أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - إنموذج مثالي للوحدة الوطنية ثورة العشرين أسست دولة حطمها العسكر














المزيد.....

إنموذج مثالي للوحدة الوطنية ثورة العشرين أسست دولة حطمها العسكر


القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنموذج مثالي للوحدة الوطنية
ثورة العشرين أسست دولة حطمها العسكر

القاضي منير حداد
المعنى المثالي للثورة، وفق التوصيف المشترك قاموسيا، بين علمي السياسة والمجتمع، لا ينطبق إلا على حالات نادرة في التاريخ؛ إذ أن معظم ما نصطلح عليه "ثورة" حيثما ورد، في أحاديث الناس ومتابعات الصحفيين وبحوث الدارسين ومحاضرات أساتذة الجامعات.. حتى الإختصاصي منهم، هو إنقلابات أو تمرد فئوي.. كلاهما ينظمهما أفراد تجمعهم نوايا أو إنتماءات أو أهداف.
لذا لا يحضر في بالي من إنموذج إلا الثورة الفرنسية، في العام 1789 والحرب الأهلية، التي إندلعت العام 1864 بين سود أمريكا، في الجنوب، ضد إستعباد البيض لهم، متحررين العام 1864 على يد العظيم إبراهام لنكولن، والثورة العراقية الكبرى يوم 30 حزيران 1920، التي تصادف ذكراها الـ 66 هذا اليوم الخميس، من العام 2016.

غابة
إستوفت مواصفات "المصطلح" من نشوئها التلقائي، مثل عقب سيجارة، ألقي في غابة، إشتعلت بعد ثوان... ولا حاجة للقارئ بإعادة كلام مكرور، عن إعتقال شعلان أبو الجون.. شيخ عشيرة "الظوالم" في مركز شرطة السماوة، فأوصى لأخيه بإرسال 10 ليرات ذهبا؛ فسرها أخوه بـ "حسجته" الأصيلة، على أنها تعني عشرة شباب أصحاء.. مفتولي العضلات "عراكة".. أخرجوه عنوة من التوقيف وتضافرت معهم عشائر الفرات الاوسط، وتمركزت القيادة في الحوزة العلمية بالنجف، وجاءهم مدد كردستان والغربية وسواها من عشائر.. رجالا مقاتلين وسلاحا وأموالا، ضد الإنكليز، في إنموذج حقيقي للوحدة الوطنية، عند إحتدام المواقف، التي توجب تصفية الخلافات لإنتشال الوطن من محنة الإحتلال.

آفات
على صعيد القناعة الشخصية، لا أتحفظ على الوجود البريطاني.. حينها والآن.. بحكم المستوى الحضاري العالمي، الذي نتخلف عنه،... ما يجعلنا بحاجة لإنتداب يأخذ بيدنا.. يهدينا الى بناء دولة.
بعد أن أجهزت بريطانيا، على الثورة.. وأدتها بوسائل متقدمة.. آنذاك، على تخلفنا الماضي والحاضر، مؤسسة للعراقيين حكومة ذات جيش منهم.. يقمعهم؛ كي لا يمس جيشها.. "والتاريخ محوري يعيد نفسه".

دم
إشتغلت الملكية على ترصين دعائم دولة، أرستها فعلا، على أساس "الشرعية الدستورية" التي نسفها العسكر، ولن أقول أكثر من ذلك؛ كي لا أدخل في سجالات أربأ بنفسي عنها، متحاشيا الخوض في لذة السلطة السادية التي ما زال الخاكي يشيعها في العراق، منذ 14 تموز 1958، للآن!
تعاقبت الإنقلابات الدموية، بين المناصب والرتب، كل مستول على كرسي الحكم، يقرب فئة حزبية او طائفية، على حساب أخرى، مسلما رقبة هذه لتلك، ويزيحه آخر، يغتصب الدولة، لصالح فئة غيرها تدعمه.. يحثها على إستباحة وجود سواها وثالث ورابع و... حتى تشبع البلد بالدم كالإسفنجة، وقامت ثارات دفينة، جعلت الكل متحرزا إزاء الكل، يتربص بالآخر دوهي.. يكيل له اللعنات، والغا بدمه، حتى هذه اللحظة.

خطأ
ثورة العشرين، خطأ تاريخي، أسفر عن إجراء صحيح؛ حين أشرفت بريطاني، بمعرفة ودراية تأملية، على تأسيس دولة حقيقية، سارت من 1921 الى 1958 بشكل صحيح، على سبيل سديد، كان سيجعل العراق إقتصادا عظيما، ذا شعب راقٍ، لو لا "سادية" العسكر الذين طمعوا بالسلطة؛ كي يعذبوا الشعب ويبددوا ثرواته، التي جيرها الشيطان لساسة 2003، الذين إختزلهم الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل بـ : "لصوص إستولوا على بنك" مدعوما بقول الحاكم المدني.. الامريكي في العراق بول بريمر: "ليسوا رجال دين ولا ساسة، إنما متشردون جئت بهم من الشوارع".
هذا ما أوصلنا إليه العسكر، حين أسقطوا الملكية، معلنين "الشرعية الثورية" على حساب "الشرعية الدستورية" فباتوا مثل عمالقة هوج، يتصارعون على حلبة العراق، في نزالات مميتة، الى أن قضوا على بعضهم، بدءا من الزعيم الذي جاء بثورة عظيمة، حملت معها عنصر هلاكها عبد السلام عارف، كما قال مصطفى علي.. وزير العدل في عهد قاسم، مرورا بعارف نفسه ثم البكر وصدام، ليسقطها الأمريكان بأحضان "الجماعة".
في حين بريطانيا واجهت ثوار العشرين، بتأسيس دولة مثالية، تكفيها عن الإصطدام بهم، من دون أن تفرط بالبلد، الى أن إنبرى العسكر... فإنفلت الأمر من عقال المنطق، الى ما نحن عليه الآن.



#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محامي القضاة يبتهج بالفلوجة مصطفى العذاري نبوأة تحققت
- تأملات عراقية في باكو.. خمسة أيام أذرية تتوج حياتي
- سيف يمزق غمده 15 (15) بارق الحاج حنطة
- سيف يمزق غمده 14 (14) عدنان خيرالله
- إستشهاد الصدر.. 9 نيسان يحقق حديثا قدسيا
- سيف يمزق غمده 13 عبد الخالق السامرائي
- سيف يمزق غمده 12 غانم عبد الجليل
- -كيف تكونوا يولى عليكم-
- سيف يمزق غمده 10 محمد عايش
- سيف يمزق غمده (9)
- سيف يمزق غمده (8)
- سيف يمزق غمده7
- و... شهد شاهد من أهلها السعودية مصدر الارهاب في المنطقة
- سيف يمزق غمده6
- محمد الفيصل.. صديق لا نقيب في خياراتي سواه
- تواطؤا عثمانيا مع ولاية الموصل لماذا السكوت عن جار السوء.. ت ...
- سيف يمزق غمده (4) فؤاد الركابي
- سيف يمزق غمده3
- سيف يمزق غمده 2 ناظم كزار
- سيف يمزق غمده (1) حسين كامل


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - إنموذج مثالي للوحدة الوطنية ثورة العشرين أسست دولة حطمها العسكر