أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الليل وصبواته وتغريداته في أخر العمر !















المزيد.....

الليل وصبواته وتغريداته في أخر العمر !


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


لليل وصبواته وتغريداته في أخر العمر !
رسمتها في مخيلتي كأمرأة نادرة الوجه والمحيا ... تعشق الحياة !.. وتُرْوي بِسُمارِها وتنهيداتها .. الكون ومن فيه !.. وتزدان الطبيعة بالفرح والسعادة والأشراق ... وتعزف للمحبين لحن الحياة والوجود .. وتتنابز معه !.. في ليلة غاب عنها القمر ! أجمل القبلات الدافئة والناعسة وهي تحاكي الليل وسُكُونَهُ ، وتتراقص بين ثناياها قناديل مبهرة جذابة مثيرة !..
فَخُيْلَ لي !.. بأن كون قد غفا عند بيلسان قامتها !.. تتهادا بِمَشْيَتِها رويدا رُوَيْدا !.. دَلالاً وتغنجا بخطواتها !.. يترجرج الرمان المكور المُنْتَصِبُ كجبلِ التوباذ وليلى الأخيلية في مناجاتها للحبيب .. بِمَشْيَتها !.. متمردانِ على الهَمْسِ وَاللًمْسِ واللَثْمِ !.. وعلى قميصها الناعمِ !
يتناغم الَلثْمُ!.. ونَشْرَبُ أشهى الكؤوس من الخُمُورالدِهاقْ !.. المُترعات بدفئ اللقاء وحميميته ، وقد أٍرتَوَيْنَ أَثْدائَها الشامِخات ، من ماءِ تشرين قبل قطافهما !.. فزادهن رونقا وبهاء !.. وعلى المُتونِ تَنْسابُ سَنابل ذهبية صفراء !.. متدليات فوق سُفُوحَهُ ومُروجَهُ الساحر !.. وَكَأنها ظُفِرَتْ خُيُوطِ شَمْسِها جَدائل !
يالها من غانية وسيمة .. دعجاء العينين ..هيفاء !.. وَخَوْدٌ مَمْشوقَةُ القامَةِ .. بضة ناعمة رَشُوفُ الطعم والرائحة !..مَمْكورَةٌ لَدِنَةٌ كأنها مَخْمَلُ الديباج !.. لا أنًانة ولا منانة ، ناعسة فاتنة حالمة ! .. هبطت كقطرات الندى فجر يوم ربيعي عند رياضنا الغناء ، تَسْلِبُ العَقْلَ والقلب معا..! وهي تتهادى بمِشْيَتِها الذي يليق بأنوثتها وجمالها وحيائها ،! (1) .
وكما قال الأعشى الشاعر الجاهلي .. فيُبْدِعُ في نَعْتِ مِشْيَتِها ووصفه لأحدى الغانيات :
غَرَّاءُ ، فَرْعاءُ ، مَصْقولٌ عوارِضُها
تَمْشِيْ الهُوَيْنا كما يَمْشي الوَجِي الوَحِلُ
كأنَّ مِشْيَتَها من بيتِ جارتِها
مَرُّ السَّحابَةِ لا ريثٌ ، ولا عَجِلُ (2)
تَحَيًرْتُ واللات والعزى ومنات !! .. أيهما أشهى هل التقبيل بِالنَحْرِِ ؟.. أم من ذاك الذي في خزراته ونظراته .. أم بالوجنتين ؟ ؟... أم من ثغرها الذابل وَلُمًاها المطعم بالرضاب ؟.. كما وصفه أحدهم حين يقول :
وتبسم عن ثغر نقي كأنه
من اللؤلؤ المكنون في صُدف البحر.
!.. لو لامس السَقيمُ والمَعْلولُ ثَغْرها ؟.. وأستطعم من مبسمها وحلاوة رضابها ؟.. لبُرِئَ من عِلَلِهِ وسقُمَهُ.. حتى وأن طَالَ أَمَدُ سُقْمُهُ !... أمْ بما أَسْدَلَتْهُ هذه الناهدة الحسناء ، وما أَخْفَتْهُ مِنْ مَفاتِن !..
كما قال عنها امرؤ القيس :
تَصُدٌ وَتُبْدي عن أَسيل وتتقي بناظرةٍ مِنْ وَحْشٍ وجَرًةِ مُطْفِلِ .
ساورني شئ من الذهول والدهشة !.. فَخُيٍلَ لي !... انها ليست كباقي النساء ؟ ... لجمالها الأخذ !
على مقعد خشبي بالقرب مني ... جَلَسَتْ ... وأٍسْتَهَلًتْ حديثها معي !.. هل تَأْسُرْكَ المرأة الشرقية ونعومتها وصبابتها ؟ هل تحب التغزل بالنساء ؟.. الجميلات .. الساحرات .. الودودات ؟.. وهل يأسرن قلبك ويستهويينه ؟ !.. أن بادرن مُشارَكَتُكَ وهن يتجاذبن أطراف الحديث ؟!
وهل من عاقل لا تأسره غانية لعوب مِثْلُكِ ؟.. قُلْتُ لَها على أٍسْتِحْياءٍ وخجل وبشئ من الوجل والحرج !
قالت ألا تنتشي ؟... ونحن في ليلة غاب عنها القمر ؟
قُلْتُ ... كيف لا ؟.. وَحَلً عندي قَمراً بهيجا بهيا منير !
قالت والكأسُ ؟ .. قلت وهل هناك أَعْتَقُ من خَمْرِ رِضابُكِ وَأٍشْراقَةُ وَجْهُكِ ؟
قالت هل تُحِبُ الدَنْدَنَةُ وَالْغِناءْ ؟.,. قُلْتُ وَكَيْفَ لا ؟... فَالغِنا سِرُ الوجودْ ..
هَلْ أُدَنْدِنُ لَكَ بَعْضٌ مما أُحِبُ ؟
أَنا مُتَيًمٌ لِسَماعِ صَوْتُكِ !
بصوت ناعس أُنثَوِيٌ رقيق بأغنية الأطلال للدكتور أبراهيم ناجي : بدءت (
أين مني مجلس أنت به فتنة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب ودم وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا
وسقانا، فانتفضنا لحظة لغبار آدمي مسنا !)
لتنتهي بهذا المقطع :
( يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلي غايته لا تقل شئنا،فأن الحظ شاء ! ) .
مع تنابز القبلات والهمسات !.. ومع الصوت الراقص والشجي !.. يتخلله رشفا من كؤوس الخمر ومن رضاب الفم والهمسات المُرْسَلاتْ !
كانت خلجات حزينة تخرج من ثغرها الدافئ !.. ممزوجةٌَ بعاطفيةٍ وشعور.. بحياء وحب دافقٍ و حزين !.. وشئ من الدموع قد أغرورقت بها عيناها !!.. تُحْرِقُ وجنتيها الناعِمَتَينْ !
أَمِثْلُكِ تَبْكِ ؟
وأنتي في سُكْرِ الصِبا !.. والكون يَهْفى طَوْعُ يديْكِ ؟
أٍبْتَسَمَتْ أبتسامةَ حُزْنٍ ممزوجٍ بشئ من المُجامَلًَة !!.. وَلِتَجاوِزالشعور بحزن لِحَدَثٍ مَضى !
ما رأيُكَ ؟ .. بماذا ؟
قالت بالصبايا ؟
قلت كيف تسأليني ؟.. وأنتي كُنْتي قدَدَري المُقَدًرُ ؟
هل ما زِِلْتَ تَحْتَفِظُ بحبيِ ومكانيِ في قَلْبِكَ ؟
ليس من الحكمة ولا من الجائز أنْ تَسْأَلِيني !
كانَ عَلَيْكِ أَنْ تَقولي !... هَلْ مازِلتَ لا تُطيقُ البُِعْدَ عَني ؟ وَتَشْمَئِزُ مِنْ النوى ؟
أقول يستهويني أقتحامي وأنسجامي وعشقي وهيامي لِقَدُكِ الناعم .. ولعيونكِ الحائرات ، وطولكِ الفارع !.. أيتها القديسة النبية الرءوم .
حبيبتي ومناي .. أنتي تُجيدينَ الحوار والتحاور والمغازلة والأستلطاف والغنج !... فقد أَحْسَنْتِ المُعاشَرَة ؟... وتَفْهَمينَ ما يجيش في خَلَجاتِي وسَكَناتي وَعِشْقُكِ الغائِرُ في عَقْلي وَتَفْكيري !
لكم طباع وعادات ورغبات وأهواء تختلف عن الجنس الأخر !.. ولكنكم طَيٍعاتٌ وَلَيٍنات ورقيقات بِطَبعِكُمْ وَطِباعِكُمْ ، تَمْتَلِكْنَ قلوبٌ عامرةٌ بالعاطفةِ والرقة والحنان ، خُلِقْتُمْ للحُبِ والحياةِ ، وَلِأَنْسَنَتْ الدنيا ومن عليها ، وليس كَمِثْلِكُنَ مَخْلوقٌ في هذا الكون الفسيح !
ليس فقط تُجْذْبْنَ وتَأسِرْنَ الجنس الأخر !..أَنْتُنَ صانِعات الحياةْ .
سِحْرُكِ وصبابتُكِ وغنجُكِ وتبختُرِكِ وطريقة حديثًُكِ وأُنوثَتُكِ... أَخَذْتيني لِعالَمٍ لا يموت أَبَدأً ؟.. أنَتُنً الزَوْجات والحبيبات والصديقات ، والبنات والأخوات .. وَمُرَبياتٍ فُضْلَيات ، وعاملاتٍ تُجيدُونَ صَنْعَتِكُمْ ... وقد تتفوقُونَ على توأمِكُمْ من الرجال !
المرأة طوفان يغرق فيه أمهر السباحين !.. وأعشقُ هذا البحر وَطُوفانَهُ .
أَنْتُنً كالعِشْبِ الناعم ، لا تنكسر أمام العواصف ، بل تنثني أمام النسيم .. لااعرف احد في الحياة غَيْرُكِ .. ولا اريد ان اعرف سواكِ ..تَوًجْتُكِ مَلِكَتي واميرتي على عرشِ قلبي ... أنتي صورة الأمل والحياة للطريق الذي أخْتَرْتُه .. وَأَنْتي مَعي .. حبيبتي .
بُرْهَةٌ مِنْ الوَقْتْ أٍنْقَضى !... أٍسْتَعَدْتُ تَوازُني !.. فَتَأكًدَ !.. لي بأنهن أعظم المخلوقات شئنا وتأثيرا وجاذبية !.. وهُنً أصل الحياة والوجود !.. ماضيا وحاضرا ومستقبلا !
أعشق كل شئ فيهن !.. ولا غنى لي عن صُحْبَتِهِنَ ما حَييتْ .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
19/8/2016 م
1- المنانه : هي التي تكثر من المن على من فعلت لها معروفا .
لانانه: هي التي تكثر من الانين والشكوى وتعصب راسها تظاهرا بالمرض .
الغـانـيـة : المرأة اذا استـغـنت بجمالها عـن الزينة .
الوسيـمة : المرأة اذا كان جسدها ثابتاً كأنها رسمت به .
رئِمَ -- رءوم : عطوف حنون .
الدعـجــاء : المرأة شـديـدة سـواد العـين مع سعـة المقـلة .
الهـيـفـاء : المرأة اذا كانت لطيفة البـطن .
الخــود : المرأة الـشـابة حسنة الخـلـق .
الممشوقة : المرأة لـطـيـفـة الخـصر مع امـتـداد القامة .
الـبـضـة : المرأة اذا كانت رقـيـقـة الجلد وناعـمة البشرة .
الرشـوف : المرأة طـيـبـة الـفـم .
الممكـورة : المرأة المطرية الخلق .
الـلـدنــة : المرأة الـلـيـنـة الـناعـمة .
2-غراء أي بيضاء - فرعاء أي طويلة الشعر - العوارض أي ما يظهر من الأسنان عند التبسم - الهوينا أي التوءدة والرفق والسكينة والوقار - الوجى أي يمشي بدون خف أو نعل - الوحِل أي الذي يمشي في الوحل - ريث أي الإبطاء .



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسعد مساك ياعراق !
- هل نظامنا السياسي يفقه ما يدور حوله ؟
- الى أين المسير .. يا سادة ؟؟
- سفري مع المبدع أسماعيل خليل .
- في المناجات والتأمل .. !
- نداء عاجل !
- وَأِنْجانْ هذيِ بِلَوَنْ ذيجْ !... لَعَدْ خُوشْ مَرْكَ وَخَو ...
- في الأعادة أفادة !
- عام قَدْ أَفِلَ !... وَبَدَءَ العام الثاني لِأنْطِلاقِ التَظ ...
- تأريخ رجل غيور .
- في مثل هذا اليوم !
- لِقَمَري الذي أَفِلَ مُنْذُ زَمَنْ !
- تراتيل ... نقرؤها .. لأرواح من هم على قيد الحياة !
- نداء .. لبنات وأبناء شعبنا العراقي ...
- وشهد شاهد من أهلها !
- المجد للقائد الشيوعي الشفيع احمد الشيخ ورفاقه الأماجد .
- العبادي يقضي أمرا كان مفعولا !؟
- خبر وتعليق .. طالع من التنور ؟!!
- لا تجني من الشوك العنب .. الجزء الثاني !
- مشاورات السيد رئيس الوزراء حول أختيار وزراء جدد ؟؟؟


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الليل وصبواته وتغريداته في أخر العمر !