أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الأزيديون .. والملك الطاووس














المزيد.....

الأزيديون .. والملك الطاووس


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء عملى بسلطنة عمان عايشت أطباء من مختلف الجنسيات بينهم عراقيون من مختلف الديانات والإثنيات كان منهم صابئة وإيزيديون وشبك الذين عرفوا بحسن السمعة والجدية والعلاقات الوثيقة مع العمانيين، وتحظى سلطنة عمان بقدر عال من التسامح والتعايش مع الآخرين ما يعكس نسيج المجتمع العمانى ذاته حيث تتعايش المذاهب الإسلامية من سنة وشيعة واباضية جنبا الى جنب ويستوعب كذلك المنتسبون الى البهائية من العمانيين دون حساسيات كأحد مكونات المجتمع ويوجد لهم محفل بهائى بالعاصمة "مسقط" ويتم تسجيلهم فى المستندات الرسمية والهويات فى خانة الديانة أنهم بهائيون، وكان من ضمن الأطباء العراقيين طبيبة أزيدية "على درجة من الجمال" لم ألتق بها كثيرا وإن كانت قد فتحت شهيتى للبحث بشكل أعمق بالأزيدية وباقى الأديان والمذاهب التى تتواجد معا على أرض العراق منذ الآف السنين.
يوجد خلط شائع لدى البعض بين الأزيدية والزيدية، والأخير هو أحد المذاهب الشيعية الأكثر إنتشارا باليمن ومنهم الحوثيون أو "أنصار الله" ويعدون أقرب مذاهب الشيعة الى المذهب السنى ويسميهم الباحثون بسنة الشيعة، ولكن الأزيدية كالبهائية تعتبر دينا مستقلا بتعاليمه وطقوسه وعباداته وإن كان يتقاطع مع الإسلام فى نقاط كثيرة، وينتمى الأزيديون الى الفضاء الكردى بشكل عام "كمعظم الأقليات الدينية بالعراق" ويتأثرون بشدة بالثقافة العربية والسريانية والتركمانية الذين يتجاورون معا، وبينما يعتقد الأزيديون أن ديانتهم ترجع الى عهد آدم فإن كثير من الباحثين يردون اصولها الى الديانة البابلية القديمة فى بلاد ما بين النهرين بينما يرى آخرون أنها خليط من ديانات قديمة كالمانوية والزردشتية والغنوصية ويقع مركزهم الدينى فى "وادى لاش" المقدس بالنسبة لهم بشمال العراق حيث أنه إتجاه قبلتهم وبه ضريح شيخهم "عدى بن مسافر".
الديانة الأزيدية غير تبشيرية كاليهودية وهم موحدون يرنون الى الشمس فى صلواتهم ويؤمنون بتناسخ الأرواح ويقدسون بئر زمزم ويصومون 40 يوما فى السنة إبتداءا من شهر يناير ويصلون خمس مرات فى اليوم هى صلاة الفجر والشروق والظهر والعصر والغروب بينما يعتبرون أن صلاة الظهر هى أقدس الصلوات ومركزهم الأساسى بالعراق هو جبل سنجار وبعشيقة، ويدعى الأزيديين أنهم تعرضوا لأكثر من 70 حملة إبادة طوال تاريخهم قبل محنتهم الأخيرة من داعش وقد أدت تلك المجازر الى آثار نفسية عميقة عليهم دفعتهم الى التقوقع والإنزواء عن العالم وسكنى الجبال بسبب خوفهم من الأعداء وعزوفهم عن الإختلاط بالغرباء، وبلغت وحشية داعش معهم مبلغا أليما حيث تم ذبح معظم رجالهم بعد إحتلال مناطقهم وسبى فتياتهم ونسائهم وأطفالهم وتدمير بيوتهم، تم ذلك بدون إستتابهم أو السماح لهم بالرحيل، ولجا الكثير منهم الى قمة جبل سنجار هربا وأرسلوا رسائل إستغاثة حتى قام التحالف الدولى بإسقاط معونات غذائية لهم بالطائرات وتم قصف الدواعش من الجو لإيقافهم عن الصعود إليهم حتى تمكنت البشمرجة الكردية من تحرير المنطقة بمساعدة الجيش العراقى.
يوجد خلط حول تقديس الأزيديين لإبليس حيث يرّوج أعدائهم أنهم يعبدونه من دون الله بينما فى كتبهم المقدسة يعتبرون إبليس غير خاطئ فى رفضه السجود لآدم ويبررون ذلك بأن لا سجود لغيرلله، وأن الله عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم إنما كان ذلك إختبارا لهم، وفى الميثالوجيا الأزيدية أن الله خلق من نوره سبع ملائكة عظام أولهم الملك الطاووس عزرائيل والآخرين هم ميكائيل وإسرافيل ونورائيل وشمنائيل وغيرهم، وقد إعتبرهم خصومهم أنهم من عبدة الشيطان بينما يعتبرون أن ذلك إهانة لمقدساتهم وأن الشر فى الإنسان نابع من ذاته وليس من وسوسة الشيطان ولا يعتقدون بوجود الأبالسة والعفاريت والأرواح الشريرة ويعتقدون أن الله موجود فى كل مخلوقاته من إنسان وحيوان ونبات وجماد وأنهم جميعا أجزاء من روح الله وعلى رأسها جميعا يأتى القمر والشمس والنور ويؤمنون بخلود الروح وإنتقالها بعد الموت من جسد لآخر.
طفا الى السطح الوضع الفسيفسائى للمجتمع العراقى بعد إسقاط نظام صدام حسين وسيطرة حزب البعث وبدأت الأقليات الدينية والإثنية تبحث عن دور لها بالعراق ومن بينها الطائفة الأزيدية بمكونها الدينى والتى يرأسها أمير يعتبرنه ظل (طاووس ملك) على الأرض وينقسمون الى ثلاث طبقات أعلاها هى طبقة الشيخ وتمثل شيوخهم وهى الأكثر تبجيلا يليها طبقة البير ثم طبقة المريد الذين يمثلون غالبية الأزيديين، وقد تم تمثيل الأزيديين فى البرلمان العراقى بعد سقوط صدام، لكن ذلك ساعد فى إستهافهم كغيرهم من الأقليات بعمليات القتل والإرهاب خاصة من الجماعات السنية المتشددة كالقاعدة وداعش وعرضهم للكثير من حملات الإبادة.
جاءت زيارة الناشطة الأزيدية " نادية مراد" الى مصر فى إطار الحملة الدولية التى يتبناها المجتمع الدولى ضد الإرهاب وتأييد حماية الأقليات الدينية بوصفها أحد رموز الصمود ضد داعش، وإعتبار نادية مراد مثلا لوحشية داعش بعد إعتقالها منهم وإغتصابها، وجاء إستقبال الرئيس لها كموقف دعائى يظهر موقف مصر من الإرهاب وفرصة للحديث عن أن الإسلام يستوعب الجميع " مع أن الصحيح هو أن العلمانية هى التى تستوعب جميع الأديان والمذاهب والأقليات"، وفى نفس الإطار جاء الإحتفال بها فى جامعة القاهرة وإعلان رئيس الجامعة "جابر جاد نصار" أن الجامعة ستقوم بترجمة كلمتها الى جميع اللغات الحية ونشرها على أوسع نطاق، لكن طلبها لقاء شيخ الأزهر سيضع الأزهر أمام موقف شديد الإحراج بوصفه ينتمى الى المذهب الأشعرى الماتوردى المغلق والذى لم يستطع حتى الآن تكفير داعش بوصفهم من أهل القبلة "حسب رأيه" بينما يكفّر الشيعة مثلا، حيث سيعتبر خصوم الأزهر أن مجرد اللقاء هو إعتراف بالدين الأزيدى الكافر، لا أعرف حقيقة كيف سيتصرف شيخ الأزهر مع هذا الموقف.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول وحدة اليسار .. عقبات وعواقب
- حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا
- تقرير جنكيز- فار -المراوغ- والموقف البريطانى من الإخوان
- محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب
- فى سوريا.. العجلة بدأت تدور
- اليسار .. وذلك الدرس المؤلم
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة


المزيد.....




- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين غرب مدينة غزة ...
- شاهد.. أفضل ضربة قاضية هذا العام
- هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائ ...
- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الأزيديون .. والملك الطاووس