أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات رجل ... كان ح4














المزيد.....

مذكرات رجل ... كان ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 02:26
المحور: الادب والفن
    


مر اليوم كله بسلام لا أعرف بالضبط هل ما زال هو نفس اليوم مستمرا؟ أم أنقضى؟ كما لا أعرف كم باق لي حتى أبدأ بحساب يوم جديد!، بالمناسبة لقد أفهمني الرجل الذي علبني وغلفني أنني سأواجه بمحاكمة شديدة .....!!!!!!!!!!!!! وعليه يجب أن أكون حذرا وصادقا وتلقائيا في جوابي، لأن الدفاتر محضرة وكل ما فيها هو بتوقيعي، صحيح كنت مزمعا أن أجب على الأسئلة بكل شفافية ولا أتعمد أسلوب المناورة والدبلوماسية والتلون مرة يمينا ومرة إلى الشمال كما تعودت من قبل... الغريب صرت أتفقد كل حسحسة أو حركة لأعيد لوعي أنتباهته كي لا يفوتني الموقف وأقع في المحذور.
عندما كنت طفلا في الرابعة أو أقل كنت أنتظر أبي يمر من هنا أو يأت إلينا من سفره فقد طال غيابه، كان الشغل الذي يشغلني كيف لي أن أتعرف عليه؟ أو كيف له أن يتعرف علي وقد تركني طفلا في المهد؟، الجواب كان حاضرا دوما أنه سيذهب إلى البيت وهناك سأعرفه حتما أنه أبي، لأكثر من سنتين كنت أنتظره جنب عمود الكهرباء الذي في أول مدخل الشارع الفرعي.... ولا من مرة لمحت وجهه ولا مرة دق بابنا حتى أقنعتني أمي أنه في سفر طويل لا يعود بعده الإنسان، ولكن ستلتقي به يوما ما إذا سافرت على نفس الخط.... هنا أنا أريد أن ألتق به ولو للحظات فقط لأتلمس يديه وأضعها على رأسي.... حاولت الخروج من هنا الظاهر أنهم لم يكتفوا بسرقة أسمي فوق فقد سرقوا أقدامي أيضا... سأنتظر أن يزورني هو ولكن كيف يعرفني وأنا الآن بعمر أبيه..
بين عيوني بعض من كلام
وفي قدمي قوة سوف تنقلني من واد لواد
كنت محتارا أن أنقل كلامي عبر المدى
أو أخترق المدى عبر أقدامي
لا أظن أن كلامي سيقوم بالمهمة
وأقدامي انتزعوها مني عنوة
حين سرقوا أشيائي الثمينة
حتى ذكرياتي المؤجلة
والمعجلة
صنعوا منها حكاية
أسمها المرحوم الذي سيحاسب كثيرا
لأنه متهم بالوجود
متهم بأنه جاء من غير ميعاد
من غير سبب
من غير جواب رحل.......................
الكثير من الحاضرين ساعة الوداع كانوا يتمنون ألا يرون تلك اللحظات الرهيبة كما يقولون، أو يتمنون لو سنحت لهم الفرصة ألا يحضرونها أصلا، فهي تمثل لهم صورة حقيقية لنهايتهم هم وليس نهايتي وحدي، فكل النهايات متشابه ولكن كلا حسب ما يختار له الأخرون من نهاية، لذا فهم يكرهون الموت ويظنون أن الهروب من المواجهة تسكين لأوجاعهم الخفية، الحقيقة لم يتعود الكثير منا مواجهة اللحظة ... بالنسبة لي أنا كنت خائفا من ألا أجد لي مكان في هذا الزحام فقد سبقتني الملايين إلى نفس الحفرة وهي محملة بالكثير من مما لا يمكن عده من الألآم وأفكار وأحلام وخيبات ووجع، كيف لي أن أجد مكان مريحا هنا يتسع لي ولضجيجي وأنا أكتب لكم من تحت التراب.
أعطني الناي وغني
أعطني فرصة العمر الوحيدة
ليس للناي لسان
يحمل الروح الفريدة
غني معي
وأبكي معي
أضحك معي
الناي أسطورة الحس الفريدة
أعط للناي دقيقة
من عمرك الماضي حيث تريده .......................
هناك مسألة قد نسيتها وأنا في غمرة ما يجري، لا أعرف هل أنها من تأثيرات صدمة الأنتقال أم أنها من الأمور الطبيعية جدا في عالمي الرائع، لم يتفقدني أحد بما تعلمته معكم لا ماء ولا دواء ولا غذاء الوضع مزري، أظن سيكون من الصعب لإقناع معدتي أن تزود مخي بما مطلوب منها وهي تشعر بالفاقة والحاجة، يقولون كما قرأت في بعض ما كتبوا أن هذا الموضوع لا أمل في حل ولا حل في أمل، عليه يجب أن أطوي معدتي وأنبه دماغي ليعمل ببقايا ما تركته أنا سابقا حتى أخر لحظة شحن ممكنة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات رجل ... كان ح3
- مذكرات رجل ... كان ح2
- مذكرات رجل ... كان ح1
- مديح الحروف المسافرة .... لك أنت وحدك يكون المديح فرضا
- جرائم السلطة وجرائم السياسيين
- الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السي ...
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه
- حوار حاد في خرم الرأس _ قصة قصيرة
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح2
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات رجل ... كان ح4