أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات رجل ... كان ح2














المزيد.....

مذكرات رجل ... كان ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


المكان أصبح موحش وخالي من الضوضاء المحببة لي في بعض حالاتها، لكن الجميل ألا أرى تلك الملائكة التي تزعم أنها مرسلة من الرب لتجعل كل شيء أسود مثل قتامة الليل، وبعضهم لا تنبت له أجنحة كبيرة كأجنحة النسور بل لديه مخالب وأنياب مكشره، وحدي هنا مستمتع لأول مرة بصم طبيعي وببكم فوق العادة لا أرى أحد ولا أحد يراني، هكذا هي شروط السكن والإسكان تحت.
سأغني وأنا عاري
ليس من عادتي الغناء في وضع غريب
لا بأس ليس في الجوار من نساء محتشمات ولا حتى
عواهر
أنا هنا أمارس حريتي
دون خجل
دون أن يراقبني رجل أمن ليكتب لسيده
أني شيوعي أبحث عن فرصة سلام
أو يقول عني هذا مؤمن مستهتر بإيمانه
الكل نيام
الكل يتلهى بالصمت بأنتظار قيامة ما ....
لا جديد أكتبه غير ما كنت أردده دائما أن الحرية في زمن الموت سعادة طالما أنها في الحياة جحيم، كلما كبرت أحلام الإنسان تقلصت مساحة الحركة حتى تكاد تنغلق عليه بجدرانها، لذا فالرحيل يكون نعمة وأنت تملك هنا كامل الحق في أن تقول ما ترتجيه بلا تردد، صحيح لا أحد يعبأ بما تقول وما من صدى لكن الأهم أنك تفعل المطلوب ولو بعد فوات الأوان.
واحدة من أسئلتي
الضائعة في الزحام
ما نفع المعبد الكبير وجدرانه القاسية
حين يقتل الناسك فيه
لأجل أن يقضي الجلاد ليلته في حضن غانية
الغواني كثيرا ما سمعت عنهن وكيف لهن أن يفعلن العجب في حياة الرجال حين تكون كاسات الخمرة نسك السهارى وطقوس ليلة مجون، الحقيقة سمعت نعم ولا أنكر وتمنيت أن تكون لي غانية أراقصها وتراقصني وأسقيها كأسا من نبيذ أحمر وتسقيني شهدا بلا إسكار، لا أدع أبدا أنني معصوم ولا أستحي من ربي ولكنني من الصنف الذي تكرهه الغواني لأنني ثرثار حين تستهويني حروف الحب.
حين تركت أوراقي المكتوبة بها تاريخ ميلادي وبعض الأسطر عن رحلتي الخائبة كتب في أخر ورقة يمكن أن يقرأها مجنون، _
_لا تتركوا خلفكم أماني أو أحلام معلقة، فقط علبوها وادفنوها بعيدا عن أعين متطفلة فالأحلام أيضا أرواح يمكنها أن تعيش إن لم تتعفن.
_وكتبت أيضا أعرضوا جروحكم وخيباتكم تحت ضوء الشمس حتى يراها الله وتشهد لكم يوم لا ينفع إلا من أستحضر شاهدا أو شهيد.
_وكتب بعدهما ملاحظة صغيرة أنني واحدا من ملايين من البشر لم يقتلني الجوع بل قتلني فقر الحب المزمن .......................................
جميلة تلك العبارات لم أكن أعرف أنها يمكن أن تنفع أو تضر ولكنني متأكد تماما أنها ستكون بعض عزاء لمن لا عزاء له ..... ليس تماما كل ما يكتب هو كل الحقيقية فأحيانا غياب الحقيقة هو تجلي لها في ضمير البشر، الحقيقة عندما تغيب لا يعني أن وجودها ليس مهما بل لأن وجودها قد يكون أكبر من كل الوجود فلا مجال للمقايسة.
وجعي الدائم يغادرني
يودعني
كان رفيقا وفيا
الأن فقط
أستطيع أن أشعر بوجود شبه غائب عن الوجود
خال من أه
أو إيه
أو أنين دفين
الآن فقط أتسلى بجسدي
دون الاكتراث بشيء أسمه لا يجوز.......................
يوم جئت من رحلة سابقة كانت قصيرة جدا أو جدا جدا كانت ذكرياتي غير مخزنة، ولأنني لا أملك الأدوات اللازمة للتوثيق فقد ضاعت، وكلما ما في ذهني القديم هو قولهم لا قولي أنا، طبعا لا يمكنك سؤالي هل عالمي السابق قبل الذي جئت منه للتو يشبه هذا الهدوء المسكون بالصمت الأبدي، ربما يكون مثله وربما لا، الفرق الوحيد أنك في الرحلة الأولى تنتظر أن تلتقي بالضجيج ثم تمل الأنتظار، هنا لا شيء يمكنه أن يولد بعد حين فقد مات الحين حين تحول اسمي إلى الراحل الأبدي وأفقدوني معنى الحياة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات رجل ... كان ح1
- مديح الحروف المسافرة .... لك أنت وحدك يكون المديح فرضا
- جرائم السلطة وجرائم السياسيين
- الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السي ...
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه
- حوار حاد في خرم الرأس _ قصة قصيرة
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح2
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مذكرات رجل ... كان ح2