أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - سيف يمزق غمده 2 ناظم كزار














المزيد.....

سيف يمزق غمده 2 ناظم كزار


القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيف يمزق غمده

بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي "دماء لن تجف" التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في "موسوعة" من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه "البعث" المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان "سيف يمزق غمده" عن ضحايا، ليسوا شهداء؛ إنما شركاؤه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968.
تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ منكلا بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ.

القاضي منير حداد

(2)

ناظم كزار

أحبط الطاغية المقبور صدام حسين، محاولة قادها ناظم كزار.. مدير الامن العامة في العراق؛ للإطاحة بنظام سلطة البعث الجائرة؛ بعد شعوره، بأن صدام يحاصره مؤلبا ضده! لأنه لمس فيه شيئا من ألمعية ذكاء "الشروكية" وقسوة منحته سطوة الهيمنة على الحزب، بقيادتيه.. القطرية والقومية، ومهابة الإنقلابيين، ليلة 17 تموز 1968.
دافع كزار، بتفانٍ قاس، عن أركان إنقلابهم، يدعمها، ولطالما قضى ناس تحت قبضته بتهمة التآمر والتأليب ضد السلطة الحاكمة.. لكن دماء الأبرياء، التي سفكها كي يحمي صدام نائبا، طغى على الرئيس البكر، مثلما حاول أن يمد سلطته على دول المنطقة؛ فغزا دولة الكويت الشقيقة، بعد حرب دامت ثماني أعوام ضد إيران؛ وهي كلها تنحت بضلع التاريخ، الذي تبدد مشظيا وجود الشعب! رجل لا أمان له.. داخليا وخارجيا، إذ حاصر الرئيس الاسبق أحمد حسن البكر، في مكتبه، محاولا الاحاطة بالحزب والدولة، مبقيا خيط سلطة يملأها بما يشاء، حتى أسفر عن نفسه، في العام 1979.

ولد كزار العام1940 في بغداد، وعمل مدير الأمن العام، تضخمت ثقته بعنفوان قوته؛ محاولا الإنقلاب لقتل أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين في الأول من تموز لعام 1973.. خلال زيارة رسمية إلى بولونيا وبلغاريا، مقررا فيها أن يعود إلى البلاد في يوم السبت 30 حزيران 1973، لكن طائرته تأخرت ثلاث ساعات عن موعدها؛ فإنفلت عقال الشجاعة، وهلع المكلفون بالتنفيذ.
وصلت طائرة البكر إلى مطار بغداد الدولي عند الساعة السابعة والدقيقة الخمسين، بحضور اركان النظام والوزراء، وسلم البكر عليهم فرداً فرداً، ثم توجه مع نائبه صدام حسين إلى سيارتهما التي كانت تنتظره على مدرج المطار، حيث اقلتهما وغادرا المطار معاً.
وكزار يراقب المطار، من شاشة التلفزيون، فتسرب له الهلع، فارا باتجاه الحدود الإيرانية عن طريق منفذ زرباطية، غير ان قوات الجيش والشرطة، ومعها الأجهزة الحزبية القت القبض عليه بعد أن تمكن من قتل وزير الدفاع حماد شهاب، واصابة وزير الداخلية سعدون غيدان بيده.
أعدم بتقطيعه أجزاء وهو حي.. فقئت عيناه وغمس ذراعه في التيزاب الذي كان يذيب النعتقلين فيه، ولم يتخاذل أثناء مجادلته صدام، يرد عليه بأقذع الألفاظ التي تليق به.
صدام هو الذي فرض ناظم كزار مديرا للأمن العام، رادا على الذين توجسوا من فرط قسوته؛ بأنه: "حاسوب.. لايخطئ، وموهبة أمنية فائقة".
إستقرئ من إصرار صدام على تنصيب شخص سادي.. يتلذذ بتعذيب الاخرين؛ هو توريطه بالإقدام على حماقات تزيد المحيط الحزبي والرسمي كرها له.
ناظم كزار.. آخر الشخصيات القوية.. بل أقواها على الاطلاق، في وقت راح صدام خلاله يهين "الشايب – البكر" إنجر الى ما اراد صدام دفعه إليه، بدهاء مطبق، منقادا الى "الانقلاب" فحق عليه الاعدام البشع، وبعد اقل من خمس سنوات، مرت على البعث في السلطة.
لكن الحقيقة، التي تناظر ما يشاع عن فظاعة ناظم، هي كونه حامي حمى ما يسمونه "ثورة 17 – 30 تموز 1968" سالخا عشرين ساعة من العمل اليومي المتواصل، ويقال انه كان يحقق مع المعتقلين وهو يتناول لفة متواضعة، ولا ينام إلا ساعات قليلة، مغرما بالتحقيق وابتكار اساليب جديدة..
كزار لم يكن البعثي الوحيد الذي حارب الشيوعيين والإسلاميين؛ حفاظا على كرسي الحكم، فالآخرون.. يتقدمهم صدام حسين وضعوه ماشة نار، متميزا بالتمرد، على نظام في طريقه الى الديكتاتورية والعشائرية، والتي إكتشفها؛ فقرر التضحية بمركزه وامتيازاته وسلطاته المرعبة، وقدم روحه قربانا من اجل منع البكر - صدام من تأسيس النظام الديكتاتوري العشائري بعد أن تقاسما السلطة فيما بينهما، واعتبرا بقية اعضاء القيادة مجرد موظفين لديهما!. فهما وحدهما اللذان يمتلكان الحق المطلق بإدارة الدولة، كيفما يشاءان؛ لذا ثار ليعيد الإنقلاب المنحرف الى سكته.. سيرا على جادة الصواب، من وجهة نظر رؤاه البعثية..



#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف يمزق غمده (1) حسين كامل
- عراق اللادولة بعد سياسة خارجية تستفز المحيط الإقليمي
- الدهاء في لعبة تسقيط الحكم
- 172 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثانية والسبعو ...
- 172 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثانية والسبعو ...
- 171 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الواحدة والسبعو ...
- 169 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة التاسعة والستون ...
- ولنا في -أحد- موعظة! التراص الوطني يفوت الفرصة على المهزومين
- الرمادي مفتاح الموصل زهق لوي معاني الآيات وجاء إسلام الحق
- 167 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة السابعة والستون ...
- 166 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة السادسة والستون ...
- حلم السلام يتحقق في سوريا تهميش أممي لقطر والسعودية بهزيمة - ...
- 165 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة والستون ...
- خفافيش أٌميّة مهزلة التحالف السعودي ضد الإرهاب
- وهم المراهنين على الغزو التركي للعراق
- 163 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثالثة والستون ...
- الحكم الشيعي في العراق ودولة الطوائف في الاندلس.. نهاية متوق ...
- ضعف الحكومة العراقية إزاء تركيا يشجع السعودية وقطر على هجوم ...
- 162 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثانية والستون ...
- 161 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الواحدة والستون ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - سيف يمزق غمده 2 ناظم كزار