أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - تداعيات الانهيار ومرحلة ما بعد السقوط














المزيد.....

تداعيات الانهيار ومرحلة ما بعد السقوط


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5285 - 2016 / 9 / 14 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداعيات الانهيار ومرحلة ما بعد السقوط

المثير للدهشة حقا أن القوى والأطراف الدولية الفاعلة في الساحة العراقية تحاول ومنذ أشهر أن تعيد ترتيب أولوياتها وخياراتها في المنطقة عموما وفي العراق تحديدا، لمرحلة ما بعد داعش وفقا للمصالح والرؤى البعيدة المتبناة منها، في هذا الوقت نجد أن الحكومة العراقية والتي هي أكثر الأطراف مساسا بالقضية ليس لها تخطيط محدد ولا برنامج وطني متفق عليه قابل للتنفيذ والبسط واقعا، بل أن الحكومة ذاتها تشهد إنشقاقات وتشظيات على مستوى أتخاذ القرار أو على مستوى حتى الأطار العام في كيفية التعامل مع الراهنية السياسية الحالية، أو مرحلة ما بهد هزيمة داعش بل ولا حتى تملك تصور اولي عنها، والمصيبة الكبرى أن جزء من هذه الحكومة يريد ويجاهر بتطبيق أفكار ورؤى أطراف دولية على حساب المصلحة الوطنية العليا والأمن القومي العراقي في ضوء حسابات فئوية أو لمصالح أطراف عاملة في الوضع العراقي.
هذا التشظي والإنقسام وعدم الأتفاق على صيغة وطنية موحدة واستراتيجية معتمده تستند على ألتفاف عراقي جامع تساهم في إرسال رسالة خاطئة لداعش ومن وراءها وللأطراف التي تتبنى أفكار أخرى خارج حساب الهم الوطني والمصلحة العراقية، بأن الحكومة والدولة العراقية لا تملك خيار أخر غير خيارات هذه القوى والأطراف، وبالتالي هذا ما يشجع على إنكفاء الحل الوطني المفترض ويسمح لهذه الدول والقوى الإقليمية أن تمارس هيمنه على القرار الوطني بما يخدم مصالحها هي وتنازعاتها على الواقع العراقي.
تبدأ المصلحة الوطنية وتنتهي بالنسبة للدول والمجتمعات عند حدود خارطة المصلحة العليا للبلد والحفاظ على الأمن الوطني والسيادة الوطنية التي تمثل في الأدب السياسي اليوم حدود الهوية الوطنية والأستقلال، ودون ذلك يمكن أن يخضع للتحاور وترتيب الأولويات حسب متطلبات المرحلة، القضية العراقية اليوم وخاصة بعد العاشر من حزيران 2014 ودخول داعش كطرف أساسي في لعبة إقليمية ودولية تعاني من عدم تبني الخيارات الحاسمة، وظلت القضية العراقية تعاني الكثير من أثار التدخلات وفرض الإرادات دون أن تمتلك وحسب تركيبتها الحكومة العراقية خيارات حرة لمواجهة الأزمة والعمل بأستقلالية تامة خارج إرادة أطراف اللعبة والمتحكمين بها، يعود هذا الفشل السياسي والوطني عموما إلى ضعف القاعدة السياسية التي ترتكز عليها الحكومة وعلى تبنيها خيار التوافق السياسي بين الكتل والأحزاب بدل خيار الوحدة الوطنية العليا.
كل المؤشرات ومنذ تحرير تكريت وقبلها بعض المناطق العراقية ممن سيطرت عليها عصابات داعش، هناك صراع إرادات وصراع أوليات ومناهج تتنازع على مكاسب أستراتيجية مع غياب واضح للمصلحة العراقية الحقيقية وغياب للصوت العراقي الواحد بمواجهة هذا الكم من التدخل الإقليمي والدولي بالشأن العراقي الداخلي، أو على مستوى أتخاذ القرار وفقا لمتطلبات السيادة الوطنية والمصلحة القومية العليا للشعب والدولة العراقية، هذا الحال لا يعني أبدا أن القوى المتدخلة تملك إمكانيات التحكم بقضية داعش وأنها هي من تستطيع أت تقرر ذلك، بل الحقيقة أن الشعب العراقي وبالإرادة الوطنية قادر أن ينجز المهمة وبأسرع مما حاصل الآن لولا ضعف وتردد وإنهيار القرار السياسي داخل الحكومة والنظام السياسي برمته.
لقد أصبح الوضع معقدا ليس فقط أمام الإرادة العراقية بالتخلص من داعش والعودة إلى المسار الطبيعي في تطور النظام السياسي، وإنما أيضا أصبح من الصعب على الشعب العراقي العودة إلى الوضع الطبيعي كمجتمع موحد يملك الشخصية الطبيعية ويمكنه العمل والعيش معا كبقية الشعوب والأمم، لقد كان للتدخل الإقليمي وذيوله وأذرعه داخل التركيبة السياسية العاملة والنافذة الأثر المدمر والسيء جدا في تفكيك عرى الأخوة والعيش الواحد بإثارة النعرات الطائفية وتعزيز الانتماءات الفئوية والفردية وتغليبها على المصلحة العامة التي تمثل الركن الأهم في المصلحة الوطنية ومفهوم المواطنة الواحدة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيامة والنار وعبيد الصنم
- القضية الأخلاقية والإنسان المستبعد منها
- صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح2
- صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح1
- إحياء الوعي أم تفعيل العقل ح1
- الحقية والرأي ومديات مفهوم التجربة بينهما
- لماذا ننحاز للعقل ونتهمه دوما بالتقصير
- الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.
- الدين الإنساني اليوم بين اتقليد والتجديد
- مذكرات رجل ... كان ح4
- مذكرات رجل ... كان ح3
- مذكرات رجل ... كان ح2
- مذكرات رجل ... كان ح1
- مديح الحروف المسافرة .... لك أنت وحدك يكون المديح فرضا
- جرائم السلطة وجرائم السياسيين
- الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السي ...
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه


المزيد.....




- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق
- احتفاء وجدل في إسرائيل بعد الضربات الأميركية لإيران
- سجال بمجلس الأمن بعد الضربات الأميركية على إيران
- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - تداعيات الانهيار ومرحلة ما بعد السقوط