أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب عباس العسكري - قصة عامل النظافة زيد والطفلة














المزيد.....

قصة عامل النظافة زيد والطفلة


طالب عباس العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصة وتجربة واقع.
(( قصة عامل النظافة زيد والطفلة )).

كنت وفي العاده استيقض من الصباح لأذهب الى الدوم مبكرآ ، وفي كل يوم كانت تأتي سيارة التنضيف وعمال الخدمه وعددهم ثلاثة اشخاص وقبل كل شيئ يذهبون يتناولون وجبة الصباح قبل البدأ في العمل في هذا المكان، لكن ان من يذهب هما عاملان الخدمة الاثنان والسائق ، ويبقى عامل الخدمة زيد في المكان وحده وكنت اراهم كل يوم ، والشيى الذي اثار حفيضتي ان العامل ( زيد)، يبقى يتلفت يمينآ ويسارآ وكانه في جعبته شيئ خطير يريد فعله بعيدآ عن انظار الناس ، وكان يجمع اشياء من هنا او هناك من الزباله ويضعهن في مكان متخفي عن الانظار، فضننت انه يعمل عمل اجرامي ، او اي شيئ خطير ، وبعد الانتهاء وذهابهم الى مكان عمل ثاني ، كانت تاتي فتاة صغيرة يتروح عمرها ما بين السبعة سنوات الى عشرة سنوات، و تبقى تلتفت يمينآ و يسارآ ايضآ، وتذهب الى زاوية التي كان يذهب اليها عامل النضافه وهو زيد الذي يجمع فيها بقايا الطعام الزائد قبل ذهابه الى البيت كل يوم ! ، قلت لنفسي هناك سرآ ما في المسأله اما يخططون الى تفجير او كونهم يخططون لعمل سرقة او ماشابه ذلك مما قد يتطلبه هذا العمل اشهر لتنفيذه ، وبعد المراقبة لمدة اربعة ايام على التوالي ، قتلني الفضول بمعرفة ماذا يحصل في هذه الفتحة ، بعد ذهاب عمال النظاف ، وقبل ان تأتي الفتاة ذهبت الى تلك الزوية لأعرف ماذا قد وضعو فيها فوجده بقايا من الطعام الزائد معبئ في اكياس ، فازادني الفضول وقلت لنفسي كم هم عبقري لانه يريد ان يوهمني او يخدعني بهذه الامور التافهه التي تغطي فعلتهه ، ثم رجعت من المكان وانتظرت قليلآ ، واذا بالفتاة تأتي وبدأت تفعل نفس الامر تلتفت يمينآ و يسارآ وتذهب الى تلك الفتحه ومن ثم تخرج وبيدها بضع من الاشياء كنت لا اعرف ما هي !، وتذهب بعد ذلك ، وفي اليوم التالي جاءت هذه الفتاة وعملت نفس الطريقه وذهبت ، وفي اليوم الخامس ، جاء عامل النضافه وكالمعتاد ذهب اثنان والسائق وبقى (زيد ) وحده وعمل نفس الأمر الذي كنت اتوقع منه فعله كل يوم وكان هذا العامل في حالة يرثى لها، وكما يصطلح عليه بالهجة العراقية العاميه شكله يكسر الخاطر ، و شاحبآ جدآ ، فقتلني الفضول وقلت سأذهب لاشاهده هذه المره ماذا كان يفعل، فذهبت الى المكان فورآ وكان العامل في هذه الفتحة الصغيرة ، فقد وجده يجمع فتاتيت الطعام الزائد ويجمعه في نفس المكان _ فقلت له بالهجة العراقية العامية شسوي اهنا اي ماذا تفعل ؟ _ فقال اجمع بقايا الطعام الزائد هنا . فقلت له كذبت كيف تجمعه ولا تأخذه معك ! فانك تخفي امرآ؟ _ قال وماذا عساي ان اخفي وانا عامل نضافه وراتبي ليس لي فيه قميص لي حتى . فقلت له المن تجمع بقايا الطعام الزائد ؟_ فلم يجبني . فبادرت بالقول ان طفلة كانت تاتي بعدك الى هذا المكان وتفعل ماكنت تفعله ؟ فلم يجبني ابدآ ، فبادرة بسؤاله سأغلق هذه الزاوية او الفتحه الصغيرة؟ -فقال لا لا لا فقلت له لماذا ؟ فقال اني اجمع الطعام الى الطفله التي تأتي بعدي بالعاده اذا لم تجد بقايا الطعام سيقتلها الجوع ، و ستطرد من البيت وتمنع من المدرسه لذلك كنت اجمع الطعام لها . فقلت له وما هذه الانسانية منك لهذه الطفلة ؟_ فبكى وقال هذه اختي الصغيرة وهي تعيش في بيت زوجة ابي وانا انام اليل في مقر البلديه لأن زوجة ابي طردتني من البيت سابقآ ، فقلت اين ابيك و امك ؟ فقال قد استشهدو في جسر الأمة عندما كانو ذاهبين لزيارة الامام الكاظم عليه السلام .

فقلت يالله على هذا الامر متى سيشعر الغني بحزن الفقير وما يمر فيه! ، يالله ماذا سيخسرون ان اعطو من جيوبهم للفقير! ، يالله ماذا لو كان الزائد من الطعام قبل رميه تعطيه للفقير! ، يالله لو كان فينا ( مبدأ واحد من مبادئ الامام علي عليه السلام )، لاصبح لزيد واخته حياة افضل واسعد مما هما عليه الأن .

فأذا اردت ان تحس بالجوع عليك تجربته ، واذا اردت ان تحس باليتم عليك الاستماع الى معانات الفقير ، وكما يقول الامام علي السلام ( لو كان الفقر رجل لقتلته).

لعلى البعض يتعض من قصة عامل النظافة والطفلة الصغيره ، ويبدأ بتغير نفسه قبل ان يطلب تغير نفوس الناس ، وكما يقول الشاعر ( عليك بنفسك فأبحث عن عيوبها _ وترك عيوب الناس للناس ).



#طالب_عباس_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الرمادي : هاربون يابغداد
- جيش السفياني اكتمل واقترب الوعيد
- الشعب بين ساحة التحرير والمنطقة الغبراء
- الأمور المستحدثه بين : القرأن و السنة
- التجنيد الالزامي بين الحقيقية والوهم
- المرءة بين الاسلام وعلي الوردي
- محمد رحمة الوجود
- ال سعود : اعدام الرأي الاخر
- العيادات الطبية الخاصة : بين الاموال وفقدان الضمير
- حيدر العبادي : كدر ماكدر وشله ماعبر
- وين الوعد يفلانه
- الشخصية العراقية: ثري دي ثلاثية الابعاد
- النظام الرئاسي مطلبنا
- عمامة الدين : بين القبول والنفور
- ( لن يثور الشعب حتى يلج الجمل في سم الخياط
- قانون المحاماة الجديد :بين المناقشه و الاقرار
- شعيرة التطبير _ بدعتة مذمومة ام سنة ممدوحة
- صيادلة و الصيدلية
- رد الشبهات في قانون المحاماة الجديد
- ذي قار تحتضر : والمسؤول يحب النوم!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب عباس العسكري - قصة عامل النظافة زيد والطفلة