أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السيدة سهى أحمد














المزيد.....

الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السيدة سهى أحمد


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 15:34
المحور: الادب والفن
    


الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس

سهى أحمد وردة ياسمين بيضاء تكتب الحروف بطريقة توحي أنها أكثر من ناسكة في محراب الحرف، فهي تجود كرما كنبع معطر لتسقي الحياة لون الجمال الذي تصر أنه أبيض لا يشاركه أحد بالنقاء والبهاء، ترسم الحرف بدقة دون أن تكبله بما لا يتركه أن يسافر حرا بين الأحاسيس ليوصل رسالة إلى المحب المجهول....
خذ منديلي سارية
واغزلني من كلماتك
موالا لنسيم البحر
واجنح لشواطئ رملي الذهبي
إذا ثار الموج علي
منديلها الذي يتحول إلى سارية تقود مركب المحبين يصاحبه غناء ومولات لنسيم البحر صورة شعرية تمتزج فيها المخيلة الحساسة مع بساطة المشهد في لوحة عشق مطرزة ببصمة سهى أحمد، هذه الشاعرة التي توقفت كثيرا وأنا أتابع طريقتها في رسم المشهد تبهرني في نحت مشاهدها الشعرية كتماثيل إغريقية تحكي قصص وتروي معاناة إنسانية في غاية النبل، تتخذ من الحرف الواحد حجر يقوم بالكلام نيابة عن الشاعرة في بوحها الصامت وهي تبحث عن دليل لدقات قلبها المسكون عشقا أبديا.
لا تدعها تنكسر
كأن الحياة التي في دمي.. تشبهك
رأيت نيرانك
في الباقي من العينين والدمع
توشك أن تستيقظ
ويوشك أن ينهض بها الكون
فتكبو .....
هذا الخوف الذاتي الذي لازم سهى أحمد موجود في كل الحروف الجميلة يبحث عن أجابه عن سؤال قديم لم تجد له جواب حين غادر من غادر دون وداع، فهي تسكن لوعات القلب الذي يأبى أن يترك النبض الموجع بالماضي، وهي تنشد السلام في عقلها لأنها تعرف أن الراحلين لا جواب عندهم عن سبب الرحيل العبثي
في كل ليلة
أهز الأبجدية من جذعها
وأرتقي مهد السراب القديم
لأن الكتابة تذهب بي إليك
وتغفل عنها وعود النعيم..
بعد كل افتراق عصي
أذهب في غابة الفوضى بعيدا
وأحمل قامة الشجر
كي أروض اللقاء المعرى بالأسئلة
كم مرة سألتقي بي؟
وكم ضفة للحلم اليتيم؟
وكم من الفجر حتى يبزغ الليل .....
فهي لا تملك أجوبة عن الفراق كما لا تملك مساحة واسعة لكي تمنحه للحلم وتعرف أن الأحلام لا يمكن أن نزرع فيها وردا وننتظر أن يورد سريعا، ويبقى الحلم مجرد رحلة للهروب.....
أنا من أحبك دون أن يدري
بأن الوقت كالإنسان يبكي حين يعتاد المسير
أنا من أحبك قبلة كالحلم
نأخذها اشتهاءً
دون أن ندري مغبة فعلنا
فالحب كالحلم امتداد للرحيل...
الحب والرحيل والخيبات التي تمزق قلب الشاعر هي من تجعل الحروف أحيانا تنساق وفق رغبة مجنونة .... رغبة بأن نفعل أشياء قد تبدو مجرد ملهاة في واقع يلبس ثوب الحداد على ما نرتكب من حماقات هيستيرية لا حدود لها...
سيدي؟!
الأمنيات الحزينة بيننا
غفت على غواية الصيف والقدم
لكن غفرانك القديم في الجسد
باغت عريها الأليف
فماتت
فكيف لا تشيع وحدك الجنازة ؟؟؟؟؟
حينما تدق الساعة المثخنة
سأكمل الخطوة التي ضيعتني
في انحناءات الرياح القادمة
يا رجلا في مهب الحقيقة
نهايتنا معا ............... قلت لي
نلك النهايات التي لا يتمناها عاشق عانت منها سهى أحمد فتحولت إلى قديسة تحذر من غدر الأحلام وتدعوا كـ (نبية) في وسط لا يفهم معنى للأنبياء تحديدا إلا أنهم أصحاب معجزة، زمن المعجزات في عالم الحب لم يعد مجرد حكاية حدثت بل هو أسطورة خيالية لا ينبغي تصديقها أو الوثوق بها، العالم اليوم يئن من جراحه فالكل مجروح والكل متهم والكل يريد جواب...
شق هذا الصدى
شق هذا الردى
شُقني أيها العمر
لن تجد الآس في معصمي
أو نواح المصلين في خافقي
أو بكاء المحبين في دمعتي
شق هذا الجماد...
على شبق في احتراق دمي
شق وجه المدى .............
لأكون النهاية بعد فوات الردى.......
ماذا تريد سهى أحمد أن تقول في النهاية التي هي الردى بعد أن تحطم الصدى على جدران الوهم الخالية إلا من فراف روحي بسبب الرحيل في كل مرة.. هي تشتهي أن تكون أفروديت أو لربما تشتهي أن تكون ألهه حب لشخص واحد شخص يمنحها لذة الوجود وبعدها لا يمكنها أن تتذكر إلا أن الحياة لا يجب أت تموت لأجل رحلة ما لها من نفاذ...
أشتهيك.. وأشتهيك.. وأشتهيك...
شق عويل المسافات
أقترح ترجمة ما يبدو انتحار
لا نية لاغتصاب الغواية
قبلاتنا تكفي...
لا تنظر حبيبي عبر ثقب في جدار
أرني سلاحك
هبة الرب وغنج ..... يسبقه صرير ونار
لي ما لك
ولك ما لي
مناورة يتبعها صهيل وجنون قهقهة وأمطار
أمنح هذا البئر خصبا
كيف لي أن أرد الولادة
من حيث لا يتقي السحر موج الأنين ؟!
فأنتشي
في الوهاد الطليقة
بعد انفجار المحيطات من رجفتي
على إفك هذا الصدى
إفك هذا العناء الطليق
هل تصيخ السمع؟!
هي ذي مواقع البحار...
تلك الأنفجارات التي لا تنتهي منذ أن أصطحب آدم زوجه معه في رحلة كشف الأسرار وثالثهما العدو الأبدي، رحلة جعلت من سهى أحد واحدة من المعذبات في البحث عن الحب الكامل عن الجمال الكامل عن القلب الكامل في واقع لا كمال فيه البتة....
أكاد أنتهي
ينكسر الشهيق..
وتمرض الكلمات...
أصابعي لا ترحم..
الحلم لن يحضر...
وحدي أتجرع حكمة اللذة المتأخرة.
وتبقى سهاد أحمد فارسة من فارسات الكلمة المحبة الحرف العاشق الذي يبحث بيم ملاذات الروح عن وقع أقدام من يملك المفاتيح ويملك أسرار الجسد المغطى عنوة برداء الحرمان، وتبقى سهى أحمد كشاعرة لم يألف الكثيرون سر أمتلاكها هذا الترف من الجمال في مقطوعات شعرية تنبئ عن موهبة نادرة لكنها مغمورة في زحام الأصوات وزحام الجالسين في وسط الطريق ليمنعوا مثل هذه الأصوات أن تمر عبر طريق النشر إلى عالم القراء والمتعشقين لجمال الحروف.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه
- حوار حاد في خرم الرأس _ قصة قصيرة
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح2
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- قالها ومضى


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السيدة سهى أحمد