أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - سيف يمزق غمده3














المزيد.....

سيف يمزق غمده3


القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيف يمزق غمده

بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي "دماء لن تجف" التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في "موسوعة" من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه "البعث" المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان "سيف يمزق غمده" عن ضحايا، ليسوا شهداء؛ إنما شركاؤه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968. تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ فنكل بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ.

القاضي منير حداد

(3)
أحمد حسن البكر

يتحدر الجنرال المتقاعد أحمد حسن البكر، من ارستقراطية تكريت، وابرز مميزاته تهافت شخصيته الواهنة الضعف؛ التي جعلت عبد السلام عارف يتخذه نائبا، يمثل حزب البعث، عندما إنقلب على عبد الكريم قاسم؛ لأنه مأمون الجانب.. لاخوف منه، كما فعل هو بقاسم! لكن بعد تسعة اشهر من نجاح مؤامرة عارف، وفظاعة البعثية، ممثلين بالحرس القومي، أقصاهم زاجا قياداتهم في السجون؛ وحل حزب البعث بأمر من جمال عبد الناصر؛ كشرط لقبول العراق عضوا في الجمهورية العربية المتحدة.. الى جانب سوريا، بقيادة مصر.. وبالنتيجة لم يقبل العراق طرفا ثالثا في "المتحدة" لأن تجربة الوحدة أطيح بها؛ جراء تهور عبد الناصر. من كل هذا إستيقظت روح البركان الخامد، في أعماق البكر؛ فإنتقى صدام حسين، البعثي المنتمي للحزب بعضلاته وجرأته وجسارته التي لا حدود لها.. يتبع أسلوب القسوة المفرطة، من دون تأمل ولا مراعاة للصح او الخطأ! إقتل.. يقتل! من ولماذا.. باطل ام حق.. لا يعنيه ذلك. ما جعل البكر يتمسك به، هو الانحدار شبه المشترك؛ فكلاهما من تكريت.. لكن هذا من عليتها وذاك من "الدون والسفل" قاتل طريد يلاحقه الثأر؛ دية لإبن عمه الذي قتله لأسباب واهية، لا توجب قتلا، ولأنه لا يتورع عن تنفيذ ما يطلب منه؛ فراح البكر يهين به أعداءه، كنوع من التسقيط السياسي، ويقتل من يريد تصفيته. ظل صدام يزيح كل من يعيق مسار البكر.. إهانة او تهديدا او قتلا، أيام كان يعيش في "الجعيفر – حي التكارتة" ببغداد، متقمصا روحا هجينة.. سياسي وقاطع طرق.. شقاوة.. فتوة.. قاتل محترف، صفات أفاد منها البكر، في تصفية مناوئيه.. قبل وبعد 17 تموز 1968. حدثني صديق عن عمل صدام سائقا للبكر، خلال تنقلاته، في التهيئة للإنقلاب، لكنه يمتلك دهاء، جعله ذا فضل على الانقلابيين، فهو الذي نسق مع السفارة الامريكية في بيروت، حسب ما ورد في مذكرات واحد من المنفذين. بتلك الدالة، وقوة شخصيته التي غطت على الرئيس البكر.. حينها، وهيمنت على رفاق البدايات، الذين صفى قويهم قتلا، وإستمال ضعيفهم.. إستزلاما؛ ظل يسمي البكر بـ "الشايب". أحد العاملين بمعيتهما، شهده يدخل مكتبه ويهينه ويتركه يبكي ذليلا.. نادما لسوء إختياره من لم يحفظ الفضل، وتوهمه بأن صدام "عضلاتي" طائش، فإنقلب الى تأملي مقتدر، لا أمان له، ولا طاقة لأي من البعثية على التصدي لصلفه، فإنتظموا رهطا في صفه ضد البكر! إصطفاف أسفر عن إنقلاب داخلي، في العام 1979، تنحى بموجبه البكر عن الحكم لصبيه؛ ومات كمدا.. تحت الإقامة الجبرية، بعد عام واحد فقط. حدثني واحد من حماية البكر.. أحيل على التقاعد، مع تنحي سيده، قائلا: "قتل عدد كبير من الحماية المحيطة بالرئيس، لكن الذين إستسلموا من دون نقاش أكثر، ومع ذلك لم يسلموا من صفعات حماية النائب المنقلب، الذي أمر بإيداعهم السجن.. ريثما يفرغ فيرى رأيه بهم.. ولم يره حتى منتصف الثمانينيات، ليخرجوا من السجن مستنفدين! تولى صدام شؤون الدولة والجيش والحزب.. حولها الى مجسات بيده، يصهرها فناءً في ذاته التي تفاقمت طاغية، على حساب الشعب والحكومة، إذ تحول الوزراء الى خدم في حضرته والناس عبيد! "وا ضيعة الارض إن ظلت شوامخها تهوي ويعلو عليها الدون والسفل" هذا هو صدام وتلك مواقفه، إزاء الرجل الذي إنتشله من العدم.. طريدا تلاحقه جريمة كبرى، وعشرات الجرائم التي يرتكبها يوميا، ليعصمه من تبعاتها القانونية، ويسلمه مقاليد سلطة أساء الأداء فيها، مثلما غدر بمن جاء به إليها.



#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف يمزق غمده 2 ناظم كزار
- سيف يمزق غمده (1) حسين كامل
- عراق اللادولة بعد سياسة خارجية تستفز المحيط الإقليمي
- الدهاء في لعبة تسقيط الحكم
- 172 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثانية والسبعو ...
- 172 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثانية والسبعو ...
- 171 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الواحدة والسبعو ...
- 169 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة التاسعة والستون ...
- ولنا في -أحد- موعظة! التراص الوطني يفوت الفرصة على المهزومين
- الرمادي مفتاح الموصل زهق لوي معاني الآيات وجاء إسلام الحق
- 167 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة السابعة والستون ...
- 166 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة السادسة والستون ...
- حلم السلام يتحقق في سوريا تهميش أممي لقطر والسعودية بهزيمة - ...
- 165 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة والستون ...
- خفافيش أٌميّة مهزلة التحالف السعودي ضد الإرهاب
- وهم المراهنين على الغزو التركي للعراق
- 163 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثالثة والستون ...
- الحكم الشيعي في العراق ودولة الطوائف في الاندلس.. نهاية متوق ...
- ضعف الحكومة العراقية إزاء تركيا يشجع السعودية وقطر على هجوم ...
- 162 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثانية والستون ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - سيف يمزق غمده3