أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.














المزيد.....

الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 14:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.


في القوانين الأجتماعية وبالذات علم الأجتماع الأقتصادي هناك نظرية فريدة في دلالاتها ونتائجها العملية التي أثبتت الوقائع على الأرض مصداقيتها التامة وحضورها الواقعي، وهي ((في غياب رؤية أقتصادية تقوم على تصنيع المجتمع وتنمية موارده المختلفة والمتنوعة على أساس عامل الأنتاج المستمر والمتطور لا يمكن أن تنشأ في المجتمع علاقات مدنية أجتماعية حقيقية))، بمعنى أخر في مرحلة تحول المجتمعات من نظم شمولية أو ديكتاتورية تعتمد على فكرة القوة الواحدة أو السلطة الواحدة إلى مجتمع الإنسان المتعدد والمتوازن تحت ظل حكم ديكتاتورية القانون، لا بد لهذا المجتمع أن يتخلص من الطبيعة الريعية التقليدية في إدارة موارده الأقتصادية إلى الأستثمار والتطوير وبناء القاعدة الأقتصادية التي تحدث النظام الأقتصادي بالأعتماد على التصنيع ودعم الصناعة وتثمير رأس المال الخاص وصولا لتثمير رأس المال العام.
هذه النظرية من جانبها العملي ترسم استراتيجية التطور الأقتصادي العام وتحدد مسار العمل الأقتصادي السليم وبالتجربة التي مرت بها الكثير من المجتمعات المتحولة والتي أصبحت لاحقا قوى أقتصادية هائلة، تفترض أيضا أن المجتمع أضافة لما يمتلكه من موارد بحاجة إلى طبقة إدارة و شريحة قادرة على إدارة التحولات، وهما طبقة الفكر السياقتصادي المتمثل بالبرجوازية الوطنية المؤمنة بدور المال ورأس المال في نهضة الواقع الأجتماعي والأقتصادي وشريحة المفكرين وتقني إدارة المال والأستثمار، أي مع وجود فكر أقتصادي مواز للمنهجية البرجوازية في إدارة القطاع الخاص ومرشدة علمية متكاملة معها في رسم الخطوات ما بعد التأسيس.
البرجوازي الوطني يتعامل مع عناصر الأنتاج على أنها عنصر حيادي خارج دائرة الهوية، فمثلا إذا أراد أن يختار مهندس أو تقني أو حتى عامل بسيط لا يبحث عن عناوين خارج دائرة الكفاءة والنزاهة والخبرة، وبالتالي فهو حيادي فيما يخص موضوع الهوية المجتمعية للفرد كونها دينية أو قومية و مذهبية، إنه يعتمد العنصر المادي المنتج فقط وبالتالي فهو وطني بمنظار الفكر السياسي لأنه يبتعد عن التمييز والتحزب، في المجتمع الريعي المدير لا يتعامل بحيادية مع هذا الموضوع لأنه غير مسئول عن تثمير الأنتاج وتطويره، فقط هو يعمل في حدود مسئوليته الإدارة التقليدية مع ضمان أمتيازاته الخاصة، فهو مستعد لأن يوظف خارج حدود الطلب الضروري وأحيانا حتى خارج حدود المنطق الصناعي بناء على رغبته الخاصة، وهذا المنهج واحد من أهم عوامل تدمير وتخريب المشروع الأقتصادي الوطني في ظل سياسة تطبيق الرؤية الاشتراكية في بعض البلدان ومنها العراق في فترتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
إذن إدارة الأقتصاد والعملية الأنتاجية في مختلف فروعها لا بد أن تدار وفقا للثنائية المنطقية مصلحة المستثمر وحاجة المجتمع، الذي يظن أن البرجوازية يمكن أن تستغل حاجات الإنسان وتمارس ضغوطا طفيلية على أقتصاد الفرد والمجتمع واهم وغير مبال بالحقيقية، ففي ظل نظام أقتصادي حر قائم على توفر البدائل والمنافسة والسوق المفتوح لا يمكن لأحد أن يمارس هذا الدور المتخيل، الصناعي والزراعي البرجوازي يفهم حركة السوق ويتحسس عوامل النجاح ويبحث عنها ويوظفها في النتيجة لخدمة المجتمع وإن كان الهدف الأول هو رعاية رأس ماله الخاص والحفاظ على مشروعه الوطني.
لقد كانت الأخطاء الكارثية التي مورست ضد البرجوازية الوطنية وأخراجها من دائرة الفعل الوطني بشقيه الأقتصادي والأجتماعي هي الأساس الذب بموجبه تم بناء الأفكار الإقصائية والتميزية في تشكيل هوية المجتمع، وحتى في البلدان التي سجلت نجاحا زمنيا ما في محاولاتها أتباع النهج الاشتراكي أو نظرية إدارة الدولة للقطاع الأقتصادي لم تثمر هذه النجاحات في بناء مجتمع مدني معاصر وأدت إلى إنهيارات أجتماعية تعتمد الهوية الحزبية الغير كفؤة واللا مسئولة والمتناقضة مع العلم الأقتصادي الحديث، فجاءت النتائج اللاحقة مخيبة للأمال وأستنزفت الثروة الأقتصادية العامة للمجتمع ، وشهدت هجرة غير مسبوقة لرؤوس الأموال والخبرات والتقنية والمالية إلى خارجها مما جعل أقتصادياتها تعود مرة أخرى إلى النظام الريعي وفقدان القدرة على النهوض مرة أخرى، وتحولت أسواقها إلى أسواق أستهلاكية غير قادرة حتى على توفير خدمات مناسبة مقابل ما تدفعه من الرأسمال الوطني، وهددت تبعا لذلك الهوية الوطنية من خلال رضوخها لشروط المسوق والمنتج الأجنبي وأخلاله بأبسط قواعد التوازن الأقتصادي من خلال ربط المستهلك بأقتصاديات محددة ذات توجهات سياسية وأجتماعية لا تتوافق مع المصلحة الوطنية الكبرى.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الإنساني اليوم بين اتقليد والتجديد
- مذكرات رجل ... كان ح4
- مذكرات رجل ... كان ح3
- مذكرات رجل ... كان ح2
- مذكرات رجل ... كان ح1
- مديح الحروف المسافرة .... لك أنت وحدك يكون المديح فرضا
- جرائم السلطة وجرائم السياسيين
- الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السي ...
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه
- حوار حاد في خرم الرأس _ قصة قصيرة
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح2
- الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع


المزيد.....




- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية
- أرباح بنك -أبوظبي التجاري- ترتفع 26% في الربع الأول من 2024 ...
- البنك الدولي: توترات المنطقة تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم ...
- أسهم -وول ستريت- تهبط بعد نتائج ميتا وبيانات اقتصادية سلبية ...
- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.