أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب














المزيد.....

محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 15:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس ذلك تقليلا من أهمية العمل الثقافى والفكرى لمواجهة الأفكار التكفيرية ولكن هناك حدود لتلك الجهود، فلم ينجح الحوار خلال عقود طويلة فى إثناء ولو فرد واحد عن إعتناقه للأفكار الجهادية لمن دخل الى حظيرتها، ربما تنفع تلك المواجهات الفكرية فى إنقاذ بعض الشباب المتعاطف من الإستدراج الى ذلك الخندق المظلم وتوفير سبل النجاة لهم وذلك بنقض منهجهم فى الإستدلال والنظر والتفكير الذى يتم إستنباطه من إنتقاءات متفرقة من كتب بعض الفقهاء المتقدمين وبعض تخريجات كتابهم الذين فى نظرهم مفكرين لكن تبقى المشكلة الأساسية كما وصفها المفكر " نصر حامد أبو زيد" فى أحد حواراته بالقول ( إن الطامة الكبرى أن تلك الأفكار المتشددة تحولت من أدمغة دعاة التطرف وغلاتهم الى منهج وسلوك يومى لدى الأغلبية من أهلنا البسطاء وأصبح إقصاء الآخر وإعتباره كافرا بلا حقوق هو تمام الرأى وأسلوب حياة)، ولذلك فإن المواجهات الفكرية تهدف الى علاج تلك الحالة وإعادة الرشد الى الغافلين وذلك من خلال مبادرات وحملات موجهة أساسا الى الشباب والجمهور عامة باستعمال أساليب الرصد والتحليل والتنقية وإصلاح مناهج التعليم بدلا من توجيه الخطاب الى أعضاء تلك التنظيمات الذى لا يجدى كثيرا.
رغم أنه توجد فى أكثر من بلد لجان مشكلة من علماء دين ومشائخ رسميين عرّفت باسم لجان المناصحة والحوار فإن حصيلة عملها جاءت بائسة وكانت نتائجها فى الأغلب إما رفض هؤلاء لهم واستهجان طريقتهم الإنشائية الوعظية ووسمهم بدعاة السلاطين أو بإستخدام تكتيك التقية وإعلان الموافقة الشكلية رغبة فى الفكاك من السجن وإعتبارذلك مجرد هدنة مؤقتة مع الأنظمة الحاكمة وقبضتها الغاشمة وسرعان ما يعود هؤلاء الى حمل السلاح فى أقرب فرصة تسنح لهم، حدث هذا فى مصر والسعودية واليمن وليبيا وغيرها، من أمثلة ذلك ما حدث فى مصر فى التسعينيات من حملات شارك فيها علماء دين كبار كالشيخ الشعراوى ومحمد الغزالى وأحمد صبحى منصور وغيرهم وبموجبها تم إطلاق سراح المئات ممن يحملون هذا الفكر وتقديم مساعدات مادية وإجتماعية لهم وإعادة دمجهم فى المجتمع ولكنهم سرعان ما إنقلبوا وعادوا الى سيرتهم الأولى الاّ قليلا منهم ولم يكن السبب فى عدم عودة هذا القليل الى إستخدام فكر التكفير وجهاد الطواغيت الى إقتناعهم برأى هؤلاء المشائخ ولكنه لإتباعهم مشايخهم هم الذين نقضوا أفكارهم القديمة فيما عرف بالمراجعات.
لقد تطورت أساليب الدعاية والتحريض والتجنيد لتلك التنظيمات بوتيرة فائقة السرعة بعد ثورة الإتصالات ووجود الإنترنت خلال عقود محدودة بما يستوجب لمواجهتها وجود عقليات وتقنيات تستطيع ملاحقتها وهزيمتها دعائيا، فحتى عام 1995 لم يكن لتلك المنظمات وجود الكترونى وكانت تنشر دعايتها وأدبياتها عبر بعض الكتب والنشرات والأشرطة التى تطبع وتوزع فى سرية شديدة ومع صعود تيارات الإسلام السياسى وما واكبه من ظهور دعاة متطرفين على المنابر إنتشرت الأشرطة المسموعة فى مساجدهم وزواياهم ووسائل المواصلات ومن الجدير بالذكركيف أن الثورة الإسلامية فى إيران قامت على تسجيلات مهربة لآية الله الخومينى، ومع نهاية التسعينات توغل إستخدام الشبكة العنكبوتية والإميلات فى الترويج لتلك التنظيمات إبتداءا بموقع السحاب وصولا لموقع دابق الناطق باسم داعش بالإضافة الى مئات المواقع والمنتديات والشبكات الجهادية فى الفضاء الإلكترونى ويتركز طرحهم على الغلو فى التكفير والتهييج ضد الدول والحكام والهجوم على علماء الدين الرسميين والمفكرين والمبدعين بالإضافة الى التنزيل الفاسد للنصوص والتجنيد عن بعد وإرسال التكليفات مع البث المكثف لمواد دعايتهم ومقاطع فيديو لعملياتهم والإستدلال على أفكارهم بالنصوص الدينية وإستدلالات الفقهاء المتطرفين من إبن تيمية وسيد قطب وصولا الى منشوراتهم عن الجهاد وإدارة التوحش مركزين فى خطابهم على شريحة الشباب الذى يعانى التهميش والبطالة والفقر.
إن التعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب هى عملية شديدة التعقيد يجب أن تنطلق من تحليل عميق للواقع لوضع اليد على محاضن تلك التنظيمات ومبرراتها الذى يختلف من مجتمع لآخر سواء فى تركيبته التاريخية أو الإجتماعية والجغرافية أو ظروفه الإقتصادية والسياسية رغم تشابه المنطلقات العقائدية لتلك الأفكار ويتباين تعريف التطرف والإرهاب من دولة لأخرى فبينما يعتمد فى بعض المجتمعات أن عدم أداء الصلاة بالمساجد فى مواقيتها يعتبر تفريطا يجب معاقبته بينما فى مجتمعات أخرى يعد النقاب واللحية من مظاهر التطرف، ومن الثابت أن محاربة الحرام لا تتم بحظره أو منعه بالقانون ولكن فى وعى الجمهور بما يقبله أو يرفضه، ولكن أن يجبر الناس قهرا من قبل جماعات أو أنظمة متشددة على تعبيد الناس لربهم بالقوة هو قول وعمل فاسدين،على أن إقناع هؤلاء المتطرفين بنزع أفكار التفسيق والتبديع والتكفير من أذهانهم يحتاج الى أن تهيئ بيئة قابلة لذلك تقوم على التسامح وقبول الآخر المختلف فكريا وإحترام حقوق الإنسان وحد أدنى من العدالة الإجتماعية.
ختاما فإن جاذبية أى فكر وبريقه تتمثل فى تحققه الفاعل على الأرض وما حققه تنظيم داعش من إنتصارات عسكرية سريعة فى بداية صعوده كان العنصر الفاعل فى تحمس العديد من الشباب المغامر والملتزم فى معظم دول العالم وحتى إنضمام العديد له والتوجه الى قاعدته للجهاد دفاعا عن دولة الخلافة، ومع بداية التراجع والإنحسار عن تلك الأرض الموعودة سوف يفتر حماس هؤلاء المتضامنين والجهاديين ويبدأ الإنفضاض عنه..ذلك هو درس التاريخ..



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى سوريا.. العجلة بدأت تدور
- اليسار .. وذلك الدرس المؤلم
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب