول بين أروقة المهتمين بالدراسات الأجتماعية والنفسية حينما يكون القلق هي الظاهرة الأكثر أنتشارا بين الناس، خاصة مع ترافق ظاهرة القلق مع ضبابية في الوضع الإنساني والسياسي المحيط، منذ أن بدأ الإنسان حياته الوجودية على هذا الكوكب كان القلق من أبرز الإحساسات اليومية والتفصيلية التي تثيره وتستثير فيه الحاجة للمعرفة، القلق من الأخر من الطبيعة ومن المجهول القادم باسم الغد هي أبرز معالم معاناته، وأبرز أشكال خوفه من المفاجأة أو اللا متوقع، حينما يفقد القدرة على الأختيار فيلجأ لحلول ما فوق الواقعية ليعالج قضايا واقعية طبيعية لا بد لها من فهم وتفسير وتبرير عقلاني أولا.
الظاهرة أساسها عدم القدرة على متابعة ما يدور ورسم خطوط تربط بين الأسباب والعلل، خطوط التواصل بين المقدمات وما يحدث ضمن منظومة عقلية تتابع كل سلوكية أو حركة وإرجاعها إلى ما كان وما سيكون بناء على أمتداد هذه الخطوط وتداخلها فيما بينها أو فيما بين المتوقع عادة وبين ما لا يمكن التنبؤ به، كلما كان منهج الدراسة والوعي الكامل بقوانين الأثر والمأثور كلما أتضح للإنسان أن القلق ليس إلا أزمة قراءة بمعنى أنها أزمة عقل قبل أن تكون ظاهرة نفسية مرتبطة بأختلال في تفاعل الحس مع الواقع مما ينعكس كما يقولون على شكل أختلال سلبي في التوازن النفسي الطبيعي.
من خلال هذا الفهم يمكننا أن نجد خيطا حقيقيا يربط ما يسمى بمجموعة كبيرة من الأمراض النفسية بأزمات (العقل) كظواهر عقلية، حتى أطباء النفس يعتقدون أن لا حدود واضحة بين وجود هذه الأمراض وبين أختلالات التوازن المطلوبة بين الوعي الذاتي وقدرته على الفهم وبين واقع عير مفهوم وغير خاضع لمقاسات المنطق التعليلي، من هنا نفهم أن القلق واحد من مسببات الإبداع وأيضا واحد من أهم مسببات الخيبة والفشل الإنساني وحسب كيفية التوظيف ودوره في حث العقل على البحث والتفتيش وإستعادة مخزونه المعرفي القريب والعميق، ليمارس دور المنقب بجدارة عن كل رابط أو حلقة ليعيدها وفقا لنظامها الأصلي في سلسلة العلل والكيفيات والأسباب الطبيعية.
حتى في قضية الجنون التي يصفها البعض بأنها أشد حالات المرض النفسي حين تكون هناك أزمة وعي شديدة الحساسية تؤدي كما يعتقد إلى توقف العقل عن ممارسة دوره الوظيفي، الحقيقة أن الأمر ليس كذلك فلكل فرد من الجنس البشري طبيعيا قدرة بدرجة ما على الجنون، بمعناه الخروج عن سطوة العقل وسلطته إلى مدار الحرية الخالية من إكراه ذاتي بقبول ما لا نقبل، الفرق هنا بين الجنون والخبل وقلة الوعي هو أن الثاني تصرف غبي للعقل مع نفسه أولا وتخلي عن منطقية الظاهرة كسبب وكنتيجة، بينما الجنون جرأة قوية للعقل يمارسها بوعي أستثنائي فوق الحدود المتعارف عليها إلى حد العبقرية ..... أنا عاقل جدا إذا أنا مجنون.
نعود لجواب التساؤل لماذا نخاف من الغد؟ الحقيقة لا يمكن أختصار الإجابة على محدد واحد يمكن الركون إليه على أنه النهاية الحقيقية، فالخوف لا يكون دائما نتيجة عن قلقنا من اللا متوقع بل أحيانا يكون خوفنا مبنيا على المتوقع المدرك بالوعي من أن نتائج محددة ستكون أمامنا، الخوف هنا ليس من جهلنا أو قدرتنا على الحدس أو التوقع أو التنبؤ بل بثقتنا أن ما سيكون في الغد هو حصاد حقيق لما كان منا في الأمس واليوم، في حالة القلق نتيجة عدم إمكانية السيطرة على الصورة القادمة هو قلق عقلي بالدرجة الأولى ينعكس سلبيا على الأداء السلوكي الحسي، أما القلق الناتج عن تأكدنا مما سيحصل فسببه نفسي حسي ينعكس بدوره على المنظومة العقلية ليعيدها إلى دائرة اللا توازن الطبيعي.
فليس كل خوف من الغد هو قلق بمعناه العلمي ولا بمدلوله الحقيقي، ولا يعني هذا أن بعض مخاوفنا ليس لها مبررات عقلية فقد تكون هناك تداخلات بين ما هو حسي وبين ما هو عقلاني، فالوعي الإنساني وعي تشكيلي ومتداخل بتنوع أسبابه ومؤثراته الخاصة الذاتية والعامة الموضوعية، المدخل الأساسي لمعالجة الخوف من الغد هو بالرجوع إلى دراسة المنظومة العقلية الواعية وتفعيل المنطق العقلي من باب إذا عرف السبب بطل العجب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنتهي جدلية الدين والدنيا
- على نية الرحيل أحمل همي
- العراق وخيار السلام
- هل نحتاج اليوم الى عمل جبهوي نخبوي في القيادة والتخطيط لرسم ...
- هيت لك ....... كلمات على وزن الشعر
- المدرسة العقلانية التجريبية ودورها في كشف ماهية المعرفة
- رحيل شاعر البلاط ...... من مأتم الشعر
- توظيف علاقة القيمة الدينية في الأقتصاد المجتمعي.
- تداعيات الانهيار ومرحلة ما بعد السقوط
- القيامة والنار وعبيد الصنم
- القضية الأخلاقية والإنسان المستبعد منها
- صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح2
- صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح1
- إحياء الوعي أم تفعيل العقل ح1
- الحقية والرأي ومديات مفهوم التجربة بينهما
- لماذا ننحاز للعقل ونتهمه دوما بالتقصير
- الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.
- الدين الإنساني اليوم بين اتقليد والتجديد
- مذكرات رجل ... كان ح4
- مذكرات رجل ... كان ح3


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتخوف من الغد